الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبة أجمعين.
الأخوة المواطنون:
الأخوات المواطنات:
يا أبناء محافظة حضرموت جميعاً داخل الوطن وخارجة:
يطيب لي في هذا اليوم المجيد أن أتوجه إليكم جميعاً باسمي شخصياً وباسم قيادة السلطة المحلية في محافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية لأحييكم وأنقل إليكم تحيات وتهاني فخامة الأخ المشير الركن/ عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية -القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة أحتفالات جماهير شعبنا العظيم بذكرى ثورة 14/أكتوبر/1963م المجيدة والتي نحتفي اليوم بذكراها السنوية الرابعة والخمسون.
إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة الخالدة والعظيمة ذكرى ثورة 14/ أكتوبر التي أنطلقت من على قمم جبال ردفان الشماء إيذاناً ببدء مرحلة جديدة وطريق جديد للنضال ضد الأستعمار البريطاني المحتل وأعوانه ولإعادة الحق المسلوب لأصحابه الحقيقيين أبناء شعب الجنوب الذين عانوا طيلة أكثر من قرن وربع القرن تحت وطأة وتعسف واضطهاد القوى الاستعمارية البريطانية التي لم تخلف له غير الفقر والجهل والمرض والعزلة التامة عن محيطه الإقليمي والدولي.
الأخوة المواطنون:
الأخوات المواطنات:
أبناء محافظة حضرموت جميعاً
أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة لم تكن حدثاً عرضياً أو صدفه بل جاءت كنتيجة حتمية ومنطقية لتوفر كثير من المقومات التي قادت للقيام بها ومن بينها انطلاقة الحركات والتمردات والانتفاضات الشعبية المسلحة العفوية ضد الاستعمار وأعوانه في عدد من مدن الجنوب والتي لم يكتب لها النجاح بفعل عفويتها وعدم تنظيمها أو أمتلاكها لبرنامج وأهداف سياسية واضحة المعالم وعدم وجود القيادة الواعية دارتها الأمر الذي أدى إلى بروز حالة الغليان الثوري ونضوج الظروف التي أدت إلى تشكل الحركة الوطنية بجبهاتها وتنظيماتها وجمعياتها وأحزابها المختلفة بالإضافة إلى تطور الحركة العمالية في عدن والمحميات وازدياد حماسه ذلك الجيل من الشباب المتطلع إلى الحرية والعيش بكرامة وكما كان لانتصار 26/ سبتمبر /1962م في الشمال كان له تأثير أيضاً على التسريع بقيام ثورة 14/ أكتوبر من حيث مساندتها بالسلاح والمال والإعداد والتدريب للمقاتلين في القطاع الفدائي .. إننا لسنا اليوم بصدد تقييم تجربة ثورة 14 أكتوبر بقدر ما نهدف من خلال أحتفالاتنا بها هو تذكير الجيل جيل اليوم بمآثر وبطولات الآباء والأجداد .. وما قدموه من تضحيات .. لأن مسيرة الثورة وطريقها لم يكن مفروش بالورود بقدر ما واجهت الكثير من الصعوبات بل والمؤامرات التي أرادت أن تفشلها وتوئدها وهي في المهد لكن إيمان المناضلين بعدالة قضيتهم وأهداف ثورتهم استطاعوا إحباط كافة المؤامرات والدسائس وأستمرت الثورة ولأربعة أعوام متواصلة قدم فيها شعبنا خيرة أبناءه فداءاً لتربة الوطن الغالي ولإنتصار الثورة ومن بين الشهداء الشهيد/ غالب بن راجح لبوزة أول شهيد في أول يوم لإنطلاق شرارة الثورة في ردفان وتبعه العشرات بل المئات من الشهداء الذين أشعلــــوا الأرض تحت أقـــدام المحتلين حتى تحقيـــق الاستقلال الوطنـــي في : 30/نوفمبر/1967م.
الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات :
تأتي إحتفالاتنا اليوم بالذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14/ أكتوبر /1963م المجيدة ووطنا يعيش في ظروف استثنائية وحالة عدم أستقرار بفعل تلك المؤامرة الانقلابية التي أقدمت عليها ملشيات الحوثي مدعومة بقوات المخلوع صالح والتي أنقلبت على الدولة والنظام في مسعى منهم لعودة الأنظمة الحاكمة البائدة . والتخلي عن النظام الجمهوري والارتهان لسياسة وأجندة المد الإيراني الصفوي الذي حول الوطن والمنطقة إلى بؤرة من التوتر والصراع وقيام الحرب المدمرة التي راح ضحيتها المئات بل الآلاف من أبناء الوطن .. هذه المؤامرة كان هدفها الاستيلاء على السلطة وبسط النفوذ على الوطن ونهب خيراته ومقدراته والسطو على أراضية والأحتكام لهذه الشلة والعصابة المارغه التي لم تقم للنفس البشرية أي وزن والتي جردت نفسها من روح الانتماء لهذا الوطن وللشعب .
الأخوة والأخوات جميعاً :
يا أبناء محافظة حضرموت:
إن محافظة حضرموت باعتبارها واحدة من محافظات الوطن فإنها لم تكن بمنأى عن تلك الأحداث المدمرة وأن كانت بأسلوب آخر ولربما يكون أكثر تأثيراً حيث تم الدفع بمجموعات مسلحة من تنظيم القاعدة الإرهابي وقوات صالح لاحتلال مدينة المكلا ومدن وقرى ساحل حضرموت وكان لها ما أرادت .. ودخلت المكلا ولم تتحرك القوات المسلحة المنتشرة فيها وقوات الأمن أو تبدي أي موقف تجاه المسلحين القادمين للمكلا وما استطاعت هذه القوات فعله هو تسليم المعسكرات بكامل أسلحتها وعتادها وهروب أفرادها خارج محافظة حضرموت ..
وظلت القاعدة تحكم المكلا لمدة عام كامل عاثت في الأرض الفساد ودمرت المؤسسات ونهبت الممتلكات وسيطرة على البنوك واستأثرت بجميع موارد المحافظة وعطلت الاعمال .. لكن ذلك لم يدم طويلاً حيث تداعى المخلصون ممن أحبوا حضرموت الذين أظهروا استعداهم للتضحية والاستشهاد في سبيلها وبتعاون من دول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تم إعداد وتدريب وتسليح قوات النخبة الحضرمية التي حملت على عاتقها مسئولية معركة تحرير العاصمة المكلا ومدن ساحل حضرموت .. هذه القوة الحضرمية قيادة وأفراداً استطاعت أن تحسم المعركة لصالحها وفي معركة حاسمة لم يشهد لها مثيل في تاريخ المعارك العسكرية الوطنية وفي أقل من 48 ساعة تم إكتساح وتحرير المكلا ودحر فلول تنظيم القاعدة الإرهابي من ساحل حضرموت وهاهي قوات النخبة اليوم تضرب أروع الأمثلة في الحفاظ على أمن وأستقرار حضرموت وتقدم النماذج تلو النماذج في الأنضباط وتنفيذ المهام والواجبات الملقاة على عاتقها وتتحول إلى مدرسة لتعلم التضحية والإقدام والاستبسال للدفاع عن الحق وحب الأرض والإنسان في آنٍ واحد، لقد نجحت حضرموت في تثبيت الامن والاستقرار واتجهت الجهود نحو معالجة القضايا التي تهم المواطنين من مياه وكهرباء وصحة وتربية وتعليم ونظافة رغم كل الظروف الصعبة والامكانيات المحدودة جدا فاننا نستطيع القول بان حضرموت تنعم بامن واستقرار تمويني وخدمات جيدة تمثل حالة متقدمة مقارنة بحال بعض المحافظات الأخرى ونتطلع لمزيد من التنظيم والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتقديم افضل خدمات للمواطنين، وقد قمنا خلال الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي بزيارة لوادي وصحراء حضرموت وتم الوقوف من خلالها على مستوى الحالة الأمنية في الوادي وتلمس احتياجات المواطنين هناك، وتم التوجيه باعتماد العديد من المشاريع الخدمية وافتتاح العديد من المشاريع خاصة المشاريع التي تخدم الشباب ومكنتنا هذه الزيارة من الوقوف عن قرب على مستوى الحالة الأمنية في الوادي والصحراء التي تشهد من وقت لأخر اختلالات امنية وكانت هناك لقاءات عديدة مع السلطة المحلية في الوادي والقادة العسكريين والامنيين خلصنا من خلالها باتخاذ تدابير نعتقد انها سوف تكون كفيلة لضبط الامن في الوادي والصحراء، ندعو المواطنين والمجتمع ان يتحمل مسئولياته في هذه المسألة وان يدعم هذه الخطة وقوات الجيش والامن في هناك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اللواء الركن/
فـرج سالميـن البحسني
محافـظ محافظة حضـرموت
قائد المنطقة العسكرية الثانية