نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين اليوم في صنعاء اللقاء التنسيقي الأول للفاعلين الوطنيين في اليمن حول السلامة المهنية في الإعلام اليمني بحضور رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بو ملحه ووكيل وزارة الاعلام لشؤون الصحافة محمد شاهر حسن ونقيب الصحفيين اليمنيين ياسين المسعودي والوكيل المساعد لوزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة اللواء محمد الغدرة.

وخلال اللقاء الذي شارك فيه 30 شخصا من قيادات المؤسسات الإعلامية الرسمية والحزبية والأهلية .. تحدث رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين بكلمة أوضح فيها أن أوضاع الصحفيين في كافة أنحاء العالم مازالت صعبة جداً .. معتبرا سلامة الصحفيين معركة خاضها الاتحاد ولم يربحها بعد.
وقال :"نحن في الخط الأول لجعل الصحفي يعمل في بيئة سليمة ومناسبة".
وأضاف: "يتم التعامل مع حياة الصحفيين بمجرد أرقام ولا أحد يبذل العناء لذكرهم أو تخليدهم ولهذا فإننا في الاتحاد الدولي للصحفيين نقوم بإصدار قوانين لحماية الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداءات حيث رصدنا عددا كبير من القتلى الصحفيين في عدد من بلدان العالم".
ودعا بوملحه الحكومة اليمنية الى تعزيز إجراءات حماية الصحفيين.. مطالبا بتطبيق القانون على قتلة الصحفيين.
نقيب الصحفيين اليمنيين ياسين المسعودي أكد من جانبه أن سلامة الصحفي مهمة لأنه يقوم بنقل الحقيقة للجمهور.. مبينا بأن النقابة أولت الصحفيين اهتماماً ملحوظا واهتمت بسلامة كافة الإعلاميين لكي يتمكنوا من إيصال رسالتهم بشكل كامل.
وأكد المسعودي على أهمية تعزيز الشراكة مع وزارة الداخلية في حماية الصحفيين.. وقال :"خلال الثورة الشبابية تعرض عدد من الزملاء وفي مقدمتهم المصورين للاغتيالات في الساحات ".. مشددا على أهمية اخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الصحفيين وخاصة في تغطيتهم للأحداث الهامة .
وتابع قائلاً: "نحن اليوم لا نعمل وحدنا وقمنا بتشكيل لجنة وطنية للدفاع عن الصحفيين ولن نتردد بإشراك وزارة الداخلية في اللجنة لأننا نعمل في مجال ديمقراطي في سبيل تحقيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني حيث وان الفترة دقيقة ".. لافتا إلى أن مخرجات الحوار تؤسس لشراكة حقيقية بين الإعلام ووزارة الداخلية للخروج بعمل موحد".
بدوره أوضح وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة محمد شاهر حسن ان العمل الصحفي في اليمن مايزال يواجه مخاطر عديدة.. معبرا عن أسفه لما تعرضت له بعض المؤسسات الإعلامية من اعتداءات خلال أحداث 2011م وفي المقدمة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" ، فضلا عن ماتعرضت له مؤسسة الأيام وكذا الاعتداءات التي تطال ممتلكات عدد من المؤسسات الصحفية، سيما باصات توزيع الصحف ومنها صحيفة اخبار اليوم.. مؤكدا إدانة وزارة الإعلام لكل الاعتداءات التي استهدفت الصحفيين .
وشدد شاهر على أهمية التوعية المستمرة بدور الإعلام في كل المراحل بما يحشد جهود الجميع ليكونوا في خط الدفاع الأول عن الحريات وفي مقدمتها الحريات الصحفية.. لافتا إلى أهمية أن يدرك الجميع أن الإعلام لم تعد مهمته في عصرنا الراهن تقتصر على نقل المعلومات بل أصبح يصنع الحدث.
وحث وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة المؤسسات الصحفية الرسمية والأهلية والحزبية على تأمين حياة الصحفيين والحرص على إتباع السلامة المهنية لعملهم.. وقال :" المرحلة التي تمر بها بلادنا مرحلة دقيقة وواجب على المؤسسات الإعلامية بما فيها الخاصة التي تعمل بدون ترخيص أن تهتم بالكادر الإعلامي وسلامته المهنية والوظيفية والتأمين الشامل لحياتهم".
وفي ذات الاطار أعتبر الوكيل المساعد لوزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة اللواء محمد الغدرة الإعلام شريكا فاعلا في التوعية والحد من الجريمة وترسيخ السلوكيات السليمة وتحصين المجتمع من مخاطر الجريمة والانجرار مع العناصر الإرهابية.
وفي حين أثنى الغدرة على جهود الإعلام .. فضل في ذات الوقت عدم التطرق إلى السلبيات التي تمارسها بعض وسائل الإعلام، سيما في تغطيتها غير الدقيقة لبعض الأحداث والاختلالات الأمنية .
وشهد اللقاء انعقاد حلقتي نقاش الأولى سلطت الضوء على جهود السلامة المهنية للصحفيين اليمنيين والثانية حول التحديات والمخاطر التي تواجه الصحفيين .
واقر المشاركون في ختام اللقاء جملة من التوصيات الهادفة إلى مواجهة المشاكل التي يواجهها الصحفيون أثناء تأديتهم للمهمات الخطرة التي يقومون بها.
وأكد المشاركون في التوصيات على الدور الجوهري الذي يلعبه الصحفيين لفائدة الديمقراطية، ومحاربة الفساد، وحماية حقوق الإنسان، والتمسك بسيادة القانون.. مشددين على أهمية تطوير عمل الصحفيين والصحافة المستقلة، باعتبارهما شرطا تأسيسيا لتجسيد الحق في حرية التعبير.
وعبر المشاركون عن قلقهم البالغ إزاء البيئة الخطرة والعدائية التي يواجهها الصحفيون بشكل متزايد في اليمن.. مشيرين في هذا الخصوص إلى عمليات خطف الصحفيين، ضرب الصحفيين في نقاط التفتيش، فضلا عن المخاطر المستمرة التي يواجهها الصحفيون في كل مهمة يؤدونها أو خلال تحضيرهم لتقارير صحفية غير مرغوب فيها بجانب الاعتداءات على الصحفيين من قبل جماعات مسلحة .
وشددوا على ضرورة تعزيز ثقافة سلامة الصحفيين من أجل تأسيس ثقافة احترام حرية التعبير وحرية الصحافة باعتبارها من حقوق الإنسان الأساسية.. مؤكدين أن ضمان سلامة الصحفيين تتطلب تحركات مشتركة ومساعدة متبادلة بين الصحفيين، ونقابات وأصحاب وسائل الإعلام، والحكومات والسياسيين والقوى الامنية والمجتمع المدني.
وشارك في إدارة جلسات اللقاء الوكيل الأول لنقابة الصحفيين سعيد ثابت والأمين العام للنقابة مروان دماج ورئيس لجنة التأهيل والتدريب بالنقابة نبيل الاسيدي.