شهدت مدينة الغرفة بمديرية سيئون عصر اليوم الاحد تشييع جثمان فقيد الامة
الاسلامية عامة وحضرموت خاصة الداعية الاسلامي الشيخ المنصب / عبدالرحمن
عبدالله بن محمد باعباد عميد رباط الاسعاد بالغرفة للتعاليم الاسلامية رئيس
مؤسسة الوسط للتنمية بحضرموت عضو رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع الذي وافاه
الاجل مساء الجمعة بسلطنة عمان اثر حادث مروري اليم ..
وكان نباء وفاته
فاجعة بين اوساط المجتمع الحضرمي قاطبة وفي المهجر عامة لما يتمتع به سعة
الصدر وفعل الخير ونشر الدعوة بنهج الوسطية والاعتدال واصلاح ذات البين
مؤمنا بمناصرة المظلوم ومساعدة المحتاج متصديا للظلم في خطبه ووعظه ومناشدا
بتوحيد الامة , ممقتا للعصبية الجاهلية , رافضا للعنف والغلو والتطرف ,
داعيا للتراحم والتقارب والتكافل وقد كانت آخر خطبة له بجامع الغرفة في
الجمعة التي سبقت وفاته كانت تحت عنوان ( لعلي لا القاكم بعد عامي هذا )
مستوحاة من كلام سيد المرسلين محمد صل الله عليه وسلم في خطبة الوداع , دون
ان يعلم ماذا يخفي له القدر وان تكون جمعة وداع لأهله بمدينة الغرفة .
وبالدموع وفي موكب جنائزي مهيب شيّع الآلاف من المواطنين جثمانه عصر اليوم من بيته الواقع بمدينة الغرفة الذين توافدوا اليه منذ الصباح الباكر من مختلف مدن وقرى وسهول وجبال وصحاري وادي وساحل حضرموت لمكانته الدعوية والاجتماعية لتقديم واجب العزاء والمؤاساة والمشاركة وحضور الصلاة عليه بمسجد جامع مدينة الغرفة الذي اكتظ بالحضور وفي الساحة العامة والشوارع المجاورة بالجامع , يتقدمهم العلماء والدعاة ووزير الاوقاف والارشاد الاسبق الدكتور / فؤاد بن الشيخ ابوبكر الذي رافق جثمان الفقيد من سلطنة عمان الى مدينة الغرفة ورئيس محكمة الاستئناف بسيئون بحضرموت الوادي والصحراء ووكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء والوكلاء المساعدين وقائد المنطقة العسكرية الاولى ورئيس جمعية علماء اليمن بحضرموت الوادي والصحراء السيد المنصب / هاشم عبدالقادر الحبشي والمقادمة والمشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية وطلبة العلم من الاربطة الدينية بحضرموت من اليمن ومن شرق آسيا وافريقيا وآلاف من المواطنين .
وقبل الصلاة على الفقيد القيت بالجامع عدد من الكلمات من قبل العالم والاديب والمؤرخ والفقيه الحبيب / ابوبكر مشهور العدني وعميد دار المصطفى للدراسات الاسلامية الشخصية العالمية الداعية الاسلامي الحبيب / عمر بن محمد بن حفيظ والشيخ باعباد وكلمة اسرة الفقيد القاها اخيه الشيخ / معروف عبدالله باعباد , تحدثوا فيها عن مناقب وسيرة الفقيد , مؤكدين بان الفقيد لا يحب ان يقال عنه هذا الكلام في حياته ولكن نقول ما امرنا به رسول الله عليه افضل السلام والتسليم ( اذكروا محاسن موتاكم ) , مشرين الى المنهج الذي سلكه الفقيد في حياته وسخرها لها في خدمة الامة والدين ومحبة الناس , مؤكدين ان هذه الجموع المحتشدة للصلاة علية اتت من محبة وحزن على فقيد الامة الاسلامية , داعين اولاد الفقيد السير على نهج والدهم , داعيين الله عز وجل ان يكون هذا الجمع جمع رحمة وبركة وان تحل على الامة السكينة والطمأنينة والمحبة وان يفرج الكربة ويكشف الغمة على بلدنا هذا وبلدان جميع المسلمين , وقد واراء جثمانه الثرى بمقبرة الغرفة بمدينة الغرفة .
وقد تلقى اخ الفقيد الشيخ / معروف بن عبدالله باعباد واولاد الفقيد ( احمد ومحمد ) برقيات نعي وتعازي من فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومن وزير الاوقاف والارشاد ومحافظ محافظة حضرموت ووكيل اول المحافظة عن مؤتمر حضرموت الجامع ووكيل المحافظة لشئون مديريات الوادي والصحراء ووكيل المحافظة لشئون مديريات الصحراء ومدير عام مديرية سيئون وجمعية علماء اليمن ومجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني بحضرموت الوادي والصحراء وعدد من الجهات الاخرى اكدت خلالها بان اليمن بوفاة الشيخ المنصب / عبدالرحمن باعباد فقدت احد رجالات الدعوة والوسطية والاعتدال , وعددت برقيات النعي والتعازي الفقيد في سبيل نشر الدعوة إلى الله وتعليم الأجيال العلوم الشرعية وخدمة مجتمعه بتواضعه وإخلاصه , مشيرين إلى رصيده الدعوي الزاخر بالعطاء ، وإنتاجه الفكري الذي يعزز الوعي المجتمعي بمبادئ الإسلام السمحة ورفض العنف والغلو والتطرف .
مشيرين ايضا بان وفاته تعد خسارة فادحة على حضرموت والوطن عمومًا بوصفه أحد رجالات حضرموت الأفذاذ الذين يشار إليهم بالبنان ، مصلحًا اجتماعيًا ، وداعية خير , وصلاح ، وإحسان، وعطاء .
الفقيد الداعية الاسلامي الشيخ المنصب / عبدالرحمن عبدالله بن محمد باعباد في سطور :
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن باعباد من مواليد مدينة الغرفة سنة 1393هـ الموافق 1973م نشاء في حجر والده ينهل من علومه وعلوم من عاصروه من علماء مدينة الغرفة وتردد على مدينة سيئون لطلب العلم من علمائها كما سافر الى عدد من البلدان طلبا للعلم والدعوة منها مدينة البيضاء وبلاد الشام وأرض الحرمين .
له العديد من الرحلات الدعوية في اليمن وخارجه فكان كثير التردد على مديريات ساحل حضرموت وهضابها وعدن وابين وما جاورها إضافة الى رحلاته الدعوية داخل الوادي أما رحلاته الخارجية فقد كانت إلى أرض الحرمين مرات عديدة ومصر وبلاد الشام وشرق آسيا منها إندونيسيا وماليزيا وما جاورها وإلى شرق افريقيا الى كينيا وتنزانيا في وإلى الإمارات وعمان ودول الخليج المختلفة .
اشتهر عنه اصلاح ذات البين وهو المجال الكثير من وقته وقد وفقه الله بنسبة 90% في كثير من القضايا حيث تم التوثيق والاصلاح فيها بحمد الله وفضله .
له العديد من المؤلفات منها معالم على طريق الدعوة الى الله و تحقيق كتاب مشكاة التنوير شرح المختصر الصغير وعدد من الكتب المخطوطة ابرزها معالم على طريق الدعوة إلى الله شرح المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح , درر وفوائد مما استفدته من سيدي الوالد , كأس الوداد في تراجم آل أبي عبّاد , رسالة التصوف في سطور , الخلاف المذهبي بين أدب الأخوة وإضعاف القوة .
الشيخ عبدالرحمن باعباد رجل شهدت له كل طوائف المجتمع وجمع الله القلوب والارواح عليه شهدت له القلوب والالسن والاقلام والاعمال والاثار رحمه الله رحمة الابرار واسكنه دار القرار .
ختاما نعزي انفسنا وللامة الاسلامية ولأهل العلم والدعوة ورجالات الصلح والصلاح ولحضرموت عامة وبلده الغرفة واسرته واخيه الشيخ معروف وابنائه أحمد ومحمد وسائر اخوانهم واسرتهم الكريمة ولجميع آل باعباد في الداخل والخارج .
إنا لله وإنا اليه راجعون.