شارك دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في الحفل الذي شهدته
مدينة المكلا، صباح اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير
المدينة وساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي بحضور عدد من الوزراء
وكبار مسؤلي الدولة مدنيين وعسكريين وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات
الاجتماعية في المحافظة.
وأعلن رئيس الوزراء خلال كلمة له في الحفل عزم الحكومة على افتتاح وتطوير عدد من المشاريع التي تنتظر محافظة حضرموت خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن الحكومة ستنشئ بنية تحية جديدة للكهرباء في عموم حضرموت ساحلها وواديها وصحرائها، اعتماداً على المخزون الغازي والنفطي في المحافظة.. مشيرًا إلى إشراك القطاع الخاص في انتاج الطاقة بدلاً من استئجارها في الأيام القادمة.
وقال أن هناك مؤشرات هامة واستراتيجية لاكتشافات نفطية وغازية جديدة سوف تعلن عنها الحكومة قريباً، وستنعم حضرموت واليمن عموماً بخيراتها.
كما أعلن افتتاح محطة وادي حضرموت الغازية بقدرة 75 ميجاوات
كما وجه بإعلان مناقصة عاجلة لشراء مازوت محطات الساحل، بصورة دورية، لثلاثة أشهر قادمة، تتحمل الحكومة كلفتها.
وأشار بن دغر إلى توجيهات رئاسية بمضاعفة انتاج الطاقة في المكلا والشحر وكل مدن وقرى ساحل حضرموت.
وتطرق رئيس الوزراء في كلمته إلى عدد من القضايا والمستجدات على الساحة اليمنية، مؤكدًا على ضرورة التفريق بين الهوية والنظام السياسي، وأن الدولة الاتحادية ستحل الكثير من الملفات المعقدة التي عانت منها البلاد بسبب تصرفات النخبة الحاكمة خلال الفترة الماضية.
وفيما يلي، “الوطن نيوز” ينشر نص كلمة رئيس الوزراء :
أحييكم بهذه المناسبة العزيزة الغالية على نفوسنا، الذكرى الثانية لتحرير المكلا وساحل حضرموت من تنظيم القاعدة وعناصر الإرهاب، ناقلاً إليكم تحيات الأخ الرئيس القائد المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة، الذي كان له شرف قيادة الحدث، والمساهمة مع أشقائه في التحالف في صنعه، حتى تحقيق النصر التام وإستعادة المحافظة من قوى الإرهاب.
هذه الذكرى الذي غدت مناسبة نحتفل بها جميعاً لنستذكر الأحداث، ناخذ منها العبرة، حيث تصبح الدولة في حياة كل الشعوب أمراً لا غنى عنه للحفاظ على أمن المواطن والوطن، وحيث لا مجتمع دون دولة، دون سلطة تستمد شرعيتها من الشعب. وقد عرفنا اي حياة يمكن ان تحياها مدينة أو شعب في غياب الدولة والسلطة الشرعية لقد مررنا بتجربة من هذا النوع.
إننا نتذكر كيف تطورت الأحداث في حضرموت قبل احتلال القاعدة للمكلا بداية بالهجوم على جنود وضباط الأمن والجيش قتلاً واغتيالاً وملاحقة، مروراً باحتلال المؤسسات، ووصولاً إلى احتلال عاصمة المحافظة. ووضع مواطنيها تحت قبضة إرهابية، لم تعرفها المدينة في تاريخها من قبل.
لقد كنت ليلتها في المدينة، وعشت بعضاً من أحداثها، وأدركت حينها أن المدينة التي نحبها ونعشق هواءها تتعرض لكارثة وجريمة كبرى.
لقد أرغمت المدينة على التعامل مع شرائع ما أمر الله بها من سلطان، لقد أعيدت المدينة إلى العصور الوسطى، وطبقت فيها قوانين قد عفى عليها الزمن. ومورس الظُلم بحق الأفراد والجماعات. وطُلب من أهلها القبول بحالة من الجهل لم تعرفها الا في كتب ما قبل الإسلام، وغدت الحياة الحزبية والعمل الاجتماعي والحريات العامة التي عرفتها المدينة على محدوديتها، من الماضي لكن إلى حين.
وانتظرت المدينة الفرج من الجيش والأمن الوطني لكن الجيش والأمن الوطني لم يعد موجوداً في نهاية مارس من العام ٢٠١٥، لقد سحقته الصراعات، ودمرته المليشيات، وكان على حضرموت أن تواجه قدرها، وأن تستعد لخوض تجربة التحرير ومعركة الشرف بالإستناد إلى تضحيات أبنائها ودعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومساهمة كبيرة وفعالة من دولة الإمارات العربية المتحدة وباقي دول التحالف.
لقد كان دعم التحالف العربي عاملاً حاسماً في تحرير المكلا وباقي مناطق المحافظة ومن ثم عاملاً حاسماً في تحقيق النصر على التنظيم الإرهابي وخلاياه من القاعدة، وداعش، لكن المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد، وعلينا أن نخوصها حتى النهاية بالتعاون مع اشقائنا في المملكة وفي الإمارات وأصدقائنا في العالم. وحتى تضع هذه الفئة الضالة أسلحتها، وتحتكم للدولة.
كانت هزيمة القاعدة في حضرموت، مقدمة لهزيمتها في أبين، ولحج. وكما أخذت حضرموت زمام المبادرة، بادر أبناء هذه المحافظة في ملاحقة العناصر الإرهابية في محافظتهم. لقد ضحوا هم الأخرين بأغلى ما يملكون لهزيمة الإرهاب.
ولاشك أن الفضل الأول، والأخير يعود بعد الله سبحانه وتعالى لأبناء حضرموت الذين لبوا نداء الواجب، نداء الوطن، وهبوا من كل حدب وصوب لإنقاذ محافظتهم من تنظيم القاعدة، وكان ولايزال للنخبة الحضرمية ورجالها البواسل قصب السبق في تحقيق النصر، ودحر فلول التنظيم الإرهابي وإرغامه على ترك المدينة، وكانت تلك نهاية لحلم تأسيس إمارة إسلامية تكون منطلقاً للأعمال الإرهابية في باقي مناطق الوطن العزيز والغالي على نفوسنا. لقد انتصرت حضرموت في معركة التحرير وانتصر اليمن بانتصارها. هذا إنجاز يحسب للنخبة الحضرمية وعمل يستحق التقدير، ولكن جهود النخبة في ملاحقة خلايا القاعدة، لايقل أهمية من جهد التحرير. ليس هناك من بديل للنصر على الاٍرهاب
تلك ايام قد خلت وغدت من ذكريات الماضي القريب، لكنها تركت في ذاكرة المدينة وأهلها وكذا مدن الشحر والغيل والديس وبروم وكل بلدة أو قرية او مديرية في مناطق الساحل أثراً بالغاً وذكرى أليمة جراء ما لحق بالمواطنين من خوف وهلع وانتهاك للحقوق والحريات واعتداءٍ على الممتلكات العامة والخاصة
أيها الإخوة أيتها الأخوات:
نحن هنا معكم جنود وضباط وأبناء حضرموت جميعاً بتكليف من فخامة الأخ الرئيس، للمشاركة في هذا الحدث، الذكرى، ولنواصل معكم ومع السلطة المحلية ممثلة في أخي المحافظ مشوار تطبيع الحياة وإعادة البناء. سنواصل معكم بناء وإعادة بناء ما دمرته الأحداث، سنغير حياتنا بصورة مشتركة، لقد حركنا خلال السنتين الماضية مشاريع كانت منسية، ووضعنا حجر اساس لمشاريع جديدة، ومن حسن طالع المحافظة أنها حصلت على نسبة من النفط دفعت بعملية التنمية خطوات الى الأمام، سنفتح مشاريع كان الرئيس حريصاً على تنفيذها وكانت الحكومة والسلطة عند مستوى التحدي والتكليف.
لقد تحدثت بالأمس إلى الأخ الرئيس الذي يتابع باهتمام زيارتنا للمحافظة، وأخبرته أن أهل حضرموت يبلغونك السلام ويبادلونك الوفاء بالوفاء، ويتمسكون بشرعيتك عنواناً للدوله، وللإرادة الوطنية عنواناً لليمن الاتحادي الجديد الموحد، ومظلة للمظلومين الذين لا يعرفون سوى ظل الدولة ظلاً لهم. وأبلغته أننا سنفتتح غداً محطة وادي حضرموت الغازية بطاقة ٧٥ ميجا وات، والقابلة للتوسع، وأن توجيهاتكم بإنشاء محطة غازية في ساحل حضرموت بطاقة مئة ميجا وات قابلة للتوسع هي قيد التنفيذ.
سننشئ بنية تحية جديدة للكهرباء في عموم حضرموت ساحلها وواديها وصحرائها، اعتماداً على المخزون الغازي والنفطي في المحافظة، هناك مؤشرات هامة واستراتيجية لاكتشافات نفطية وغازية جديدة سوف نعلن عنها قريباً، لتنعم حضرموت واليمن عموماً بخيراتها، وسنشرك القطاع الخاص في انتاج الطاقة بدلاً من استئجارها في الأيام القادمة.
أيها الإخوة أيتها الأخوات
وبتوجبه من فخامته لمعالجة الانقطاعات في الكهرباء ، وجهنا اليوم الأخ المحافظ بأعلان مناقصة عاجلة بثلاثين الف طن لشراء مازوت لمحطات الساحل تكفي لثلاثة أشهر قادمة وبصورة دورية تتحمل الحكومة كلفتها .سندعم السلطة المحلية ومحافظها الرائع الأخ فرج البحسني، وبتوجيه من فخامته سنضاعف انتاج الطاقة في المكلا والشحر وكل مدن وقرى الساحل .
لقد وعدنا بإرسال مخصص المحافظة من النفط وأوفينا، وبسبب هذه الأموال التي تم تحويلها مركزياً من الحكومة وللمرة الأولى منذ اكتشاف النفط في المحافظة تحركت عجلة التنمية، فحركت مياه راكدة، وخلقت فرص عمل جديدة، وتحسنت موارد المحافظة والموارد العامة في البلاد رغم الانقلاب على الشرعية وظروف الحرب. وامتناع المؤسسات الدولية والإقليمية عن الإقراض.
إن طموحاتنا أبعد مما هو متاح الآن، وآمالنا في غد أفضل أكبر، وما نعتقد بصعوبة تحقيقه اليوم يصبح غداً ممكناً. لكن ستبقى اولوياتنا هي في الأيام القادمة، وأن أولى أولوياتنا هي في هزيمة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، والمسنود بأعمال إرهابية من خلايا القاعدة التي تقلق السكينة والأمن. وكذا استعادة الدولة، وتطبيق ما توافقنا عليه في مؤتمر الحوار الوطني، وبناء الدولة الاتحادية من ستة اقاليم، ومنها إقليم حضرموت، لقد كان إقليم حضرموت خطوة أولى في صياغة المخرجات وسيكون خطوة اولى إن شاء الله في تنفيذها. لكنه لن ينشأ الإ بمزيد من الحوار واحترام المصالح المشتركة بين أهله في سقطرى وشبوه وحضرموت والمهرة.
تجمعنا هوية يمنية واحدة وعلينا أن لا نفرط بها، أو نسمح بامتهانها. الوحدة الاتحادية التي توافقنا على شكلها ومضمونها، والهوية القادمة من أعماق التاريخ التي تنفسها ليست النظام السياسي، ومن غير المنطقي أن نحمل الوحدة أخطاء القادة، وأكرر هنا في حضرموت ماكنت قد قلته بالأمس في عدن. هويتنا الوطنية شيء والنظام السياسي شيء آخر. هنا يمكن رؤية الثابت والمتحول في حياتنا وفي سلوكنا، وهنا يجب إكتساب الوعي والفارق بين الأمرين والمفهومين واضح.
إن تحقيق حلم الدولة الاتحادية لن يتحقق تلقائياً، إنه هو الآخر يتطلب مزيداً من النضال والعمل المشترك مع الآخرين والحوار الأخوي البناء بين مكونات المجتمع للوصول للغايات والأهداف المرجوة. أن الدولة الاتحادية هي الخيار الوطني المتاح، الخيار الذي يحافظ على اليمن موحداً، وفي نفس الوقت يمن خالي من العسف والظلم والاضطهاد، وهو الخيار الذي يحقق توزيعاً عادلاً ومنصفاً للثروة والسلطة، إنها البديل الموضوعي للعصبيات المناطقية والدينية التي تستدعي الأزمات والحروب على مدى التاريخ. وهي أي الدولة الاتحادية مخرجاً من أزمتنا الراهنة، وطريقاً لسلام ننشده جميعاً يقوم على المرجعيات الثلاث.
إنها مشروع المستقبل الخالي من الأزمات، ومشروع الإعمار والبناء ومشروع التطور المنشود، ولأنها كذلك فالدولة الإتحادية هي مشروع الشباب، وكل الذين ينشدون التغيير الإيجابي نحول المستقبل، ونحو حياة أفضل، أنها الاستقرار المنشود وفرص العمل والحقوق المصانة بقانون ودستور جديد.
أيها الإخوة أيتها الأخوات
إن الوقت لازال متاحاً امام الحوثيين للاعتراف بالشرعية والتخلي عن السلاح، وتسليم المؤسسات والعودة إلى مفاوضات تلتزم المرجعيات الثلاث، إنهم وحتى اللحظة يتحملون مسؤولية الدماء والدمار والأذى الذي ببلدنا وناسنا. وفي هذا الشأن نكرر دعمنا للمبعوث الدولي الجديد، وجهوده لتحقيق السلام في بلادنا.
سوف يلقى الحوثين هزائمهم على يد أبناء اليمن، ولن يقبل شعبنا حكماً سلالياً عنصرياً آيا كانت مبرراته، وسوف تهزم المخططات الإيرانية في بلدنا، وسينتصر التحالف وينتصر العرب في معركتنا هذه. وسنستعيد عاصمة مفقودة، ومجتمعاً تمزقه خرافات الماضي. وستنتصر الجمهورية والثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وستغدو الوحدة الاتحادية مخرجاً من أزمتنا ونهاية لحرب فرضت علينا نخوضها دفاعاً عن الشرعية والدولة دفاعاً عن أمننا وأمن الأمة، وأنني أرجو أن يدرك الجميع قيمة وأهمية ما توافقنا عليه.
تحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار شهداء التحرير في حضرموت وفي عموم اليمن، والشفاء العاجل لجرحانا. هم قدوتنا في التضحية والفداء من أجل الوطن، وعلى هديهم نمضي. وتحية لكل فرد منك شارك في هذا العرض العسكري المهيب الذي يحيي الأمل بجيش وطني يحمي اليمن، ويحمي ابنائها.
شكراً لأشقائنا في التحالف العربي، شكراً لقادة التحالف، لعظماء المملكة، وزعماء الإمارات، وقادة دول التحالف العربي جميعاً. وتحية خاصة لأهلنا في حضرموت، وفي شبوة والمهرة وسقطرى وباقي المحافظات المحررة. الذين يمضون بصبر وعزيمة حلف القيادة السياسية خلف الشرعية، وشكراً لإصغائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما ألقى محافظ المحافظة قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني خلال الحفل كلمة ترحيبية، رحب فيها برئيس الوزراء والوفد المرافق له لمشاركتهم أبناء حضرموت هذه الاحتفالات العظمية بعد أن تخلصت المكلا من فلول القاعدة التي عاثت فيها فسادًا، ونهبت ودمرت وقتلت كل جميل بهذه المدينة.. مشيدًا بالدعم الكبير والسخي الذي قدمه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لحضرموت والمنطقة العسكرية الثانية وكل المؤسسات الخدمية والتنموية في المحافظة.