واصل المعرض المصاحب لفعاليات “أسبوع حضرموت في جمهورية روسيا الاتحادية” أعماله لليوم الثاني على التوالي في العاصمة الشيشانية “غروزني”، وسط إقبال جماهيري ورسمي لافت.

فقد شهدت قاعات وساحات جامعة الشيشان التربوية الحكومية اليوم توافد أعداد كبيرة من الزوار من مختلف مناطق وجامعات جمهورية الشيشان الذين أبدوا اهتمامًا بالغًا بالمعروضات المتنوعة التي تجسد ثقافة وتراث حضرموت.
وكان من بين أبرز زوار المعرض في يومه الثاني وفد رفيع المستوى من رئاسة الجمهورية الشيشانية، ونائب القائد العام للقوات المسلحة الشيشانية، بالإضافة إلى حشود غفيرة من المواطنين والمهتمين بالثقافة اليمنية.
وفي إطار الفعاليات الثقافية المصاحبة للأسبوع، استضافت الجامعة اليوم محاضرتين قيّمتين سلطتا الضوء على جوانب مهمة من التراث الحضرمي، حيث قدم المهندس علي باسعد محاضرة بعنوان “العمارة الطينية في حضرموت”، استعرض خلالها تاريخ وأهمية هذا النمط المعماري الفريد الذي يميز المنطقة، كما استعرض المشاريع الحيوية التي نفذتها مؤسسة دوعن للعمارة الطينية منذ تأسيسها في عام 2008م، وشملت هذه المشاريع أعمال الترميم والصيانة التي طالت معالم بارزة مثل مسجد عينات التاريخي في تريم، ومدينة شبام التاريخية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وقرن حصن ماجد الأثري، ومصنعة عورة في وادي دوعن، بالإضافة إلى مشاريع ترميم القباب والأضرحة وديوان حضرموت.
أما المحاضرة الثانية، فقد قدمها الدكتور عبدالله باغميان بعنوان “رقمنة المعالم الطينية والأثرية في حضرموت”.
وتناول الدكتور باغميان أهمية استخدام التقنيات الحديثة في توثيق وحفظ المعالم الأثرية في صور رقمية دقيقة، سواء للواجهات الخارجية أو الفراغات الداخلية للمباني، وأوضح أن هذه التقنية تعتمد على أدوات رقمية متطورة مثل الطائرات المسيرة (الدرونز)، وكاميرات التصوير بزاوية 360 درجة، وأجهزة المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، وأكد على أن هذه التقنيات، بالإضافة إلى التوثيق التقليدي، تقدم صورة حقيقية وشاملة للمعالم الأثرية، مما يخدم الباحثين والطلبة والمهتمين بدراسات التراث، ويسهل أعمال إعادة الإعمار والصيانة المستقبلية.
وقد لاقت المحاضرتان اهتمامًا كبيرًا من الحضور، حيث عكستا الجهود المبذولة للحفاظ على الهوية المعمارية والتراثية الغنية لحضرموت وتقديمها بأساليب علمية حديثة.
ويستمر “أسبوع حضرموت في جمهورية روسيا الاتحادية” في تقديم المزيد من الفعاليات التي تبرز مختلف جوانب ثقافة وتراث وتاريخ حضرموت العريق.