الفاو تدخل محصول الكينوا إلى اليمن

أعلنت الأمم المتحدة سنة 2013م سنة دولية للكينوا وذلك تقديراً للشعوب الأصلية في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية التي قامت بفضل معرفتها

وأوضح مكتب منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) باليمن في بيان صحفي تلقته وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن المنظمة ساهمت بمواردها في السنة الدولية للكينوا كجزء من الاستراتيجية الواسعة للفاو بهدف تقديم محصول تقليدي أو مهمل كوسيلة لمكافحة الجوع وتعزيز لغذاء أكثر صحة باعتبار الكينوا بديلا ممتازا كمصدر للتغذية عند مواجهة تحديات زيادة انتاج أغذية ذات جودة لإطعام سكان العالم.
وأكد البيان أن هنالك العديد من المؤشرات التي تعزز الاعتقاد بأن زراعة الكينوا يمكن ان تحسن من الأمن الغذائي على المدى البعيد .. مبيناً أن الكينوا مصنفة على أنها مادة "سوبر غذاء" ومغذية جدا وغنية بالبروتين والمكملات الغذائية.
وقال البيان "إن الكينوا تنمو في المرتفعات والسهول وبالتالي يبرهن على مرونته كمحصول ذكي تجاه المناخ وذو قدرة عالية على التكيف مع مختلف الظروف المناخية ويمكن للكينوا النمو في درجات حرارة تتراوح بين -4 الى 35 درجة مئوية وبالتالي يمكنه النمو في اقسى الظروف لصلابته اضافة الى تحمله للجفاف وصديق للبيئة لاستخدامه الأمثل للمياه وتقل تكلفة انتاجه وغالبا ما يكون انتاج الكينوا أسريا ".. لافتاً إلى أن الدراسات تشير الى أن الكينوا يمكن أن يساهم في زيادة دخل المزارعين ذوي الدخل المنخفض.
فيما أوضح نائب ممثل منظمة الزراعة والأغذية في اليمن ايتيان بيترشميت لـ "سبأ " أن الفاو دشنت خلال العام 2013م مشروعا تجريبيا لزراعة الكينوا في محافظة ذمار بالتعاون مع وزارة الزراعة والري والهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بغرض دراسة قابلية مختلف أنواع بذور الكينوا للتكيف على التربة المحلية.
وأشار إلى أنه يتم حالياً القيام بمختلف أنواع التجارب عبر برامج الأبحاث الزراعية الرسمية قبل النظر في الزراعة على المستوى التجاري لاختيار النوع الافضل أو النوع البيئي للزراعة .. مبيناً أنه يجب اختبار الانواع المتوقع نجاحها وخاصة تلك التي أبدت أداء جيدا في مناطق ذات ظروف مشابهة لليمن.. لافتا الى أن الدراسات تشير الى انه من الممكن تطوير زراعة الكينوا في اليمن والأقاليم الجافة الاخرى من العالم.
وأشار بيترشميت الى أنه تتم حاليا عدد من المحاولات التجريبية في حقول الكينوا التجريبية في ذمار والنتائج واعدة الى الان .. موضحا أنه تم زراعة عددا من انواع الكينوا ثنائية الغرض في الموقع في محطة الابحاث الزراعية للمرتفعات الوسطى وأن الفائدة من زراعة انواع الكينوا ثنائية الغرض هو أنها تنتج الخضروات والحبوب.
وقال "إنه سيتم زراعة 11 نوعا مختلفا من الكينوا أصلها من أمريكا اللاتينية في الموسم القادم لأغراض تجريبية في مختلف المناطق في اليمن وسوف يبني مشروع الفاو التجريبي القدرات في مجال انتاج وتقييم وإدارة واستغلال وتسويق الكينوا بالإضافة إلى تعزيز المعرفة ويساعد الحكومة اليمنية في اعداد استراتيجية وطنية لإنتاج ودمج الكينوا كما تعتبر التجارب مفيدة كوسيلة لتبني تكنولوجيا الانتاج في الظروف المحلية " .
وأضاف "ان الهدف العام من مشروع الكينوا في اليمن هو تحسين اتاحة واستخدام انواع متكيفة بصورة جيدة من محصول الكينوا وتعزيز مستوى معيشة صغار المزارعين كما أن زيادة الدخل وتحسين المعايير الصحية والظروف المعيشية بعضا من منافع تبني الكينوا ويتوقع تعدد وتنوع المستفيدين من مشروع الكينوا ".
وتابع المسئول الأممي " سيتم تدريب المزارعين للمشروع مع التأكيد على التدريب العملي وخاصة للمزارعين المسئولين عن المزارع العائلية الصغيرة كما سيشارك المسئولين الحكوميين ومسئولي الإرشاد الزراعي والمنظمات والهيئات الوطنية للإنتاج النباتي ويستفيدون من المشروع " .. مؤكداً أنه يمكن للكينوا أن تلعب دورا هاما في القضاء على الجوع وسوء التغذية والفقر في اليمن .
وتوقع أن تسهم اسعار السوق المرتفعة وتزايد الاستهلاك في النمو السريع لزراعة الكينوا في ارجاء العالم .. معرباً عن سرور منظمة الفاو لتقديم الكينوا الى اليمن وتطلعه للعمل مع الشعب اليمني لاستكشاف هذا المحصول الجديد الواعد والذي لديه كافة الاحتمالات لإيجاد مسار جديد وإعطاء مزيد من الامال نحو الامن الغدائي في اليمن.
يشار إلى أن الكينوا رغم من كونه شبيه بالحبوب الغذائية فإنه ليس كذلك ويسمى احيانا شبيه الحبوب لمظهره الشبيه بالحبوب ويعرف أحيانا بأنه شبيه الحبوب الزيتية لمحتوياته الكبيرة من الدهون .
وتجعل قابلية الكينوا العالية للتغييرات المناخية واستخدامه الأمثل للمياه محصولا بديلا ممتازا في وجه التغييرات المناخية وخاصة في الاقطار التي تواجه تناقصا في هطول الامطار وزيادة في استهلاك المياه.
ويعتبر الكينوا من البذور (خضروات) ولكنه يؤكل مثل الحبوب ويستخدم بطريقة تقليدية وغير تقليدية ويمكن تحميص الحبوب وطحنها كما أنه مناسب للابتكارات الصناعية ذات القيمة المضافة المتوافرة حاليا بصورة تجارية مثل الحبوب الغذائية الجاهزة للأكل والمكرونة وأصابع الغرانولا أو الخبز.
ويمكن سلق الحبوب الكاملة ومزجها مع الأغذية الأخرى كجزء من الوجبة كما في الحساء وللكينوا طعم شهي ويوصف غالبا بأنه جوزي أو ترابي ويكون حلوا وحامضا ولنبتة الكينوا أوراقا خضراء صالحة للاستهلاك الادمي والأوراق مغذية للغاية ولها طعم شبيه بالسبانخ.