ضمن فعاليات أقامت اللجنة الثقافية بمنتدى المعلم الثقافي الاجتماعي بالمكلا محاضرة بعنوان ( أثر العولمة على القيم ) قدمها الأستاذ دكتور/ سالم عوض رموضة وأدارها الأستاذ / حسين بن محفوظ مدير الإدارة الثقافية بالمنتدى وذلك مساء يوم الثلاثاء الموافق 9/9/2014م بديوانية المنتدى.

وافتتح الدكتور رموضة محاضرته بالتأكيد أن إقامة مثل هذه الندوات من شأنه رفع الحراك الثقافي في المجتمع، وتقديم كل ما يواكب العصر لا سيما في هذا العصر الذي يحمل بين طياته ثورة معرفية في كل مناحي الحياة.
وقد تحدث الدكتور رموضة عن مفهوم العولمة وأثرها في الأدب العالمي بشكل عام ثم في أدبنا العربي والإسلامي بشكل خاص, وقد أشار إلى أن العولمة ظاهرة جديدة قديمة، وتستمد خصوصيتها من تطورات فكرية وقيمية وسلوكية عدّة برزت بشكل واضح خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، ويأتي في مقدمة هذه التطورات انفتاح الثقافات العالمية المختلفة وتأثيرها وتأثرها ببعضها البعض، ولم يحدث في التاريخ أن أصبحت الثقافات والحضارات بما في ذلك أكثر المناطق الثقافية انعزالاً فهي منفتحة ومنكشفة على بعضها البعض بسبب العولمة، وتتجلّى مظاهر تأثير العولمة في الثقافات بالتطور الهائل في تقنيات وسائل الاتصالات والمعلومات، كالفضائيات والإنترنت، وما رافق ذلك من سرعة انتشار المفاهيم والقيم والأفكار عبر القارات من دون قيود، والحرية الكاملة في انتقال المعلومات والأفراد, وانتشار الثقافة الاستهلاكية الماديةً، بحيث أصبح العالم مقبلاً على رموز الثقافة الاستهلاكية ومعطياتها، التي غدت رائجة في العالم وموجودة في كلّ مكان وفي كلّ المجتمعات .
وعقب انتهاء المحاضرة كانت للشيخ أحمد بن حسن المعلم رئيس المنتدى مداخلة حيث ابتدأ بالشكر والعرفان للدكتور رموضة على تفاعله مع أنشطة المنتدى واستجابته لهذه الدعوة لإلقاء هذه المحاضرة القيمة وأكد على ما تطرق إليه الدكتور من الإعجاز العلمي الذي وصل إليه العلم الحديث وأنه موجود في الكتاب والسنة وشدد على ضرورة التمسك بالهوية الإسلامية ومبادئ ديننا الحنيف والاعتزاز باللغة العربية في شتى جوانب الحياة.
كما شارك في اللقاء عميد كلية الشريعة بجامعة الريان الدكتور جمال رمضان بمداخلة عن بعض صور العولمة وذكر منها انتشار المواقع الإباحية والتي تهدف إلى إضعاف العقيدة عند الشاب المسلم وغيرها من الصور .
وجاءت فكرة المحاضرة إدراكاً من الإدارة الثقافية لأهمية فهم ظاهرة العولمة، والوقوف على آثارها ومن ثم تحديداً لوجه التعامل معها، باعتبارها تحديات وفرصاً يمكن الإفادة منها، وهدفت المحاضرة إلى تحليل ظاهرة العولمة وأثر العولمة على اللغة، وانعكاسات العولمة على اقتصاديات العالم الإسلامي، والتحديات التي تواجه الأسرة والواقع الاجتماعي في ظل العولمة، وجهود مناهضة العولمة.