الأطباء والعلماء والمختصون بدورهم يقضون الساعات الطويلة في مختبراتهم يجهدون في عمل تجارب متعددة لمحاولة اكتشاف لقاح مضاد لعدوى هذا الفيروس القاتل، دون أن يغمض لهم جفن، بل وجعل المستشفيات في حالة تأهب واستعداد تام لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها! اليمن والجنوب من بين جميع الدول التي لم يصلها الفيروس حتى اللحظة، كما أعلنت ذلك منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في حكومة الشرعية، ولكن كغيرها من الدول رفعت مستوى الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس وأصدرت السلطات المسؤولة العديد من القرارات الصارمة واستعدت لكل خطوة من الممكن أن تشكل خطورة مستقبلية تهدد حياة الفرد والمجتمع.
وكما هو الحال في اليمن وفي المناطق التي تسيطر عليها الشرعية فان الأوضاع تشهد تدهورا في الجانب الصحي والبيئي وفي البنية التحتية وخدمات متدنية في العديد من المستشفيات. حُزمة قرارات اتخذتها سلطات المحافظات، منها محافظة حضرموت التي أصدر محافظها اللواء الركن فرج البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية عدة توجيهات صارمة على الصعيد الصحي والعسكري وكذا الرقابي، لحماية المدنيين من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، بدورها “صحيفة المندب نيوز” سلطت الضوء على هذه القرارات الصادرة في محافظة حضرموت، وعما وصلت إليه آخر المستجدات والخطوات التي ستقدم عليها المحافظة.
صحياً:

يقول الدكتور رياض الجريري مدير مكتب الصحة بساحل حضرموت وكيل وزارة الصحة لصحيفة “المندب نيوز” نحن نعمل من بداية فبراير بخطة متكاملة ضمن اللجنة العليا للطوارئ بالمحافظة برئاسة الأخ محافظ حضرموت اللواء ركن فرج البحسني، وفيها كل الجهات ذات العلاقة ومسؤولي المنافذ، وعملنا تدخلات تكاملية في استقبال الوافدين والترصد الوبائي والتثقيف والتوعية الصحية.
ويواصل الجريري حديثه قائلا: إننا بالإمكانيات المتاحة سوف نقدم لأهلنا كل ما تتطلبه الظروف لمواجهة هذا الفيروس، وهناك تجهيزات جزئية وصلت لمركز ابن سيناء بالمكلا للمعالجة وبانتظار بقية التجهيزات الأخرى.
وفي ظل الإشاعات التي انتشرت على نطاق واسع بوجود حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس، قال: إنه لم تسجل أية حالات حتى الان، وبدورنا فقد قمنا بالتنسيق مع كل الجهات والمبادرات الشبابية والتطوعية لكي يعملوا معنا كفريق واحداً، تحت إطار اللجنة العليا لحماية شعب حضرموت.
وفي سياق الاشاعات والمنشورات المتداولة نقلاً عن أطباء بفتح حجر صحي بفلك يؤكد الجريري عدم صحة هذا الخبر، ولكن نحن نعمل على فتح مركز في فلك وقد استلمنا المبنى من إخواننا في الشؤون الاجتماعية واستكملنا أعمال الصيانة وبانتظار تجهيزات كبيرة بعد أن دعم الأخ المحافظ بموازنة تشغيلية وكادر صحي.
وقال بدورنا نحن مستعدون لخدمة أهلنا حتى في الشارع، ونشكر محافظ محافظة حضرموت ومكتب الشؤون الاجتماعية على ما قدموه. وختم حديثه قائلاً أتمنى من الأخوة المواطنين الإنصات جيداً إلى القرارات التي صدرت واستقبال المعلومات التثقيفية والتوعوية بكل اهتمام وتنفيذ كل التوجيهات الصحية وأخذ الأمور بجدية عالية وتحمل مسؤولياتهم.
عسكرياً:

يؤكد الناطق الرسمي بالمنطقة العسكرية الثانية، الملازم ثاني هشام الجابري، أن القيادة العسكرية وتنفيذاً لتوجيهات المحافظ أصدرت قرار بمنع التجمعات البشرية في المطاعم والأسواق والمنتزهات واي أماكن عامه حفاظا على سلامتهم كإجراء وقائي احترازي لمكافحة فيروس كورونا.
وعلى خلفية القرارات التي صُدِرت، قال فور صدور توجيهات الاخ المحافظ انتشرت القوات العسكرية حول أماكن عديدة، ووجهت الناس بضرورة الامتناع عن أي تجمعات، وهناك استجابة ونطلب التعاون أكثر من قبل المواطنين لمنع التجمعات حفاظاً على صحتهم، إضافة إلى وجود حظر التجوال الذي نُفذ الأمس الخميس، وتم تعليقه اليوم الجمعة.
وأكد الجابري أنه قبل أيام تم منع دخول القات إلى مديريات ساحل حضرموت تنفيذا لقرار محافظ حضرموت لمنع دخوله اتقاء وتحوطا من إنتشار الوباء وطبق هذا القرار وتم التعامل مع المخالفين لقرار المنع بعقوبات صارمة، ولم يدخل القات نهائيا وأغلقت أسواقه حتى اللحظة.
وعن مدى استجابة المواطنين، يضيف الجابري أنه تم تشكيل لجنة بقرار من المحافظ كُلفت بجمع التبرعات لمواجهه كورونا، وأيضا جعل الطواقم الصحية في حالة استعداد، وكذا وجه المحافظ البحسني قيادة المنطقة العسكرية الثانية بتجهيز أماكن حجر صحي في كل لواء ووحدة عسكرية.
وفي إطار العقوبات:

قال “الجابري” بأنه سيتم اتخاذ عقوبات صارمة ضد كل مخالف، كون هذه القرارات هي لمصلحة المواطنين ولن تسمح القيادة بأن يمس مواطنيها أي ضرر.
تجارياً: نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة حضرموت الشيخ فارس خالد بن هلابي: يقول نحن في الهيئة التجارية، نُطمن مواطنينا من أبناء حضرموت أن لدينا مخزون في المحافظة سيلبي احتياجات المواطنين بإذن الله، ولدينا اعتمادات أيضا وموازنة وخطط، نحن في صدد تنفيذها خلال هذه الأزمة بإذن الله.
وأكد أن هناك توجيهات صارمة أصدرها المحافظ البحسني، بتشكيل لجنة مخولة بمجريات هذه الأزمة تتولى المتابعة والرقابة، وكذا أصدر المحافظ توجيهاته للغرفة الصناعية بمتابعة الأسعار وشدد على الرقابة للسوق المحلي.
وأضاف قائلاً: نأمل أن لا يكون لدى المواطن هلع، وتتم عملية التخزين الغير اعتيادي لدى المواطن، نحن في بلد خير ولدينا رجال خير سيلبون احتياجات المواطن، ونحتاج إلى تكاتف جميع أفراد المجتمع كي يتفهموا هذه المرحلة الاستثنائية.