نظمت السلطة المحلية في محافظة حضرموت اليوم بمدينة المكلا حفل تكريم
للمحافظ السابق خالد سعيد الديني والاحتفاء بالمحافظ الجديد الدكتور عادل
محمد باحميد .
وفي الحفل ثمن محافظ حضرموت الدكتور عادل باحميد جهود سلفه سعادة السفير
خالد سعيد الديني في إدارة شؤون المحافظة متجاوزاً الكثير من الصعاب
والتحديات التي شهدتها المرحلة الماضية متقدماً بأسم أبناء حضرموت قاطبة
بالشكر والتقدير للمحافظ السابق على كل ما بذله من جهود طيبة ومخلصة
متمنياً له التوفيق والنجاح في مهام عمله الجديد . لافتاً بأن السفير
الديني سيبقى معنا بروحه وفكره وخبرته لخدمة حضرموت.
وتحدث المحافظ باحميد عن الملامح والأوليات القادمة وقال : ” لا نخوض
مرحلة جديدة ولا أحد يدعي إنه يبتدي من الصفر لأن ذلك يعد نكراناً وجحوداً
لكثير من الجهود المخلصة التي قام بها رجال أوفياء لهذا الوطن ولهذه الأرض
الطيبة في حضرموت سواء كانوا في القيادة أم في قبو السلطة أم كانوا على
رؤوس المسؤوليات أم في قطاع خاص أو قطاع عام أو قطاع مختلط أو منظمات مجتمع
مدني أو أفراد عاديين” مشيراً إلى أن الكل بذل جهداً , “ولا ينبغي أن يدعي
البعض أن هناك مرحلة ستبدأ بالتعمير من الصفر” .
وقال : “سنبني على ما قد فات , من ثوابت وايجابية , وفي الوقت ذاته
سننقض – بكل تأكيد – ما كان بخطاء وقع بفعل عامل بشري أو لأي سبب آخر ,
ويبنى من جديد “.
وأضاف محافظ حضرموت : الوضع الراهن الذي تمر به البلاد – لا يخفى على
أحد – أزمات .. صراعات .. احتقان لكن ذلك لا يعدو أن يكون تحدياً وبفضل
همم الرجال والتلاحم والتكاتف والتعاون سنسعى إلى “تصغر هذه التحديات بين
أيدينا” لنحقق كل ما نريد .
لافتاً بأن حضرموت جزء من هذا الوطن الكبير الذي أصبح “فيه ما فيه” ولم
يعد يحتمل مزيد من الجراح أو الطعنات أو التخاذل والتخلي عن المسؤولية .
وأشار المحافظ باحميد إلى أن المرحلة القادمة تتطلب تحديد الأولويات
لكثرة الملفات حتى لا نضيع جهداً ولا نهدر طاقة مؤكداً أن في مقدمة هذه
الأولويات “لم الشمل وتوحيد الكلمة وإجماع الناس على هدف واحد لمصلحة هذه
الأرض والمحافظة والناس جميعاً “.
ونوه محافظ حضرموت إلى أن الملف الأمني في مقدمة الأولويات إلا أنه قال
“ليس هذا الملف فقط معني به أولئك الذين هم في قيادة المنظومة الأمنية
والعسكرية فحسب بل أن الأمن مهمة الجميع ومسؤوليته تهم الجميع وعلى كل
المستويات”..
مشدداً على أهمية محاربة الانهزام النفسي حاثاً القيادات والمسؤولين
والمواطنين إلى رفع المعنويات وأن يبتعدوا عن حالة الضجر لتحيا النفوس .
وكشف محافظ حضرموت إلى أن من بين الأوليات القادمة أيضاً خدمة المواطن
والوقوف معه لحفظ كرامته وأمنه وصيانة حقوقه وتحسين معيشته بالإضافة إلى
تعزيز النزاهة والتميز الإداري وتجويد العمل والاهتمام بكفاءات المجتمع
والشباب وقطاع المرأة .
وأعترف المحافظ باحميد بأن الملفات كثيرة والتحديات جمة وقال : “حضرموت
لا تحتاج إلى محافظ واحد يأتي عليه الناس كل مشاكلهم” موضحاً بأن حضرموت
تحتاج أن ننفخ الروح في قلب كل حضرمي لترتفع الهمة وليصل إلى أصل هذا اللحن
النقي الطيب في أصله.
وهنأ محافظ حضرموت الجميع بحلول العام الميلادي الجديد 2015 سائلاً من
الله عز وجل أن يكون عام خير وسلم وسلام وأمن وأمان وتنمية وازدهار , كما
هنأ بقرب المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام .
من جانبه أشاد المحافظ السابق خالد سعيد الديني بتنظيم هذا الحفل مهنئاً
المحافظ الجديد الدكتور عادل محمد باحميد نيله ثقة رئيس الجمهورية
وتعيينه محافظاً لمحافظة حضرموت متمنياً له التوفيق والنجاح معبراً عن
الشكر والامتنان لهذه اللفتة الكريمة .
وقال : ” كم هي جميلة تلك اللحظات التي يشعر المرء بأنه يقوم بواجباته
وتقديم خدماته لأبناء محافظته , وكم هي صعبة تلك اللحظات عندما تقف الظروف
الموضوعية أمام المرء وتعيقه عن تحقيق أهدافه وطموحه”.
وأضاف : ” قبل نحو أربعة أعوام عينت في هذه المهمة في ظرف احتدام الأزمة
السياسية وتشعباتها وتعقيداتها ” معتبراً ذلك ” تكليفاً لا تشريفاً ” .
مشيراً إلى تلك الحقبة العصيبة كانت ملفاتها معقدة وشائكة . فإلى جانب
الأزمة السياسية الطاحنة والمدمرة كان ملف الإختلالات الأمنية والنشاط
المتزايد للعناصر الإرهابية بالإضافة إلى ملف قضايا صندوق إعادة الإعمار
وتعويضات المتضررين من كارثة أمطار وسيول 2008م وكذا ملف المشاريع التنموية
والخدمية المتعثرة ومشكلة الكهرباء والاطفاءات المتكررة على المواطنين
بسبب نقص الطاقة التوليدية وإهتراء شبكة نقل التيار الكهربائي وغيرها .
وأضاف : “بالرغم من كل تلك الظروف إلا إننا سرنا ومعنا كل الخيرين
والمخلصين من أبناء حضرموت سواء في السلطة أو خارجها واستطعنا بفعل تلك
الجهود المشتركة إنجاز الكثير ونعالج بعض الإشكاليات والصعوبات التي
واجهتنا ” إلا أنه قال : ” كنا نشعر دوماً بأن ذلك لم يك بالمستوى الذي
يلبي طموحاتنا نحو حضرموت وأبنائها مع علمنا بأن ليس كل ما يتمناه ويطمح
إليه الإنسان يمكن أن يتحقق جزافاً أو بعصا سحرية خاصة في ظل وجود تلك
الصعوبات والمعوقات التي يرتبط بها إنجاز وتنفيذ الأهداف والطموحات التي
دائماً ما تصطدم بشحة الإمكانيات ناهيك عن المركزية المقيتة التي أثرت دون
شك تأثيراً بالغاً على إعاقة إنجازنا لكثير من المهام التي تتطلبها
المحافظة .
وتقدم المحافظ السابق إلى جميع أبناء حضرموت سواء ممن كانوا راضون عن
مستوى الأداء أو من لم يكونوا كذلك “متلمساً منهم العذر ” على أي أخفاق في
هذا الجانب أو ذاك .
وقال : ” من الصعوبة بمكان أن تسير الحياة دون مصاعب ونواقص وعثرات هنا
أو هناك وهذه هي سنة الحياة , وإننا لا ندعي الكمال , لأن الكمال لله وحده ,
أما البشر فهم بطبيعتهم خطاؤون . ومن لا يعمل لا يخطئ “.
وأعرب محافظ حضرموت السابق عن شكره وتقديره لكل من وقف إلى جانبه خلال
فترة قيادته للمحافظة وأخص بالذكر قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ساحلاً
ووادياً وصحراء وجميع السلطات التنفيذية والقضائية وقادة الوحدات والمؤسسات
العسكرية والأمنية والأحزاب والتنظيمات السياسية وكل المكونات على الساحة
الحضرمية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والمشائخ وقطاع الشباب والمرأة
وجميع المخلصين الأوفياء من أبناء حضرموت دون استثناء .. داعياً الجميع إلى
تبني موقفاً واحداً خلف الدكتور عادل محمد باحميد محافظ محافظة حضرموت
ومؤازرته ومساعدته في تنفيذ المهام المناطة به . مذكراً بأن أي نجاح يتحقق
للمحافظة إنما هو نجاح لكل أبنائها.
وأكد المحافظ السابق بأن هذا التكريم إنما هو تكريم لكل الجهود الذي
بذلها أولئك الجنود المجهولون الذي أسهموا بفعالية وأخلصوا في تنفيذ مهامهم
وكذا تكريم لكل ابناء محافظة حضرموت ساحلاً ووادياً وصحراء الذي ساندوه
وأستند عليهم خلال قيامه بمهامه وواجباته .
وجدد الديني العهد لكل أبناء حضرموت بأنه سيظل مخلصاً ووفياً لمحافظة
حضرموت وأبنائها . حاثاً الجميع على توحيد الصفوف والكلمة والرأي والموقف
لبناء وتطوير هذه المحافظة .
وفي الحفل ألقى قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن محسن ناصر
قاسم كلمة عن اللجنة الأمنية والمؤسسات والوحدات العسكرية أعرب فيها باسمه
ونيابة عن قادة وحدات المنطقة العسكرية الثانية ومنتسبيها ضباطاً وأفراداً
وأعضاء اللجنة الأمنية بالمحافظة عن السعادة بحضور هذا الحفل التكريمي
المتواضع لمشاركة الأخوة في قيادة السلطة المحلية الترحيب بالدكتور عادل
محمد باحميد وهو يبدأ مسؤولية قيادة محافظة حضرموت وتكريم الأخ العزيز
والوفي والمخلص لكل أبناء حضرموت الأستاذ خالد سعيد الديني .
وقال : “لقد عملنا في قيادة المنطقة العسكرية الثانية ووحداتها واللجنة
الأمنية جنباً إلى جنب مع المحافظ السابق خالد الديني وتحت مسؤوليته بإداء
مهامنا العسكرية والأمنية”.
وأضاف : ” عرفناه رجلاً عملياً بذل جهوده المخلصة والمتفانية خلال فترة
قيادته لمحافظة حضرموت وما اكتسبه من حب واحترام وقبول لدى كل أبناء
المحافظة ومن خارجها لما يتمتع به من حسن الأداء والتعامل الرفيع مع الجميع
بمسؤولية في حل كل القضايا والمشاكل البسيطة وبالغة التعقيد على حد سواء
,وعمل بنجاح وبتعامل مع الجميع في الحفاظ على العمل بروح الفريق الواحد
والحفاظ على وحدة الصف والتألف الاجتماعي بين أبناء المحافظة وكل أبناء
اليمن والوقوف على مسافة واحدة مع جميع أطياف المجتمع ” واصفاً المحافظ
السابق بأنه “كان رجل قيادي كفوء ومحب لحضرموت وأبنائها وطموحه في جعل
حضرموت إنموذجاً فريداً في العطاء والأمن والاستقرار وتجنيب المحافظة
الكثير من الصراعات وتأثيراتها المختلفة”
وخاطب اللواء محسن ناصر قاسم المحافظ الجديد باحميد قائلاً : ” أننا
نؤكد لكم ومن خلالكم لقياداتنا السياسية ممثلة بالأخ المشير عبدربه منصور
هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة , بأننا سنكون في قيادة
المنطقة العسكرية الثانية ووحداتها واللجنة الأمنية جنوداً مجنده بالعمل
إلى جانبه في الحفاظ على أمن واستقرار حضرموت وابنائها ولن نسمح لكائن من
كان أن يعكر صفو أجواء الأمن والسلم في هذه المحافظة التي عرفنا عنها بأنها
محافظة التاريخ والخير والسلام , وبأبنائها الطيبين كل الطموحات والمبادئ
السامية , ولن نسمح لمن يؤثر على هذه المحافظة اقتصادياً وأمنياً “.
مختتماً كلمته بالقول : ” العمل الطيب والدؤوب يأتي بنتائج مثمرة ونافعة للجميع” .
كما ألقت رئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة بالمحافظة فائزة بامطرف كلمة
منظمات المجتمع المدني أشادت فيها بجهود المحافظ السابق وتحمله مسؤولية
قيادة المحافظة في ظروف صعبة ومعقدة مشيرة إلى أنه استطاع بفضل من الله عز
وجل وتعاون ابناء المحافظة أن يخطو بحضرموت خطوات ايجابية نحو تعزيز
التعاون والتضامن في المجتمع والوقوف على مسافات متساوية من الجميع لتحقيق
الاستقرار والتنمية بالمحافظة .
وأعربت عن تقديرها البالغ لمساندته واستيعابه دور منظمات المجتمع وسعيه
الحثيثة لتعزيز مجالات الشراكة مع مختلف الجمعيات والمؤسسات الخيرية منها
والاجتماعية والنسوية وذوي الاحتياجات الخاصة والنوعية والمتخصصة وغيرها
كما ساند المنظمات الناشئة منوهة بأن منظمات المجتمع المدني حظيت برعاية
السلطة المحلية وتقديم التسهيلات لإنجاح خططها وبرامجها مما عزز الدافعية
لدى هذه المنظمات نحو العمل المجتمعي وتهيئة المناخات الملائمة أمامها ..
ولفتت رئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة إلى النجاحات المحققة في هذا
الجانب ومنها إنشاء المجالس التنسيقية وتوقيع اتفاقيات شراكة بين المنظمات
وتوسيع دائرة انشطتها في المديريات يؤكد بأن حضرموت استطاعت أن تكون
إنموذجاً بتجربة شراكتها القائمة بين السلطة المحلية والمجتمع المدني.
وقالت فائزة بامطرف : ” لقد لمسنا من المحافظ السابق المسؤولية العالية
في اداء المهام والرعاية والاهتمام لكل ما يعزز الدور التنموي المجتمعي”
مشيرة في هذا الاتجاه إلى اعتماد مشروع (المرأة والتنمية (مكون النوع) في
خطة المحافظة منذ عام 2011م ولازال مستمراً موضحة بأن هذا المشروع مثل
إنموذجاً آخر على المستوى الوطني في الشراكة والتشبيك مع السلطة المحلية .
وامتدحت رئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة التوجيهات الكريمة للمحافظ
السابق باعتماد مشروع السكن الخيري للأرامل والمطلقات ومشروع الوفاء السكني
للرواد والرائدات ومتابعاته المتواصلة في مشروع صالة مراكز تنمية المرأة
وهو المشروع الاستراتيجي المهم الذي ستستفيد منه المرأة ومنظمات المجتمع
المدني .. وفي الوقت ذاته رحبت بالمحافظ الجديد الدكتور عادل باحميد الذي
كان له حضور متميز في دعم قضايا المرأة وإقامة شراكات ناجحة مع الكثير من
منظمات المجتمع المدني أبان تحمله قيادة مؤسسة العون للتنمية حققت خلالها
قصص نجاح محلياً ووطنياً .. متمنية له التوفيق والنجاح في مهامه .
وأشتمل الحفل الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادة
السلطة المحلية بالمحافظة والمسؤولين في المكاتب التنفيذية والوحدات
والمؤسسات العسكرية والأمنية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات
المجتمع المدني والنقابات والاتحادات الإبداعية والمهنية والأعيان
والشخصيات الاجتماعية على فقرات فنية قدمتها زهرات مدرسة خالد بن الوليد
للتعليم الأساسي بفوة إضافة إلى قصيدة شعرية للشاعر سعيد عمر المشجري.
وتم في ختام الحفل تكريم المحافظ السابق بدرع المحافظة عرفانا وتقديراً
بجهوده في تنمية المحافظة وخدمة ابنائها بالإضافة إلى تسليمه الدروع
والشهادات التقديرية من العديد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني
بالمحافظة والتي عكست صورة من النبل والوفاء .