اختتم وفد مدراء مكاتب الأمم المتحدة مساء اليوم الخميس 29مارس 2018م زيارة
لمحافظة حضرموت استمرت يومين متتاليين التقوا خلالها بالسلطة المحلية
بالمحافظة وعدد من مديري عموم المكاتب التنفيذية ومديري عموم المديريات
وممثلين عن منظمات المجتمع المدني برعاية كريمة من قبل محافظ محافظة حضرموت
قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني .
وضم الوفد الزائر مديرو مكاتب الأمم المتحدة ( اليونسيف، منظمة الغذاء العالمي، منظمة الصحة العالمية، مفوضية شؤون اللاجيئن، منظمة الهجرة الدولية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مكتب الاوتشا، صندوق الأمم المتحدة للإسكان).
استقبال الوفد بميناء المكلا :
صبيحة الأربعاء 28/3/2018م وصل الوفد الأممي ميناء المكلا الذي يترأسه اندريا ريكيا / مدير مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ( الاوتشا – عدن) .
اجتماع موسع بالمكلا :
فور وصولهم صبيحة الأربعاء 28/3/2018م عقد بقاعة 24 إبريل بالمكلا اجتماع برئاسة وكيل أول حضرموت المقدم عمرو بن حبريش العليي ضم عدداً من مدراء المكاتب التنفيذية الخدمية ومدراء مكاتب الأمم المتحدة الزائرين لمدينة المكلا .
وفي مستهل اللقاء نقل وكيل أول حضرموت تحيات رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ومحافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني ، مشيراً إلى أن حضرموت انتظر زيارة وفد مدراء مكاتب الأمم المتحدة منذ فترة من أجل اطلاعهم على واقع المحافظة عن كثب وعكس حالة الأمن والاستقرار الذي تنعم به حضرموت .
ولفت المقدم بن حبريش إلى أن حضرموت مرت بمراحل من التهميش خلال السنوات الماضية وصولاً إلى احتلال مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت من قبل عناصر القاعدة في ابريل 2015م التي دمرت المرافق الحكومية بالمحافظة، مؤكداً في كلمته إلى أنه لا توجد لتلك العناصر حاضنة في أوساط المجتمع ولا لأفكارها المتطرفة وأن المجتمع ظل يصارعها, وفي الهبة الحضرمية تم الحفاظ على المنشآت النفطية من قبل حلف حضرموت، كما تم تدريب قوى عسكرية منظمة بالتعاون مع قيادة التحالف العربي وتحت قيادة المنطقة العسكرية الثانية اطلق عليها قوات النخبة الحضرمية لتتم بعدها عملية التحرير في 24 ابريل عام 2016م وتم دحر تلك العناصر من عاصمة حضرموت وبقية المديريات التي سيطرت عليها .
وأوضح وكيل أول حضرموت بأن السلطة المحلية بالمحافظة تعمل منذ التحرير في اتجاهين عسكري وتنموي، والعمل على جمع شمل النسيج المجتمعي في حضرموت ، وان جهوداً كبيرة بذلت في سياق تثبيت الأمن والقضاء على بقايا العناصر الإرهابية حيث تمكنت قوات النخبة الحضرمية في آخر عملية لها من القضاء على بقايا تلك العناصر في عملية الفيصل العسكرية الناجحة في وادي المسيني الذي اتخذته تلك العناصر وكراً لتجميع عناصرها وقواها والتجهيز لعمليات إرهابية.
واكد المقدم بن حبريش أن السلطة المحلية بذلت جهوداً كبيرة للإعادة تطبيع الحياة في كافة المجالات التنموية والخدمية وخطت خطوات في سبيل دعم وتمكين الشباب من خلال إنشاء صندوق دعم الشباب وصندوق دعم التعليم وكذا دعم المرأة، بجهود ذاتية وفي ظل توقف الموازنات المالية منذ بدء الحرب.
واشاد وكيل أول حضرموت بتعاون المؤسسات المحلية بحضرموت ورجال البر والإحسان ودورهم في مساعدة السلطة لتجاوز الكثير من المحن والأزمات، مؤكدا بأن حضرموت اصبحت مهيأة وأفضل من أي وقت مضى لإستقبال كل المنظمات الدولية الفاعلة وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة وفتح مكاتب لها ووجودها الدائم في حضرموت .
من جانبه أوضح وكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء م. هشام السعيدي أن عمل السلطة المحلية يكتمل بمشاركة منظمات المجتمع المدني الفاعلة وأن السلطة المحلية نجحت في تجاوز الكثير من الكوارث والأزمات التي مرت بالمحافظة خلال السنوات الماضية بفضل مساندة تلك المنظمات.
وأكد وكيل حضرموت لشؤون الساحل والهضبة د. سعيد العمودي بأن السلطة المحلية بالمحافظة ستوفر البيئة المناسبة والمساعدة لتنفيذ كافة برامج الأمم المتحدة في كافة المديريات.
القيت بعد ذلك كلمة من قبل رئيس وفد منظمات الأمم المتحدة / اندريا ريكيا / مدير مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ( الاوتشا – عدن) الذي اثنى على الترحاب والحفاوة التي قوبل بها الوفد منذ وصوله إلى مدينة المكلا، مشيراً إلى أن حضرموت أصبحت مهيأة لقيام منظمات الأمم المتحدة بأدوار فاعلة في الجوانب الإنسانية في المناطق التي تحتاج لتدخلات وتنفيذ برامج مختلفة .
واشاد رئيس الوفد الأممي بالتزام مدراء عموم المكاتب التنفيذية بحضرموت ومشاركتهم في الورش التي عقدت بعدن وقال : نود أن يكون لنا تواجد دائم بحضرموت لتغطية كافة المديريات وكذا المحافظات المجاورة مثل شبوة والمهرة .
استعرض بعد ذلك وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الساحل والهضبة الدكتور سعيد عثمان العمودي الوضع الإنساني الراهن بحضرموت التي تشكل 30% من مساحة الجمهورية اليمينة وتضم 28 مديرية تعيش في وضع آمن ومستقر .
لافتاً إلى أن أبرز المشكلات التي تواجهها على الصعيد الإنساني تتمثل في ارتفاع الأسعار وتوافد النازحين منذ ما بعد التحرير في 2016م من مختلف المحافظات وكذا عودة العديد من أبناء حضرموت من بلدان المهجر وخاصة المملكة العربية السعودية وهو الأمر الذي يشكل ضغطاً اضافياً على مختلف الخدمات في المحافظة .
واشار الدكتور العمودي إلى حضرموت بحاجة إلى المشاريع الاغاثية في جوانب سوء التغذية لدى الأطفال بعد أن اظهر تقرير اليونسيف في العام 2017م بأن 20% من الأطفال بالمحافظة يعانون من سوء التغذية، بالإضافة إلى أن القطاع الصحي يحتاج إلى دعم بسبب نقص الموازنات ونقص الكادر وازياد الضغط على الخدمات المقدمة بمستشفيات ومراكز المحافظة .
واكد د. العمودي أن الشباب والمرأة يشكلان عاملاً مهماً لتجاوز المرحلة الحالية ، وان مؤسسات أهلية في حضرموت دعمت المخترعين والموهوبين الذين شاركوا في بطولات عربية وعالمية وحصدوا القاباً وميداليات، مشيراً الى حاجة حضرموت إلى حلول عاجلة وملحة من اجل تحقيق التنمية المستدامة ومشاركة منظمات الأمم المتحدة في تحقيقها .
تحدث بعد ذلك عدد من مديري مكاتب الأمم المتحدة بكلمات استعرضوا خلالها تدخلاتهم السابقة في حضرموت والأدوار التي لعبوها خلال الفترة السابقة على كافة المستويات التي تعمل فيها منظماتهم .
كما أعلنوا في كلماتهم عن افتتاح مكتب لليونسيف بالمكلا، إلى جوار مكتب منظمة الصحة العالمية الذي يعد أول مكتب يفتتح في عاصمة حضرموت مدينة المكلا منذ سنتين بفضل جهود بذلت من قيادة مكتب الصحة والسكان بساحل حضرموت، بالإضافة إلى استمرار تنفيذ مختلف البرامج والأنشطة لكافة المنظمات وتوسيعها لتشمل مختلف المديريات وبقية محافظات إقليم حضرموت.
والقيت خلال الاجتماع كلمات من قبل عدد من مديري عموم المكاتب التنفيذية بساحل ووادي حضرموت استعرضوا خلالها جوانب القصور في إداراتهم وجملة من المشكلات والصعوبات التي تواجه سير عملهم ومقترحات الحلول من وجه نظرهم .
واختتم اللقاء بتقديم درع المحافظة التذكاري لرئيس الوفد من قبل وكيل أول حضرموت المقدم عمرو بن حبريش العليي .
لقاءات منفردة مع المكاتب التنفيذية ومدراء المديريات :
كما عقد وفد مدراء مكاتب الأمم المتحدة الزائر لحضرموت لقاءات منفردة مع عدد من مديري المكاتب التنفيذية ومديري المديريات لإستعراض المشكلات والصعوبات وآليات الحلول لمختلف القضايا التي تواجه سير عمل المكاتب التنفيذية الخدمية بحضرموت .
حيث استعرض مدراء عموم المكاتب التنفيذية ومدراء عموم المديريات بساحل وهضبة ووادي وصحراء حضرموت في لقاءين منفصلين مع مدراء مكاتب الأمم المتحدة جملة من الصعوبات التي تقف في طريق تنفيذهم لخططتهم وقيامهم بواجباتهم في خدمة المحافظة ومديرياتهم ومقترحات الحلول لحلها بما يؤدي إلى الرفع من كفاءة وجودة الخدمات المقدمة للمواطن في كافة الجوانب .
لقاءات مع عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني :
والتقى وفد مدراء مكاتب الأمم المتحدة الزائر لحضرموت بعدد من رؤساء وممثلي منظمات المجتمع المدني بمحافظة حضرموت .
حيث جرى خلال لقاءين منفصلين عقدهما تم عقدها مع رؤساء وممثلي المنظمات والمؤسسات والجمعيات والملتقيات بساحل ووادي حضرموت استعراض انجازات تلك المنظمات والأدوار الفاعلة التي لعبتها خلال السنوات الماضية والمشاريع التي نفذتها في مختلف المجالات التنموية والخدمية والإغاثية، بالإضافة إلى الصعوبات التي تعرقل تنفيذها لمختلف برامجها ومشاريعها .
لقاءت متفرقة :
وفي سياق زيارته التقى وفد المنظمات الأممية الجهات المعنية بميناء المكلا للتباحث حول إجراءات الشحن والنقل للمواد الإغاثية، والمسؤولين في المركز الوطني لنزع الألغام والصندوق الاجتماعي للتنمية ومستشفيي ابن سيناء والمكلا للأمومة والطفولة لتقييم جودة الخدمات والتعرف على مدى الرضى عند المستفيدين منها .
مغادرة الوفد مساء الخميس :
هذا وغادر المكلا مساء الخميس 29 مارس 2018 على متن باخرة بميناء المكلا بعد زيارة للمكلا استغرقت يومين ، تم خلالها إعطاء الوفد صورة شاملة للأوضاع في حضرموت وحالة الأمن الذي تنعم به المحافظة ، في ظل ترقب من أبناء المحافظة وانتظار طال أمده لافتتاح مكاتب للمنظمات الدولية في حضرموت نظير مكانتها وتاريخها وأمنها واستقرارها ، وبوصفها عاصمة لإقليم حضرموت .