الثالث من ديسمبر من كل عام يحيي العالم اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، كتعبير عن التضامن مع هذه الشريحة من المجتمع وتشجيعها على مواصلة الحياة والتغلب على ظروفها الصعبة .

هذه الشريحة المهمة في المجتمع قدّمت نماذج عديدة على التصميم ورفض الاعاقة ومواجهة الحياة بكل شجاعة عبر تحقيق النجاحات في شتى المجالات، ويركز حفل هذا العام 2019م على أهمية تعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع .
حضرموت شاركت دول العالم أجمع الاحتفال العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، بإقامة حفل بهيج بالمكلا ، حضره محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني ، وجمع غفير من الحضور جلّهم من منتسبي جمعيات ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة بمديريات ساحل حضرموت.
وفي الاحتفال الذي أقامه مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي بحضرموت وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين والاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين بإشراف مكتبي الصحة العامة والسكان والشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، وتمويل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، تحت شعار "إعاقة لن تمنعني من الإندماج في مجتمعي" ، ألقى محافظ حضرموت كلمة أعرب فيها عن السعادة لمشاركة هذه الشريحة المهمة في المجتمع احتفالاتها باليوم العالمي للمعاقين 3 ديسمبر واليوم العربي للمعاقين 13 من ديسمبر .
وأكد المحافظ اهتمام قيادة السلطة المحلية بالمحافظة بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال إن هذه الشريحة ستنال كل الرعاية والدعم .
وأعرب المحافظ عن ارتياحه للنشاط الذي تلعبه مؤسسات وجمعيات المعاقين، مشيداً بالدور الذي يلعبه مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي على مستوى الوطن.
وقال محافظ حضرموت إن المعاق الحقيقي هو الشخص غير المنتج وغير الفاعل وأن المعاقين أثبتوا أنهم عناصر فاعلة ومبدعة تجاوزوا الإعاقة، وهم بالفعل ذوي الهمم العالية .
كلمات أخرى ألقيت في الحفل، ألقاها مدير عام مكتب وزارة الصحة العامة والسكان د.رياض الجريري، وعن مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أحمد سالم باظروس، ورئيس الاتحاد الوطني للمعاقين بالمحافظة محمد عمر طايع، أشارت الى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة للفت الأنظار الى شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة ودورها الفاعل في المجتمع ، مؤكدين أن الإعاقة الحقيقية هي الوهن والركون ، وأن كثير من المعاقين ضربوا أروع الأمثلة في الإنجاز والإنتاج بالإيمان والعزيمة والإصرار والتحدي ، متطرقين الى أهمية زرع نظرة تفاؤلية بأن الإعاقة لا تعني نهاية الحياة بل تعني مزيداً من الإصرار لخدمة الذات والمجتمع .
وفي كلمته في الحفل، أوضح مدير مركز الأطراف والعلاج الطبيعي بحضرموت د. محمد صالح الجمحي ، أن المركز دأب منذ تأسيسه في نوفمبر 2002م على تقديم خدمات عظيمة لمرضى كادت الإعاقة أن تنال من معنوياتهم النفسية ، وتضاعفت خدمات المركز في الأعوام الأخيرة بإستقباله مرضى من مختلف محافظات الجمهورية بُترت أطراف لهم بسبب صراعات الحرب في البلد ، ليسهم المركز في تجاوز حالتهم النفسية بصناعة أطراف لهم بكفاءة عالية وبالمجان .
وقال إن مركز الأطراف والعلاج الطبيعي بالمكلا استقبل هذا العام 2019م "5481" مريضاً منهم "3021" من داخل حضرموت ، و"2460" من خارجها ، وتم تركيب "749" طرفاً صناعياً لعدد "683" مريضاً ومساند لعدد "2047" مريضاً ، والقيام بالعلاج الطبيعي لعدد "2685" مريض .
وعُرض في الحفل روبرتاج مصوّر عن الطفل "سالم حامد" الذي تعرّض لبتر في قدمه اليمنى نتيجة حادث انفجار عبوتين ناسفتين بالقرب من مركز الأمن بمدينة الشحر قبل حوالي عام من الآن، وأسهم مركز الأطراف الاصطناعية بالمكلا في رسم الفرحة عليه وعلى أسرته بتركيب قدم اصطناعية للطفل "سالم" ليمارس حياته الطبيعية مع أقرانه من الأطفال .
كما تم تقديم فقرات فنية لبراعم وزهرات مؤسسة حضرموت للتوحّد وجمعية الشحر لذوي الإعاقة الذهنية وأطفال جمعية المعاقين حركياً بالمكلا ، ومشهد مسرحي هادف .
ويهدف الاحتفال بيوم المعاق العالمي الى توعية المجتمع بمشاركة المعاقين في مجتمعهم مشاركةً فعّالةً وكاملة غير منقوصة، وإدماجهم في الخطط والبرامج التنمويّة، والتوعية الشاملة بحقوق المعاقين الصحيّة، وتوعية وترسيخ مفهوم تكافؤ الفرص بين الأصحّاء والمعاقين، والحثّ على إشراك المُعاق في جميع برامج التنمية في مجتمعه.
حضر الحفل مدير عام مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت أوسان باحسين،
ومندوب اللجنة الدولية للصليب الاحمر بمركز الاطراف وسيم التميمي، وقيادات وكوادر القطاع الصحي، ورؤساء وممثلو ومنتسبو جمعيات ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة بساحل حضرموت .