عبر رئيس مجلس الوزراء الاخ خالد محفوظ بحاح،عن ثقته الكبيرة بتعاون كافة المكونات السياسية على الساحة الوطنية مع الحكومة الجديدة ، والوفاء بالتزاماتها الموقعة وخاصة اتفاق السلم والشراكة الوطنية .
وأكد الاخ رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي عقده اليوم بدار الرئاسة بحضور ممثلي عدد من وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية، عقب اداء الحكومة لليمين الدستورية، ان التباين القائم من قبل بعض القوى السياسية تجاه الحكومة ، امر طبيعي في هذه اللحظة .. موضحاً استحالة تشكيل حكومة تنال رضى الجميع ليس في اليمن وإنما في مختلف بلدان العالم ..
وأشار الى ان الواقع الذي يمر فيه الوطن اليوم والتعقيدات الراهنة المحيطة به حتمت عملية التسريع في تشكيل الحكومة التي روعي فيها معايير الكفاءة والخبرة مع إعطاء الشباب والمرأة المكانة التي تتناسب ودورهما الهام تجاه وطنهم وشعبهم .. واعرب عن اعتقاده انه ورئيس الجمهورية قد عملا بشكل مسؤول ووطني في تشكيل الحكومة الجديدة وبموجب تفويض المكونات السياسية لهما والمعايير المقرة .
واكد رئيس الوزراء ان الحكومة تعي تماما حجم التحديات المتعددة القائمة اليوم في الوطن اليمني بجوانبها الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية .. مبينا ان الحكومة لديها خارطة طريق لمواجهة هذه التحديات ترتكز في محدداتها على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية .
وقال : "ندرك تماما حجم التعقيدات التي تواجه الحكومة ولكن لدينا من العزيمة ما قد يعيننا على تفكيك الالغام المزروعة في طريقنا ، في الوقت الذي نثق فيه بتعاون ودعم مختلف المكونات السياسية والشرائح الاجتماعية لجهود الحكومة التي ستعمل كل ما في وسعها لتنفيذ مهامها الوطنية وفي المقدمة اعادة الامن والاستقرار وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق النزاهة في اداء الاجهزة الحكومية" .
وأضاف : "نريد ان نعزز قيم النزاهة في مختلف مؤسساتنا وأجهزتنا الإدارية وفي اعمالنا اليومية وذلك من خلال تقديم النموذج بدءً من رئيس الحكومة وأعضائها، ذلك انه اذا لم نبدأ بانفسنا فأننا لن نستطيع تحقيق هذه القيم في أوساط أجهزتنا الإدارية والعسكرية والامنية".
وأكد الاخ خالد بحاح ان التباينات السياسية لا تقلقه وان مصدر تفاؤله بنجاح الحكومة هو علاقته الطيبة مع مختلف المكونات السياسية وادراكه للواقع الديمغرافي بأبعاده المختلفة ومعرفته بطبيعة ابناء اليمن التواقين الى الاستقرار والسلام والتنمية والبناء ..
وقال: "اثق ان المكونات السياسية ستكون جزءً من الحل وليس من المشكلة ، ذلك ان اي نجاح او تقدم تحرزه الحكومة هو نصر لجميع اليمنيين بمختلف تكويناتهم وان فشلها هو فشل للجميع "..
ولفت رئيس الوزراء الى ان احد مهام هذه الحكومة هو اعادة الثقة باليمن لدى مجتمع المانحين من الاشقاء والاصدقاء ، والاستفادة المثلى من تمويلات المانحين وتسخيرها في الأغراض التنموية التي خصصت من اجلها .. معرباً عن تقديره العالي لجميع الداعمين لليمن من الاشقاء والاصدقاء الذين أكدوا خلال الفترة القليلة الماضية حرصهم على إسناد اليمن في هذه المرحلة بما يحفظ أمنه واستقراره وسلامه الاجتماعي.. مؤكداً ان الجميع اليوم من حكومة ومكونات سياسية وقوى اجتماعية مطالبون اكثر من اي وقت مضى بتهيئة الأجواء اللازمة وفي المقدمة تطبيع الأوضاع الامنية والمشاركة في نقل البلد الى مًرحلة التنمية والتطوير ...داعيا مختلف المنابر الاعلامية والسياسية والثقافية والإرشادية لان يكونوا عونا لبلدهم وللحكومة الجديدة .
وفي معرض رده على اسئلة الصحفيين اكد رئيس الوزراء ان 30 وزيرا ادوا اليوم اليمين الدستورية وهناك ثلاثة وزراء سيؤدون اليمين لاحقا نظرا لتواجدهم حاليا خارج الوطن، فيما اعتذر ثلاثة وزراء.. مشيرا الى انه لازال حريصا على ان ينضم الوزراء المعتذرين الى الحكومة وسيتم اعطائهم المزيد من الوقت لافساح المجال امامهم لامكانية مراجعة قراراتهم.
وفي بداية المؤتمر الصحفي تلا رئيس مجلس الوزراء الاخ خالد محفوظ بحاح بيانا صحفيا، رحب فيه بالأخوة قادةُ الرأي من صحفيين وكتابَ ومراسلي وكالاتِ الأنباءِ أو القنواتِ الفضائيةِ، في هذا اللقاء الاول مع وسائلِ الإعلامِ، لتدشين مرحلةً جديدةً من المصداقيةِ والشفافيةِ والمصارحة، واطلاعَ شعبَنا اليمني الكريم على كافةِ المستجداتِ على الساحةِ الوطنية.
وقال "أتحدثُ إليكم اليومَ وأنا أتولى مسؤوليتي كرئيسٍ للحكومة بعد أن تمَ تكليفي لتحملِ ثِقلِ هذه الأمانةِ في هذه المرحلةِ الفارقةِ من تاريخِ بلدِنا الحبيبِ والمنطقةِ بأسرِها، ولكننا بفضلِ من الله وبالتعاونِ مع الجميعِ استطعنا أن نعلنَ عن تشكيلةِ الحكومةِ الجديدةِ بعد إنتظارٍ طويل،وهنا أجدها فرصة لأتوجه بالشكر للأخ رئيس الجمهورية المساند لنا في كل هذه المراحل وكافة المساهمين في هذا الحدث الهام ولا أنسى أن أتوجه بالتحية للزملاء والزميلات في الحكومة السابقة الذين عملوا في ظروف وتحديات لا تقل عن هذه المرحلة".
وأكد رئيس الوزراء إن الحكومة الوطنية الجديدة جاءت بعدَ الكثيرِ من العملِ الجادِ من قبلِ العديدِ من المخلصين، للوصول إلى حكومةٍ يكونُ فيها للشبابِ دورٌ من خلال تقليدِهم مناصبَ وزاريةٍ ليعملوا سوياً مع أهلِ الخبرات ويساهموا إلى جانب المرأةِ في تنفيذِ شراكةٍ وطنيةٍ حقيقيةٍ تقودُ البلادَ إلى برِ الأمان وآفاقِ التطور.
وقال " إنني أدركُ كاملَ الإدراكِ أن البعضَ ينظرُ إلى هذه المرحلةِ التي نمرُ بها بمنظارِ الإحباطِ واليأس، إلا أن علينا جميعاً كشعبٍ وكنخبٍ وقوى سياسيةٍ أن نجعلَها مرحلةً لصناعةِ الأملِ للوصولِ إلى بناءِ دولةٍ اتحاديةٍ ديموقراطيةٍ مبنيةٍ على سيادةِ القانونِ والمواطنةِ المتساويةِ واحترامِ حقوقِ الإنسانِ والحكمِ الرشيد".
واشار الاخ خالد بحاح الى ان المسؤوليةَ الملقاةَ على عاتقِ هذه الحكومةِ جسيمةُ وكثيرة، والتحدياتِ التي تقفُ أمامها أكبر.. لافتا الى معيارُ الكفاءةِ كان هو المرجعية الرئيسةِ لاختيارِ الوزراءِ أعضاءِ هذه الحكومة، لكي نتمكن من الوصول بسفينة الوطنِ إلى بر الأمان، وسبيلُنا في ذلك العملُ الدؤوبُ والمتواصلُ بكل إخلاص، وبكلِ شفافيةٍ ووضوحٍ ومصداقيةٍ لتحقيقِ تطلعاتِ اليمنيين في هذه المرحلة والتي سنضمنُها برنامجَ الحكومةِ التي سنعكفُ على إعدادِه الأيامَ القادمة.
وقال " ونحن اليومُ، وعقب تأديتِنا اليمينَ الدستوريةَ فإننا نكون قد انتقلنا إلى مرحلة أخرى جادةٍ من عمرِ الوطن، يهمنا فيها الحرصَ على بلدِنا، حيث ستكونُ أولوياتُ برنامجِنا انتهاجَ وتطبيقَ الآيةِ القرآنيةِ الكريمة (الذي أطعمَهم من جوعٍ وآمنَهم من خوف)، فالتخفيفُ من نسبةِ الفقرِ والعملُ الجادُ في اتجاه عودةِ الأمنِ والأمانِ يتطلبانِ تعاونَ الجميعِ وتطبيقَ العديدِ من المبادىء السامية".
وأضاف " كما تتضمنُ أجندةَ أولوياتِنا في المجال السياسي تنفيذَ مخرجاتِ الحوار الوطني واتفاقيةِ السلم والشراكة للعمل على إستكمالِ صياغةِ الدستورِ والإستفتاءِ عليه، ومابقي من بنود المبادرةِ الخليجية وإعدادِ سجلٍ انتخابيٍ جديدٍ مبنيٍ على إجراءات سلميةٍ يؤسسُ لإنتخاباتٍ حرة ونزيهة".
وفي المجال الإقتصادي، أوضح الاخ رئيس الوزراء إن العملَ جارٍ لتشكيل اللجنةِ الإقتصاديةِ من كبار الإقتصاديين في البلادِ والتي ستدرسُ الوضعَ الإقتصاديَ والمالي، وتضعُ برنامجاً
واضحاَ ومزمناً للإصلاح الإقتصادي وتعزيز النزاهة في جميع القطاعات، لكي نتمكن من تجاوز الوضع الاقتصادي الصعب.
وقال "بلغت التقديراتُ في العجز النقدي في موازنة العام الحالي 2014م 679.3 مليارَ ريال، وبما نسبته 8.3% من الناتج المحلي، وهي نسبةُ تفوق الحدودَ الآمنةَ للعجزِ المتعارفِ عليه، هذا إلى جانب ضعفِ استدامةِ المواردِ المالية بسبب الانخفاضِ المستمرِ والحادِ في حصة الحكومة من إنتاج النفطِ الخام الذي قاد لتفاقمِ عجزِ الموازنةِ العامةِ، إضافةً إلى هيمنةِ النفقاتِ الجارية على هيكل الإنفاقِ العام على حساب النفقات التنموية وهذه هي حقيقةُ الوضعِ الإقتصادي الذي تعيشه اليمنُ اليوم".
وجدد رئيس الوزراء دعوته لكافةِ المكوناتِ السياسية لتهيئةِ الأجواءِ الملائمةِ لعمل الحكومةِ والابتعادِ عن المناكفات السياسية والعملِ بروح الفريقِ الواحد وان يضع الجميع مصلحةَ اليمن واليمنيين فوق كلِ إعتبار .. وقال " الأمالُ المعقودةُ علينا عريضةٌ، والتحدياتُ كبيرةٌ، لكن إرادتًنا وعزيمتًنا ستكون أكبر، متوكلين في كل أعمالِنا على المولى عز وجل ومعتمدين عليه، فهو نعمُ النصير، ثم على كافةِ أبناءِ الشعب اليمني العظيم الذين أدعوهم من هنا إلى العمل الجاد، كلٌ في موقعه من أجل خدمة المصلحة الوطنية العليا، لأن ما سيتم تحقيقُه بإذن الله من إنجاز هو إنتصارٌ ليس لشخص أو جهةٍ معينة، بل للجميع بمختلف إتجاهاتِهم الفكريةِ والسياسيةِ، وهو إنتصارٌ أجملُ ما سيكونُ فيه وقبلَ كلِ شيئ أنه إنتصارٌ على أنفسنا".