عقدت بجامع مسجد الروضة بالمكلا مساء أمس الجمعة 14 جماد آخر 1439هـ - 2
مارس 2018م ندوة علمية بمناسبة حولية العلامة عبدالله بن محفوظ الحداد
والذكرى الـ 23 لوفاته – رحمه الله .
وفي الندوة التي نظمتها مؤسسة العلامة الحداد لأعمال البر والدعوة والإرشاد وحملت عنوان (المدرسة الشافعية بحضرموت .. العلامة عبدالله بن محفوظ الحداد انموذجاً) وحضرها جمع من أصحاب الفضيلة العلماء والمصلين ، أكد الدكتور فؤاد عمر بن الشيخ أبوبكر عضو مجلس الشورى وزير الأوقاف والإرشاد الأسبق أهمية إقامة مثل هذه الندوات العلمية التي تسلّط الضوء على مرجعيات وأعلام وقدوات حضرمية أثرت الواقع والمجتمع .
وقال إن العلامة الحداد قد أجمع عليه الجميع واجتمع حوله بفضل علمه وورعه وأخلاقه ، وإننا أحوج ما نكون اليوم لأمثاله لأنه يمثّل المدرسة الوسطية مدرسة المحبة والتعايش والعلم ، وقد رفض كل مغريات الحياة المقدّمة له حينذاك من الرؤساء والزعماء والمسئولين وفضّل أن يعيش نظيفاً عفيفاً مخلصاً لمجتمعه ومتصدّراً للفتوة الشرعية المنطلقة من العلم الشرعي الصحيح .
وأوضح أن هذه الندوة ستتبعها ندوات مماثلة ستتطرق إلى قضايا الناس الاجتماعية ، وأن المجتمع اليوم بحاجة ماسة إلى التحاور والتسامح والتعايش وتقبّل الآخر والى مجالس علمية حوارية يُفتح فيها المجال للحوار الديني وفقاً للدليل الشرعي وبعيداً عن الأهواء .
واشتملت الندوة على محورين ، الأول للدكتور حسن شيخ الكاف رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة حضرموت رئيس مجلس الفتيا بمبرز العلامة الحداد ، بعنوان (منهجية الإمام الحداد في الفتيا) تطرق فيه إلى مقام الإفتاء وخطورته وضوابطه ، وتصدّر العلامة عبدالله بن محفوظ الحداد للفتوة وفق الضوابط الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال الفقهاء وتلقيه العلم الشرعي عن العلماء وتعاطيه مع أحوال الناس ودرايته ومعرفته واطلاعه بالواقع وبمقاصد الشريعة السمحاء وبالمصالح والمفاسد ووفقاً لقواعد مهمة اعتمدها في فتواه ، مستفيداً من عوامل أثرت في تكوينه الفكري منها مجالسته صغيراً لمجالس العلماء والقضاة بمدينة الديس الشرقية ومدينة تريم وساحل حضرموت وتعيينه قاضياً شرعياً وتلقيه العلم في السودان وتدريسه اللغة العربية بكلية التربية بالمكلا وتفرّغه للعلم وقراءة أمهات الكتب لسنوات من حياته ومعرفته بالناس وأحوالهم ، فجاءت فتاويه مختلفة ولها منهجية وخصائص وصفات خاصة ، مستعرضاً جملة من فتاويه في بعض القضايا التي اجتهد فيها من خلال ارتباطه بأحوال الناس ومعرفته بأمور مجتمعه والتي راعى فيها الضوابط الشرعية وتوخى خلالها جلب المصالح ودرء المفاسد .
وفي المحور الثاني الذي حمل عنوان (المنهجية المقصدية في فتاوى الإمام الحداد) ، تطرّق د. زين محمد العيدروس المحاضر بجامعة حضرموت خطيب جامع الروضة ، إلى أن مقاصد الشريعة السمحاء جاءت لمصلحة الناس ولجلب المصالح ودرء المفاسد ، فكان الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم يستحضرون المقاصد في حياتهم ، وان علم المقاصد علم دقيق كالبوصلة التي تحدد الاتجاه ، وقد أوتي العلامة السيد عبدالله بن محفوظ الحداد – رحمه الله – حظاً ونصيباً وافراً من ذلك ، فإلى جانب معرفته بالكتاب والسنة كان من أهل اللغة العربية وأستاذاً لها بكلية التربية بالمكلا وعلى معرفة بمقاصد الشريعة الغرّاء فكان يفتي بالنظر إلى المصالح المنضبطة ، مستعرضاً بعض الفتاوى في هذا الجانب .
حضر الندوة السيد حسين بن عبدالله الحداد رئيس مؤسسة العلامة عبدالله بن محفوظ الحداد لأعمال البر والدعوة والإرشاد والأستاذ عبداللاه محمد هاشم السقاف الأمين العام للمؤسسة والسيد هاشم السقاف المدير المالي بالمؤسسة وصبري عوض باحشوان مدير إدارة الوعظ والإرشاد بمكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بساحل حضرموت وعبدالله شيخان الحبشي مدير مكتب الأوقاف بمديرية المكلا وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمصلين .