عبرت شهادات يمنية عن عظم الفقد الذي خلفه رحيل علم من أعلام الأغنية اليمنية الفنان الكبير كرامة مرسال الذي توفاه الموت يوم أمس بعد تجربة فنية قدم فيها اسهامات جليلة ستظل خالدة في سفر الأغنية اليمنية والعربية .
مبدع عملاق
نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر أكد أن" اليمن قد خسرت برحيل الفنان كرامة مرسال مبدعا عملاقا طالما أشعل في قلوبنا بصوته الشجي وأعماله الخالدة جذوة الحب للوطن وللوحدة وللناس وللأمن والسلام وغرس في نفوسنا بذور الصبر والأمل والتفاؤل والبناء والتنمية وملأ حياتنا بترانيم الاخاء والتسامح والمحبة، مجسدا النموذج الفريد، والقدوة الماثلة، للفنان اليمني الاصيل الملتزم بقضايا وطنه وشعبه في مختلف المراحل والأحداث التي عاشتها اليمن منذ قيام الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر "..
وأشار نائب رئيس الوزراء الدكتور بن دغر في برقية تعزية إلى أولاد وأسرة الفنان الراحل – "إلى أن الفقيد فقيد الوطن وسيظل حاضراً في وجدان كل يمني ، ورمزاً من رموز الغناء العربي ، ورائداً من رواد الأغنية اليمنية ، والفن الحضرمي على وجه الخصوص".
فنان بامتياز
وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل أعرب عن عميق الأسى والأسف لرحيل فنان بامتياز بحجم كرامة مراسل مثلت تجربته منعطفا مهما في تأريخ الأغنية اليمنية التي أثراها بإسهامات جليلة تضعه في مكانة رفيعة ضمن رواد الغناء في اليمن و مبرزي الأغنية في الجزيرة والخليج العربي .
وقال الدكتور عوبل : خسارة كبيرة مثلها رحيل الفنان كرامة مرسال فنان قدم لليمن وللوطن وللإنسان الكثير من الأعمال التي كتبت اسمه بحروف من نور في سفر الأغنية اليمنية وبخاصة الأغنية الوطنية التي تغنى فيها مرسال بكل قيم الوطن والوحدة علاوة على أعماله المتميزة في الألوان الغنائية المختلفة.
وأشار الوزير إلى تكريم رئيس الجمهورية للفنان كرامة مرسال في العام الماضي بمنحه وسام الوحدة مع منحة مالية وهو تكريم يليق بحجم تجربته الرائدة ، مؤكدا أن الوزارة لم تبخل بشيء خلال فترة مرضه حسب إمكانياتها وتعمل حاليا على تسوية وضعه الوظيفي.
خسارة لا تعوض
من جانبه مستشار وزارة الثقافة عبد الرحمن الصلوي أكد خلال تقديم التعازي لأسرة الفنان الراحل باسم وزارة الثقافة أن رحيل الفنان الكبير كرامة مرسال ترك فراغا كبيرا في الساحة الفنية اليمنية لما يمثله الفنان الراحل من تجربة كبيرة أسهمت في أحداث تطوير في الأغنية اليمنية وترك بصمة واضحة من خلال تجربته الغنائية واللحنية .
فنان الوطن والأرض
مدير البيت اليمني للموسيقا والفنون فؤاد الشرجبي اعتبر كرامة مرسال من الفنانين القلائل الذين لم يبحثوا عن المادة ودائما ما كرس فنه لوطنه وأرضه وأعماله في هذين المجالين وشكلت الحيز الأكبر من وجدان الذاكرة الجمعية اليمنية.
وقال إن ألحان كرامة مرسال في الأغاني العاطفية تجاوزت الجغرافيا اليمنية ومنذ السبعينيات تغنى بها كثيرون من فناني وفرق الغناء في الخليج العربي.
ولفت مدير بيت الموسيقا إلى رائعة الفقيد الراحل (متيم في الهوى يروي) الأكثر شهرة عربيا وأدتها من بعده الفنانة المصرية أنغام وآخرون.
و رأى أن حب الأرض والوطن امتزجا في دم الراحل كرامة مرسال.. مدللا على رقي الفنان الراحل أداء واحساسا برائعته / حبي لها أمي سقتني اياه في وسط اللبن/ من قال محبوبتك من ؟ قلت اليمن/
وذهب فؤاد الشرجبي إلى أن كرامة مرسال كغيره من فنانين يمنيين لم يلقوا حقهم من الرعاية والاهتمام بما يتناسب وعطائهم للوطن في الظروف والمحن من دون أي مقابل.
ونوه الشرجبي بما اعتبرها لفتة كريمة من رئيس الجمهورية أن كرم قبل أشهر الفنانين كرامة مرسال وأيوب طارش.
خسارة عملاق
فيما قال عازف القانون الفنان أحمد الخالدي : إن الأسرة الفنية خسرت برحيل كرامة مرسال عملاقا من عمالقة الأغنية اليمنية ومدرسة كاملة في الفن الحضرمي والعدني على وجه الخصوص ".
وأشار الفنان الخالدي إلى أن كرامة مرسال ظل حتى آخر عمل فني يتغنى بالوحدة اليمنية وصونها والحفاظ عليها في عمل جسد مستوى تجربته وعلاقته الوطيدة بالقيم النبيلة .