أدى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومعه عدد من القيادات
العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية بأرخبيل سقطرى اليوم صلاة عيد
الأضحى المبارك مع جموع المصلين بمصلى العيد بمدينة حديبو .
وفي خطبتي العيد تناول الشيخ علي إبراهيم الثقلي مناسك الحج الذي يعطي صورة حقيقية عن الإسلام الناصعة والسلام بمضمونه وبما يدعو إليه من مبادئ وقيم وتراحم بين الناس وأن تلك المناسك لا تفرق بين عربي أو أعجمي، وأن اللغات والأشكال والألوان والمذاهب والانتماءات تتهاوى عندما يجتمع الناس في هذه الفريضة العظيمة التي تذكر الناس بأخلاق الإسلام وتجعلهم يجتمعون ويتآخون ليكون الولاء لله وحده والتآخي في ذات الله كما قال سبحانه وتعالى:" إنما المؤمنون إخوة".
ولفت الثقلي إلى شعيرة الأضحية التي سنها خليل الله إبراهيم عليه السلام و النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام " ما عمل بن آدام يوم النحر عملا أحب إلى الله من اراقة دم لله تعالى وان للمضحي بكل شعرة حسنة وبكل صوفه حسنه وهي سنه الخليل إبراهيم الخليل والرسول صلى الله عليه وسلم .
وتساءل الخطيب ما للمسلم يلتف يمينا وشمالا حائر منحدرا عن سبيل الرشاد والطريق المستقيم والله تعالى يقول" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيله ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وقال:" إن الناظر في حياة الأمة الاسلامية جميعها وأفرادها يرى كأنها فاقدة لشخصية المسلم الحق، تلك الشخصية التي أرادها الله تعالى لهذه الامة المحمدية فهي تترقب وتتأمل في هذا الكون الشاسع تلك القدوة الحسنة للناس جميعا التي تتصف بالإيمان والعدل والعادات الحميدة والأخلاق لتسموا بنفسها إلى ملتقى السامق المضيء الذي أراد لها دينها دين الحق".
وأضاف :" إذا نظرنا إلى حالنا وحال الأمة اليوم وحال ما يطلبه منا ديننا الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردناه نحن لأنفسنا فإننا سنعجب كثيرا من هذا الحال إلا القليل ممن صحت عقيدته وحسن إسلامه وكذا ممن صفت قلوبهم وثنيت نفوسهم فاقبلوا على دينهم بصدق وشغف وحرارة ينهالون من منبعه الصافي ويزدادون كل يوم من هدية المتألق النقي إلى آخر رمق من حياتهم، تلك الصفة التي فقدتها الامة".
وتابع:" إذا قارنا حال الأمة اليوم بما كانت عليه سابقا لوجدنا فجوة كبيرة قال الرسول عليه الصلاة والسلام" تركت فيكم أمرين ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي كتاب الله وسنتي"، وهذا الحديث إنما اراد به الرسول صلى الله عليه وسلم لتبقى البشرية دوما المحجة البيضاء لا تتخبط في ظلمات وتهيم في عماية ولا يغم عليها مسالك القصد، ذلك الدين القويم ".
وذكر بأن المسلم مع كل أشكال الصراع الفكري بحاجة لنفحات الهدايا والتربية الحسنة والتأدب مع الله جل جلاله ومع رسوله الكريم ليستطيع أن يمارس إنسانيته الحق ويقوم بالدور الذي عهده الله إليه في الحياة، وإن لم يحمل تلك النفحات الراشدة لغلب عليه انتكاس في حمى الاثر والانانية والاضرار بالناس والتمرق في ذلك الوحل وحلت به الضغينة والحقد والاستغلال والاستبداد والظلم وابادة الحرث والنسل وغير ذلك.
وأوضح أن الله تبارك وتعالى لم ينزل هذا الدين الإسلامي الحنيف من فوق سبع سماوات ليكون نظريات تستمتع به العقول لمناقشه جدله ولا ليكون كلاما مقدسا يستمتعون بتلاوته ولا يفهمون هديه ولا يتدبرون معانيه وآياته واحكامه فحسب وإنما أنزله الله جل وعلا ليحكم حياة الفرد وينظم حياة المجتمع ويقود هذه الحياة الطيبة والعمل فيها للدنيا والأخرة .
وقال:" هنا يبرز العنصر الانساني الذي يتحلى بكبح جماح (النية) في الحياة من الايمان والامان والاخلاق والمعاملات مع بني جنسه من البشر كافة على مختلف طبقاتهم وألوانهم وأوطانهم قال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً " ذلك المنبع الثري الدافق لكل فضيلة ولكل مكرمة في هذه الحياة القليلة ".
وتساءل الخطيب الثقلي أين ذاهبون يا أمة الاسلام ؟ أين ذاهبون يا أمة التوحيد؟ أما لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .. داعيا المسلمين إلى أن يكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى.
وعبر عن سعادة أبناء الأرخبيل بزيارة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لتلمس أحوالهم والاطلاع على ما تتحلى به الأرخبيل من أمن وإيمان وكرم واخاء .. مؤكدا إن هذه الزيارة إنما تدل على الحرص العميق من ولي الأمر لاهتمامه بأبناء الأرخبيل وهو رجاء باسم جميع أبناء الأرخبيل لولي الأمر والقائمين على مصالح العباد والبلاد ان تخص سقطرى خلال هذه الزيارة بالرعاية والعناية والاهتمام .
وتمنى أن تكون زيارة الأخ الرئيس لأرخبيل سقطرى ايجابية ولها آثار نافعة وثمار يانعه وأن تترك تاريخا لا ينسى للأجيال القادمة وأن ينتقل أبناء الأرخبيل إلى مستقبل أفضل في حياتهم ومعيشتهم من خلال استكمال وتنفيذ المشاريع الخدمية في مختلف القطاعات.
وعقب صلاة العيد تحدث الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية .. مهنئاً أبناء أرخبيل سقطرى بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي جاء هذا العام متزامناً مع احتفالات جماهير الشعب اليمني بالعيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
وأعلن الأخ الرئيس أرخبيل سقطرى محافظة وقال:" لقد أتيت اليوم لأعلن لكم بأن أرخبيل سقطرى سوف يصدر قرار جمهوري بإعلانها محافظة تتعامل كأي محافظة مع مركز الدولة ".. لافتاً إلى أن إعلان سقطرى محافظة من شأنه توفير احتياجات أبنائها من المشاريع الإنمائية والخدمية المختلفة الأمر الذي سيحقق نقلة كبيرة في مسيرة التنمية والتطوير في كافة مناطق سقطرى.
وأشار إلى ما يعانيه أبناء أرخبيل سقطرى من عناء السفر سواء في البحر أو الجو، وأيضاً في تعثر بعض المشاريع منذ سنوات .. وقال: " أنتم جزء من هذا الوطن ولكم حقوق وعليكم واجبات ونحن في قيادة الدولة ننظر إلى كافة أبناء الشعب في عموم المحافظات والمناطق بعين واحدة ".
وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن الدولة ستركز جهودها بمحافظة سقطرى في الجوانب الخدماتية وتوفير المتطلبات الأساسية في المجالات المختلفة وخاصة قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والطرقات.
بعد ذلك تبادل الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية الجليلة .. متمنين من الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج وعلى شعوبنا العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.
ولفتوا إلى تزامن حلول عيد الأضحى المبارك مع احتفالات جماهير الشعب اليمني بالعيد الذهبي لثورة 14أكتوبر المجيدة .. معبرين عن التهاني الحارة للأخ الرئيس بهاتين المناسبتين والإنجازات التي تحققت على صعيد العملية الانتقالية ونجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل المعني بوضع أسس الدولة اليمنية الحديثة القائمة على المواطنة المتساوية وقيم العدالة والحرية والحكم الرشيد.
وأكدوا أنه بالرغم من الصعوبات التي تعيشها البلاد إلا أن هناك انجازات تحققت وتتحقق في ظل قيادة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مختلف المجالات .
فيما أكد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ضرورة تضافر جهود الجميع لإيصال اليمن إلى بر الأمان وتحقيق الاستقرار والتنمية والعمل معاً على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والحكم الرشيد.