قد يقول البعض أن الإرث الحضاري لايؤكل عيش ، هذه حقيقة إذا رافق صاحب هذا الإرث جمود، والتغني  فقط بأمجاد  الماضي دون مواكبة للحاضر والتطلع نحو الغد المشرق، حضرموت تلك الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ، منذ آلاف السنين وهي في تقدم مستمر، رغم مشاريع العبث والجمود الذي مورس عليها، من قبل السلطات المتعاقبة لكنها ظلت تقاوم ، ولم تستسلم ..!

كانت تمتص صدمات السلطات صحيح انها  كانت تصاب بحالات إغماء  لكنها سرعان ماتفيق  من مخدر السلطات المتعاقبة ؛؛ كانت تحاول أن تكون لها الريادة  لكن أنظمة الحكم لم تكن تسمح لتطلعاتها كانت تأمل في الوحدة مثلها مثل بقية محافظات جنوب اليمن بالتطلع  للأفضل ولغد مشرق  لكن الجميع أصيب  بخيبة امل ؛؛
حضرموت كانت استثناء قاومت تلك المشاريع ولم تستسلم وكعقابا لها تم تسليمها لتنظيمات ارهابية فظلت  لفترة طويلة تحت سلطة أمراء الجماعات المتطرفة الإرهابية ولم تأخذ في الاعتبار تلك التنظيمات المتطرفة عن تميز وتفرد أبناء حضرموت بالوسطية  والاعتدال فاجدادهم  هم من نشر الإسلام في أصقاع المعمورة بالكلمة الطيبة والقول الحسن قاوم أبناء حضرموت تلك التنظيمات الإرهابية بدون إستخدام العنف والكل يتذكر تلك المسيرات الشعبية التي خرجت تطالب تلك العناصر المتطرفة بالمغادرة لأنه لاقبول لهم بأرض حضرموت الطيبة ..!
وبمساعدة من دول التحالف استطاعت النخبة الحضرمية في دحر تلك التنظيمات المتطرفة إذ ان حضرموت لاتقبل الجمود و الرجعية  فأستطاعت قيادة حضرموت في تلك الفترة بقيادة المحافظ احمد سعيد بن بريك وقائد المنطقة العسكرية الثانية فرج البحسني  وبألتفاف  شعبي كبير من إعادة الحياة لروح حضرموت الحبيبة !
حضرموت كانت إستثناء انتفضت من غبار المعارك وحدت كل الطاقات للبناء والتشييد   اول خطوات قامت بها قيادة حضرموت إعادة تشكيل المؤسسة الأمنية على أسس وطنية حضرمية خالصة ليس فيها تشكيلات أمنية أو عسكرية متناحرة ليس فيها ابو زعطان وأبو فلتان .. لاتجد أطقم عسكرية عليها مدنيين مسلحين ..
ليس فيها أطقم عسكرية تحمي القائد الفلاني  أو تتبع القائد الفلاني كل الأجهزة الأمنية ووسائلها  مسخرة لخدمة حضرموت وأهلها فقط ! لاتجد في حضرموت رجل أمن بلباس مدني يقود طقم عسكري ..!
اغلب ضباط وأفراد أمن حضرموت  المنتشرين على مداخل المدن وفي المرافق الأمنية  يتعاملون  مع المواطنين  والزائرين بأخلاق راقية وحزم شديد والامر الجيد فيهم انهم لايسألوك من أين انت  يجبرك هذا السلوك الراقي أن ترفع القبعة احتراما وتبجيلا  لهم ..
تم منع مضغ القات في المرافق الأمنية وأثناء الخدمة  كل مسؤول وخاصة في الجانب الأمني والعسكري يمنع عليه أخذ السيارة التي بعهدته إلى بيته او يقضي بها مشاويره  الخاصة .. فعادة بي الذاكرة إلى أيام الزمن الجميل ! تم تفعيل إشارات المرور فالكل سوء ومن يخالف يبلغ عنه المواطنون ! لا طقم  يفحط ولامسؤول يزنط لم أجد عربة مصفحة تحمي مسؤول أكان عسكريا  أو مدنيا ..
شوارعها نظيفة ولارائحة للمجاري ؛؛ شوارعها واسعة كأرض حضرموت  الكبيرة  عندما توجد قيادة قوية وأمينة  وليست آمنة كفؤة  ومؤهلة  ودعم شعبي  وإرث حضاري فلامستحيل هنا في التميز والإبداع ! إنها حضرموت أيها القوم لاتعرف المستحيل أتمنى من قيادات محافظات عدن لحج أبين الضالع قيادات مدنية وعسكرية وأمنية أن يعملوا زيارة واحدة ل حضرموت ليطلعوا  على ماتحقق  في دولة حضرموت ..!
ولكن عليكم ان تعوا بأنه لن يسمح لكم بدخول حضرموت بالاطقم  والمدرعات والأفراد المدججين بمختلف أنواع الأسلحة ..