وفي تألق شبابي في إعادة الروح لموروث المكلا الشعبي تفنن شباب حي السلام في إعادة الذكريات للأيام الخوالي للاحتفالات السنوية لمساجد مدينة المكلا مجددين الصورة التي تؤرخ لعادات أسرية حميمة يتبادل من خلالها الأهالي الزيارات والعزائم الرمضانية تم عرض لوحة فنية راقصة قدمهاثلاثون طفلا وطفلة  من أبناء حي السلام على مدى ساعة ونصف فيما استقطبت الخيمة التراثية العديد من الزوار الذين أبدو إعجابهم بمكونات المطبخ الحضرمي المتنوع خلال شهر رمضان , وكان للطفولة البريئة حضورها الفاعل من خلال تقديم العديد من الزهرات وهن متوشحات الملابس الحضرمية البدوية المطرزة بالفضة وهن ممسكات بقناطر البخور التي فاحت رائحتها معطرة في المكان.
 
تثمين حكومي وإشادة سنوية
خلال زيارته لموقع الختم ثمن وكيل وزارة الإدارة المحلية عمر سالم العكبري جهود جمعية السلام الشبابية في الحفاظ على الموروث الشعبي والإرث الحضاري لمحافظة حضرموت ومدينة المكلا على وجه الخصوص وأضاف أن الحفل الذي تنظمه الجمعية يمثل تظاهرة روحانية ودينية واجتماعية لأبناء مدينة المكلا  تضاف إليها علامات الفرحة والبهجة التي ترتسم على محيا الصغار والكبار , لتعريف الأجيال الجديدة بإرث  وماضي أجدادهم  وأشاد بمستوى التنظيم والإعداد والتحضير وحجم المشاركة الشعبية في هذه التظاهرة الرائعة متمنيا الحفاظ على هذه العادات والتقاليد وتطويرها لتصبح تقليدا سنويا راسخا وتشكل لوحة تعرض لكل ما يتعلق بتاريخ حضرموت وموروثها وحضارتها وإرثها الإبداعي والثقافي.
 
تنافس روحاني وحراك ديني
بدوره قال الأخ سالم صالح بن عبد الحق مدير مديرية المكلا: إن ختم الفلاح يواصل تسجيل التميز والإبداع كل عام موضحا أن القائمين على الختم كان لهم شرف إطلاق شرارة الفرح والبهجة الروحانية التي عمت أرجاء مساجد المكلا وحققت تنافسا أسهم في توسيع دائرة الفرح الروحاني كل عام في شهر رمضان الفضيل مبينا أن احتفالية هذا العام متميزة مثل سابقاتها والشباب في جمعية السلام الشبابية نجحوا بتقدير امتياز في ماقدموه حيث أن الختم يقدم  نموذج مشجع للشباب والأطفال للتمسك بعادات الأجداد والموروث الحضاري الجميل ونحن في السلطة المحلية نبارك ونثمِّن هذه الجهود وندعو أهل الخير والمحبين للتراث لدعمها وتوسيع دائرتها
 
 
جمع الكلمة والتئام الشمل
وقال رئيس جمعية السلام الشبابية الأخ وسيم النهدي إن الجمعية تحرص على تنظيم الختم سنويا لجمع شمل الأحبة والأهل في مدينة المكلا في مهرجان روحاني فرائحي كبير يربط ماضي الأجداد بحاضر الأحفاد ، مضيفا أن ختم هذا العام ورغم أنه يأتي في ظروف استثنائية ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة في بلادنا إلا أن الجمعية حرصت على تنظيم حتم هذا العام لبث الفرح والتفاؤل بين أوساط المواطنين.
 
مظاهر احتفالية متعددة
وقال النهدي أن الأعمال التي قدمت في ختم هذا العام كانت مختلفة عن الأعوام السابقة حيث تميز ختم هذا العام بعرض لوحة فرائحية قدمها ثلاثون طفلا وطفلة  من أبناء حي السلام على مدى ساعة ونصف من تصميم الشاب طارق علي باكثير وكلمات وجدي مرزوق وإشراف أشرف بادباه وسيخرجها ميدانيا صلاح بارماده ومن تسجيل ومونتاج أستديو السعيد بالمكلا تتضمن عادات رمضانية تراثية مثل الزف على صوت الطيران ونصب الخيمة التراثية على ساحة الاحتفال التي تتواجد بها الأدوات المنزلية القديمة في البيت المكلاوي خاصة والحضرمي عامة وتوجد بها الأدوات القديمة مثل القفف والزير والجحلة وغيرها  
وتقدم النهدي  بالشكر والتقدير لكل من ساهم معنا في الترتيب لانجاح هذه الفعالية السنوية لمسجد الفلاح بالمكلا  داعيا كل من لدية أية مقترحات أو آراء تهدف إلى تطوير الاحتفال وإضفاء ألوان جديدة من أجل الحفاظ على الموروث الشعبي للمكلا وإبرازه وإظهاره في صورة تعكس مدى أهميته في حياة أهالي المدينة وتقدم موروثنا الشعبي في قالب حضاري وتراثي جميل.
 
تعزيز الروابط الأسرية
المسئول الإعلامي لختم مسجد الفلاح بالمكلا الأخ فؤاد عوض باضاوي أكد أن إقامة مثل هذه الفعاليات الفرائحية  تنثر أجواء المحبة والتكافل وتعزز الروابط والأواصر بين مختلف شرائح المجتمع في ظل تشاغل الناس بهموم الدنيا ، وأضاف أن هذه المناسبة تسهم في جمع  شخصيات أرهقها تعب المشاغل خلال عام كامل فكان ختم الفلاح الذي يجمع أبناء المكلا من أقصاها على أقصاها ليرسموا لوحة تكافل اجتماعي فريدة بأهل المكلا ، وأثنى باضاوي على مجهودات القائمين على الجمعية بهدف الحفاظ على تراث مدينة المكلا الزاخر.
 
وقفة لإحياء ذكرى فقيد التراث الشعبي
وتابع رئيس اللجنة الإعلامية للختم  يقول : أن الختم لهذا العام كان بمثابة وقفة للتذكير بماقدمه الفنان الشعبي الكبير سعيد عمر فرحان " أبوعمر " الذي تفتقده المكلا في ختم هذا العام والذي كان مباركا ومشاركا لكل ختايم مسجد الفلاح بالمكلا خلال السنوات السبع وأضاف باضاوي أن اللجنة المنظمة لفعاليات المهرجان أعدت الكتيب السنوي لختم الفلاح المتضمن وقفة للإعلامي فواد عوض باضاوي بعنوان "افتقدناه" يشير فيها إلى مناقب الفقيد الراحل "ابوعمر" وآخر للإعلامي عوض سالم ربيع بعنوان "ختم الفلاح أنموذجا" إضافة إلى كلمات عابرة تمجد الختم على مدى سبع سنوات وعرض بالصور التذكارية لفعاليات الختم السابقة.
ودعا باضاوي السلطة المحلية ومكتب الثقافة بالمحافظة إلى الإعداد لتنظيم حفل تكريمي يليق بهذه القامة الثقافية والتراثية الشعبية التي أثرت التراث الحضرمي وكان لها دور كبير في نشره والتعريف به في الداخل والخارج من خلال مشاركاته المتعددة في عدد من الاحتفالات المحلية والعربية والإقليمية والدولية.
 
فرحة الأطفال
ناصر سعيد دعكيك من سكان  حي السلام بالمكلا قال : إن ختم الفلاح بقدر الترقب الذي زرعه في نفوس الكبار كل عام إلا أن فرحة الصغار لاتقل عن ذلك وهم يتلهفون كل عام للمشاركة في فعالياته المتنوعة التي وأضاف : أحرص على اصطحاب الأطفال لكي يروا عادات الأجداد ومدى بساطة الحياة في تلك الفترة. وفي هذا اليوم من كل عام نجتمع بالإخوة والأخوات ونتناول وجبة الإفطار بعد أن فرقتنا مشاغل وهموم الحياة وهذه عادة حميدة كونها تمثل اجتماعاً وتواصلاً اجتماعياً وتزاوراً للأهل والجيران وطبعاً ذلك شيء جميل والأجمل أنه يتم خلال شهر رمضان وحول مائدة الإفطار التي يقبل فيها الله الدعوة من الصائمين.
 
ختم مسجد بايعشوت إنطلاقة ثانية بلون مغاير
أطلق أبناء مسجد بايعشوت في الحارة صافرة بداية الختايم لشهر رمضان الفضيل في مدينة المكلا في ختمهم السنوي الرمضاني الثاني لمسجد بايعشوت حيث احتشد المئات من شباب مدينة المكلا وأقربائهم وأطفالهم بعد صلاة عصر يوم الأثنين الثامن من رمضان في الحي المحيط بالمسجد، بعد أن سارت قوافل الشباب والأطفال المبتهجين من جانب معهد باشريف إلى الساحة المعدة للاحتفال بالختم ، واحتضنت ساحة الختم فقرات متنوعة بدأت بزهرات الحارة اللواتي قدمن فواصل وأهازيج تراثية ترحيبا بمقدم شهر الخير رمضان ومشاركة ضاربي الدفوف وحملة الفوانيس ، ورقصات العدة ، وفرق الشامية التي تردد دوما أهازيج الفرح للأطفال وهم يرددون الأناشيد والأدعية الروحانية ، يتقدمهم سفينة الصحراء  مصحوبين بأدخنة البخور التي أضفت أجواء من السعادة والفرح والبهجة.
وأوضح الأخ جعفر علي عوض الرباكي رئيس اللجنة المنظمة للختم أن  أبناء مسجد بايعشوت بالمكلا  احتفلوا في الثامن من رمضان الفضيل بختم المسجد المدشن لفعاليات الختايم الرمضانية السنوية بمدينة المكلا في أجواء روحانية فرائحية بحضور مسئولين وشخصيات اجتماعية معروفة في مدينة المكلا ، مضيفا ان ختم هذا العام اتخذ طابعا مغايرا ولونا جديدا أظهر موروث المنطقة وتم فيه عرض تراث أبناء الحي ، لبست فيه بنات الحي الحلل والملابس البدوية ،ينشدون أناشيد دينية وأدعية روحانية ،مشيرا إلى أن أبناء الحي تداعوا لإضفاء لون متجدد لمسجد بايعشوت في عامه الثاني  بوصفه المدشن لفعاليات الختايم الرمضانية في مدينة المكلا.