التقى عدد من قيادات مؤتمر حضرموت الجامع مساء أمس بالمكلا رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر .
وخلال اللقاء تحدث رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش العليي وعدد من قيادات المؤتمر , مرحبين بزيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق له إلى حضرموت .. مستعرضين جملة من القضايا الاساسية التي تهم المجتمع وبخاصة في مجال الخدمات وتصورات مؤتمر حضرموت الجامع لمعالجتها .
وتطرق المتحدثون إلى المعاناة من الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي في مناطق الساحل والصعوبات التي تواجه المسؤولون في قطاع الكهرباء في عملية التوليد والمحروقات والذي يتطلب تدخلًا عاجلًا من الحكومة لمعالجتها للحد من تفاقم تأثيرها , بالإضافة إلى شحة السيولة النقدية مما يتسبب في تأخير صرف مرتبات الموظفين ومعاشات المتقاعدين ومستحقات المشاريع مطالبين بأهمية ان يقوم فرع البنك المركزي بدوره في تغطية ذلك وتوفير له السيولة النقدية المطلوبة التي تمكنه اداء مهامه .
كما تناولت الملاحظات ظاهرة الانفلات الأمني وحوادث القتل والاختطافات واقلاق السكينة في وادي حضرموت مشيرين إلى أن المؤتمر سبق وأن طالب التحالف العربي والسلطة المركزية والمحلية بسرعة تقديم العدة والعتاد لقوات الأمن العام بالوادي والاستفادة من ابناء حضرموت المتواجدين في إطار قوات المنطقة العسكرية الأولى وبالذات القوات التي تدربت حديثاً ولم يتم تجهيزها وترقيمها حتى الأن والتأكيد على أن تكون حضرموت واحدة موحدة عسكرياً وامنياً وادارياً ورفض اي شكل من أشكال تقسيم حضرموت ساحلا وواديا بأي صورة من الصور وان تلتزم كافة السلطات في جميع المديريات بواحدية السلطة المحلية بالمحافظة.
كما تم الحديث عن استحقاق حضرموت من حصة مبيعات نفطها الخام , مؤكدين إلى أهمية ان تكون هذه الحصة عادلة , وايداعه باستمرار في فرع البنك المركزي بما يضمن الاستفادة منها في مشاريع ملموسة في مجالات خدمية يعود نفعها على المواطن والمجتمع .
وأشار المتحدثون إلى أن مؤتمر حضرموت الجامع الذي أنعقد في 22 ابريل 2017 يعد الحدث الأبرز في تاريخ حضرموت على الاطلاق, لما مثله من آخاء وتلاحم وتقارب بين أبناء حضرموت جميعًا وما جسده من حالة إجماع وتوافق لمختلف مكوناتهم القبلية والمدنية والقوى السياسية و الشرائح الاجتماعية على رؤى ومخرجات واضحة المعالم , تنسجم مع الارادة الحرة للحضارم وتضحياتهم ونضالاتهم في استعادة دور حضرموت ومكانتها التاريخية والحفاظ على حقوقهم في الثروة وخاصة منها النفطية والمعدنية ومواردها من المنافذ البرية والبحرية والجوية وحقهم في إدارة شؤونهم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وامنيًا وتعويضهم عن سنوات الحرمان والانتقاص , ونفض عنهم غبار التبعية والتهميش ورفع المظالم والاملاءات وبما يحقق طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة.. منوهين إلى أن المكونات المجتمعية الحضرمية كافة قد عمدوا هذا التوافق بالتوقيع على وثيقة "ميثاق الشرف" التزموا فيه "بأن مصلحة حضرموت وحقوقها وأمنها واستقرارها وفقًا لمخرجات وتوصيات مؤتمر حضرموت الجامع مقدمة على غيرها من المصالح الخاصة , ولا يجوز تقديم المصالح الخاصة على مصلحة حضرموت وحقوقها , كما لا يجوز معارضتها أو محاولة النيل منها لغاية حزبية أو سياسية أو لأي هدف يتعارض مع أهداف ومخرجات مؤتمر حضرموت الجامع", كما أقروا "بأن مؤتمر حضرموت الجامع هو المرجعية العليا في شأن مصلحة حضرموت وحقوقها وأمنها واستقرارها".
وعبر المتحدثون عن رفضهم لأية وصايا أو املاءات أو مشاريع تنتقص من حق أبناء حضرموت في بناء مستقبلهم الآمن والوصول إلى الحياة المستقرة التي تضمن العزة والكرامة والتعايش مع الاخرين بسلام ومحبة, لافتين إلى أن استحقاقات المرحلة الراهنة تتطلب النظر برؤى شاملة وتشاركية وعدم القفز على حقائق الواقع والتعاطي الايجابي مع تصحيح الأخطاء والتجارب الفاشلة خلال الحقب السابقة والتي لم يجن منها مجتمعنا إلا كل ويلات الصراعات والنزاعات والحروب على حساب التنمية والتطوير.
وحث المجتمعون الدولة والحكومة إلى الاستفادة من التجربة الرائدة للمؤتمر الحضرمي الجامع والعمل على مؤازرتها وتعميمها وتشجيع كل بادرات التلاحم والتقارب بين أفراد المجتمع عمومًا في الوطن بما يحفظ أمنهم واستقرارهم واشراكهم في ادارة شؤونهم وترتيب أوضاعهم الخدمية والمعيشية ونبذ النعرات وبث روح التعاون والتسامح والتصالح والاحتكام إلى الشرع الإسلامي الحنيف لحل الخلافات وأن يكون انتماء الجميع للوطن ورفعته وشموخه .
وشددت قيادات مؤتمر حضرموت الجامع على ضرورة تعزيز كل جوانب الايجابية المحققة في حضرموت وخاصة في تدعم جهود الأمن والاستقرار وتقدير دور قوات النخبة الحضرمية والأجهزة العسكرية والأمنية في محاربة الارهاب والعمل على تعزيز قدراتهم باستمرار ورفدهم بالإمكانيات التي تمكنهم من القيام بدورهم وواجباتهم على أكمل وجه في حماية حضرموت والوطن وأمنه واستقراره .
وتحدث في اللقاء رئيس الوزراء حول توجهات الحكومة خلال الفترة القادمة داعيًا الجميع الى التمسك بمشروع الدولة والعمل على تجاوز المرحلة الراهنة.. مشيداً بالأدوار التي يبذلها رئيس واعضاء مؤتمر حضرموت الجامع وأهدافهم النبيلة.
وأكد رئيس الوزراء بان حضرموت ينتظرها مستقبل واعد وان الحكومة قد افتتحت عدد من المشاريع الخدمية والتنموية في المحافظة وستفتح عدد من المشاريع الاخرى.