ارتدت عروس البحر العربي (المكلا) أزهى حُلل البهجة , وأبهى فساتين الضوء
بلا مساحيق زائفة وبلا تصنّع مخلٍّ , طلعتْ حوراءُ البحر مبلّلةً بماء
الانتماء ووهج الوطنية , لتعتنق أبناء الوطن الأبرار حاملي لواء "التحرير"
اللواء الذي رُفع بعدن ؛ ليمتدَّ بطولِ سماء "الجنوب العربيِّ" وعرضِها ؛
ليشملَ بظلّه كلَّ أبناء الوطن الجنوبي المؤمنين بحقّهم في تحرير واستقلال
وطنهم المسلوب منذ ذلك الـ(يوليو) الأسود من عام 1994م .
حضرموت ــ كعادتها ــ لم تتأخر ملبيَّةً نداء الوطن , ذلك النداء "الحلم" الذي لا يمكن إلا أن يتحقَّق , فخرجتِّ بكلِّ من فيها وما فيها بفمٍ كلّه تراحيب وأغنيات واحتفاء ؛ لتستقبل أعضاء هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" ذلك اللواء المعقود على ناصية الثورة ، الحامل السياسي للقضية الجنوبية والممثل لها بمباركةٍ وتأييدٍ شعبي, فكانت حضرموت أكثر من المنتظَر وأجمل من المحلوم !
في فعالية جماهيريَّة تاريخية , ووسط حشود هائلة لم يسبق لها مثيل , أَشهرَ الانتقاليُّ الجنوبي قيادته المحليّة بحضرموت, وذلك عصر الأربعاء الـ"25" من أكتوبر الجاري بساحة القرار قرارنا بمدينة المكلا.
وفي الفعالية الأولى للانتقالي بحضرموت ، والتي ألقيت فيها العديد من القصائد الحماسية والأغاني الثورية بمشاركة عدد من الفرق الشعبية ، كانت حضرموت على موعد مع كلمات القائد الجنوبيّ اللواء "عيدروس الزبيدي" رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، والتي كانت أنجع من بلسمٍ لتطلّعات الشعب المجروحة بفعل العبث المُمنهج الذي مارسته وتمارسه عصابات صنعاء بالوطن وبمقدراته أرضا وإنساناً.
أكَّد "الزبيدي" أنَّ حضرموت التي عانت الأمرّين في الحقب السالفة، ( لن تكون تابعة، مشيراً، إلى أن زمن التبعية والضم والإلحاق أو عقد الصفقات السياسية في الغرف المغلقة قد ولى، وإرادة الشعب هي سيدة الموقف، فلا انتقاص ولا إقصاء ولا تهميش، ولا نهب، ولا استنزاف، وإنما شراكة، وتكامل، وتفاعل، نحو المستقبل والبناء .)
وأشار ( أن حضرموت رائدة في هذا الاتجاه باختيارها أن تكون إقليماً بجغرافيته المعروفة ويتمتع بحقوقه السياسية السيادية كاملة غير منقوصة بعيداً عن صنوف التبعية والانتقاص والإلحاق.)
ثمّ وبعد تحيّة خاصّة لقوات النخبة الحضرمية أكّد الزبيدي أيضاً أنَّ ( قوات النخبة الحضرمية، ستسيطر على كامل تراب حضرموت بما في ذلك الوادي.)
وأورد اللواء "الزبيدي" في كلمته عددا من النقاط المهمّة والرؤى المستقبلية للمجلس مشيراً إلى مباركته لخطوة تأسيس مؤتمر حضرموت الجامع، متعهداً بالمحافظة عليه.
ودعا "الزبيدي" في ختام كلمته أبناء حضرموت، إلى ( الوقوف إلى جانب محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء الركن "فرج سالمين البحسني" .) ؛ ردّا على تلك الممارسات العاجزة والنيئة من قبل حكومة "بن دغر" باختلاق الأزمات والعراقيل في المحافظة بغرض تعطيل التنمية والبناء.
وبهذا الصدد كان قد تحدّث اللواء الركن "أحمد سعيد بن بريك" محافظ حضرموت السابق، عن دور حكومة (بن دغر) الهدّام، متوعّدا بالمزيد من التصعيد المدروس حتى التحرير والاستقلال ، وتحقيق آمال وتطلعات الشعب الجنوبي بدولة مدنية فدرالية.
وقال " بن بريك" : ( من حضرموت نقول لا لكلّ الفاسدين، لا لنهَّابي ثروات حضرموت والجنوب ، ولا لكلّ من يريد أن يطعن حضرموت من الخلف فكلنا حضرموت وكلنا الجنوب.)
وأوضح ( أن السلطة المحلية بحضرموت ، قد أرست دولة ، وحكومة الشرعية تريد إفشالها، ولكننا لن نعطيهم الفرصة ، داعياً، الجميع للمطالبة برحيل حكومة (بن دغر) الفاشلة.)
وطالب "بن بريك" المجتمع الدوليّ بـ ( الوقوف إلى جانب شعب الجنوب المظلوم والذي هو ضحية "الانقلابيين" و"الشرعية" معاً. )
وأكَّد "بن بريك" ( وقوف المجلس الإنتقالي الجنوبي، إلى جانب دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، حتى نهاية الطريق، داعياً الرئيس "هادي" للعودة إلى أهله قبل فوات الأوان.)