قال الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ان احتفالات الشعب
اليمني العظيم هذا العام بأعياد الثورة اليمنية المباركة التي تزامنت مع
تضرعات وابتهالات ملايين من حجاج بيت الله الحرام وعيد الاضحى المبارك، هي
رسالة بليغة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ..
بان وحدتنا وتماسك جبهتنا الداخلية هما السبيل الوحيد لاستشراف آفاق المستقبل الجديد الواحد والواعد لشعبنا ووطننا، وبدونهما يستحيل ان نحتفظ بآلق الثورة الاكتوبرية توأم الثورة السبتمبرية المجيدتين، واللتين قامتا على انقاض نظامين لفظهما الشعب، كل الشعب جنوبا وشمالا، شرقا وغربا .. بلا تمييز او مصالح ضيفة، وانما بهوية واحدة راسخة رسوخ جبال شمسان وعيبان, هي هوية شعب وانتماء لوطن واحد .. ونسيج اجتماعي واحد، ونسب وسلالة واحدة عنوانها الوطن وقدسيتها اليمن .
جاء ذلك في خطاب هام وجهه الأخ رئيس الجمهورية مساء اليوم إلى جماهير شعبنا في الداخل والخارج بمناسبة احتفالات شعبنا باليوبيل الذهبي لثورة 14 من اكتوبر المجيدة وحلول عيد الاضحى المبارك .
وأضاف الأخ الرئيس :" إن واحدية الثورة اليمنية المباركة (26سبتمبر و14اكتوبر) هي حقيقة تاريخية لا تقبل التجاهل او الانكسار فقد احتضنت مدينة عدن الباسلة طلائع الثورة السبتمبرية الأحرار من مفكرين وعلماء ومشائخ وتجار الذين اتخذوها قاعدة ومنارة لنشاطهم الثوري التنويري حتى انبلاج فجر الثورة السبتمبرية فوفرت الدعم المعنوي والسياسي والعسكري لثورة الرابع عشر من اكتوبر التي اندلعت من جبال ردفان الأبية بعد عام واحد من انبلاج فجر الثورة السبتمبرية فعملت الثورة الاكتوبرية على نجاح وترسيخ النظام الجمهوري الذي كان يواجه مقاومة شرسة من بقايا النظام الإمامي".
وتابع :"وإذا كانت الثورة اليمنية قد اثمرت التخلص من الاستبداد والظلم ومن الاستعمار وحققت أحد أهم أهداف الثورة الا وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي ظلت ولعقود طويلة حلما يراود كل الوطنيين الشرفاء ورسخت المسار نحو التعددية والديمقراطية، فإن مطالب التغيير جاءت لتعيد للوعي الجمعي الوطني ألق هذه المبادئ وتدفع بقوة نحو تحقيق هذه القيم والاهداف الوطنية العظيمة".
وأستطرد الأخ الرئيس قائلا :"إن أهم الدروس والعبر التي نستخلصها من تاريخ الثورة اليمنية المجيدة هو إن أي حكم يقوم على اساس عصبوي أو قبلي أو مناطقي سواء بواسطة الاحتلال الاجنبي أو غيره فإن استمراره يعد ضربا من ضروب المستحيل ولابد أن تسقطه إرادة الشعب وهو ما تحقق من خلال الثورة اليمنية المجيدة".
ومضى قائلا :" " لن نسمح أبدا بعرقلة مسيرة التغيير والإصلاح أو عدم استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. لأن من يعمل على ذلك فإنه يحمل سوء نوايا تجاه الوطن ويريد العودة بالوطن إلى المربع الأول .. مربع الحرب الأهلية الطاحنة وهو أمر غير مقبول من كل القوى الوطنية الشريفة التي تعرف يقينا بأن استكمال تنفيذ المبادرة هو الطريق الوحيد الذي تتحقق فيه آمال شعبنا
وعبر الأخ الرئيس عن تفائله في أن شعبنا اليمني بكل فئاته وتكويناته وتعدده السياسي وانتماءاته العقائدية والحزبية سيؤثر مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وسيحفظ لليمن وحدته ويرعى حاضره وتطوره ونماءه في حدقات العيون تماما كما يطمح ويتوق في تحقيق مستقبل أفضل لأبنائه وفلذات أكباده وأحفاده.
وأردف قائلا :" إن المرحلة الجديدة من تاريخ شعبنا وأمتنا تستدعي ان نقف جميعا وقفة رجل واحد لا حاكم ولا محكوم .. لا غالب ولا مغلوب، من اجل اليمن، ومن اجل مستقبل اليمن، ومستقبل كل اجياله، ولن يرحم التاريخ كل الذين يؤثرون مصالحهم الشخصية او الحزبية او القبلية أو العائلية على مصالح الوطن الكبرى ".
وأعتبر الأخ رئيس الجمهورية ذلك أن المشهد الإيماني الجليل الذي احتشد في رحابه المسلمون من كافة بقاع الأرض لاداء مناسك الحج برداء واحد ودعاء واحد ومناسك واحدة يجسد روح الإخاء والمساواة باعتبار أن امة الإسلام أمة واحدة لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على اسود إلا بتقوى الله والعمل الصالح.. مبتهلا إلى الله جل علاه ان يتحقق للحجيج حسنات الجود الرباني والتكريم الإلهي أضعافا مضاعفة وأن يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا إنه سميع مجيب.
وفيما يلي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين من أرسله الله هاديا للخير وموحدا للعالمين
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم..
يسعدني أن اتوجه إليكم بأصدق التهاني وأطيب الأماني بمناسبة حلول العيد الخمسين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة في ذكراها اليوبيلية الذهبية وكذلك حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله على ابناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج وعلى شعوبنا العربية والاسلامية في اصقاع الارض بالخير واليمن والبركات وكل عام وانتم بخير.
لعلها من محاسن الصدف ان تتزامن احتفالات بلادنا وشعبنا في عامنا هذا بالأعياد الدينية والوطنية وهي مناسبة ذات دلالات كبيرة ومعان عظيمة يتعين علينا استحضارها وتمثلها في الواقع وفي حياتنا الخاصة والعامة لأنها تشحذ الهمم وتصقل النفس وتشذب الروح ..
فالذكرى الخمسون لثورة الرابع عشر من اكتوبر اقترنت هذا العام وملايين من حجيج بيت الله الحرام ضيوف الرحمن من اليمن ومن اصقاع الارض يتأهبون للوقوف في الرابع عشر من اكتوبر في رحاب عرفات وهم يؤدون فريضة ومناسك الحج كما أمر الله ورسوله الكريم وتصديقا لقوله سبحانه وتعالى (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ )).
وبهذه المناسبة نبتهل إلى الله جل علاه ان يتحقق للحجيج حسنات الجود الرباني والتكريم الإلهي أضعافا مضاعفة وأن يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا إنه سميع مجيب.
ذلك أن المشهد الإيماني الجليل الذي احتشد في رحابه المسلمون من كافة بقاع الارض برداء واحد ودعاء واحد ومناسك واحدة يجسد روح الإخاء والمساواة باعتبار أن امة الإسلام أمة واحدة لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على اسود إلا بتقوى الله والعمل الصالح.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والمهجر..
إننا لفخورون بأننا من بلد الإيمان والحكمة وأننا أهل الشورى وأهل العلم، نحن الذين كرمنا الله جل شأنه في محكم كتابه بقصة الأخدود والأحقاف وإرم ذات العماد وبلقيس وسبأ وسورة النصر.
نحن أمة ارق قلوبا وألين افئدة نحن أهل الإيمان واليمن والفقه والحكمة كما وصفنا مباركا سيد الخلق نبي الرحمن محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، نحن أحفاد ملك اليمن تبع بن أسعد أبي كرب الذي أمن بخاتم الأنبياء والمرسلين قبل أن يولد صلوات الله وسلامه عليه..
نحن أول من أجاب إبراهيم عليه السلام إلى الحج ونحن أول من كسى الكعبة نحن أحفاد الصحابي الجليل أبو موسى الاشعري التهامي اليمني، نحن أحفاد انصار رسول الله من الأوس والخزرج رضوان الله عليهم نحن دعاة الرسالة ومبشروها إلى أصقاع الأرض، نحن أهل النصرة وأهل الكرمة.
نحن موطن المناقب وأهل المشارب نحن أهل الشورى واهل التسامح والرحمة والوئام وأهل السلام نحن أمة أمجد سباقون في التوحيد للواحد الأوحد .. موحدون لا مفرقون .. عازمون لا مترددون على إعلاء راية التوحيد في الدين والهوية والأرض والانتماء بشهادة رب السماء ومباركة سيد الخلق نبي الرحمن محمد بن عبد الله صلى عليه وسلم..
نحن أعداء التنابز بالألقاب لأننا من معشر الأحباب وصنو الأرحام ونسل الأنساب.
يا أبناء شعبنا العظيم..
إنها لحظة تاريخية لحشد الهمم واستحضار ملامح التاريخ التليد للشعب والوطن اليمني الذي يكبر في عيون العالم كل يوم فقبل نصف قرن من الزمان أطل فجر الثورة اليمنية 26سبتمبر و14اكتوبر المجيدتين الذي استرد فيهما شعبنا حريته وكرامته ودحر وإلى الابد أعتى حكم استعماري بعد ان تخلص من نظام استبدادي جائر قبل عام واحد عند قيام الثورة السبتمبرية وحصل على استقلاله وتحرر بكفاحه الطويل من نير الاستعمار وانتصر لنفسه وامتلك ارادته الوطنية الحرة شامخا بكبرياء وعظمة شعب حضاري عريق تخلص من جور وقهر الاستعمار الغاشم وزلزل الارض تحت أقدام المستعمر مجسدا وحدة النضال الوطني المتجلية بوحدة إرادة الخلاص من ربقة النظام الإمامي وجبروت العسف الاستعماري الغاصب، حيث ضرب أبناء شعبنا العظيم أروع الامثلة في التضحية والفداء في معارك الدفاع عن الثورة وفي مواجهة الاستعمار الغاشم مرسخين بانتصاراتهم الملحمية ومآثرها البطولية النظام الجمهوري وتحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر عام 1967 لتمضي مسيرة الثورة اليمنية الظافرة صوب الترجمة العملية لمضمون المبادئ والأهداف المعبرة عن الأماني والتطلعات التي ناضل من أجلها طويلا أبناء اليمن لصنع التحولات والتغيير رم كل التحديات والمخاطر التي برزت في جميع المراحل والمنعطفات التاريخية التي واجهتها الثورة وهي تحث الخطى في حركة متسارعة بهدف الوصول للتنمية والاستقرار والبناء الشامل.
إننا متفائلون أن شعبنا اليمني بكل فئاته وتكويناته وتعدده السياسي وانتماءاته العقائدية والحزبية سيؤثر مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وسيحفظ لليمن وحدته ويرعى حاضره وتطوره ونماءه في حدقات العيون تماما كما يطمح ويتوق في تحقيق مستقبل أفضل لأبنائه وفلذات أكباده وأحفاده.
أيها الأخوة أيتها الأخوات ..
إن واحدية الثورة اليمنية المباركة (26سبتمبر و14اكتوبر) هي حقيقة تاريخية لا تقبل التجاهل او الانكسار فقد احتضنت مدينة عدن الباسلة طلائع الثورة السبتمبرية الأحرار من مفكرين وعلماء ومشائخ وتجار الذين اتخذوها قاعدة ومنارة لنشاطهم الثوري التنويري حتى انبلاج فجر الثورة السبتمبرية فوفرت الدعم المعنوي والسياسي والعسكري لثورة الرابع عشر من اكتوبر التي اندلعت من جبال ردفان الأبية بعد عام واحد من انبلاج فجر الثورة السبتمبرية فعملت الثورة الاكتوبرية على نجاح وترسيخ النظام الجمهوري الذي كان يواجه مقاومة شرسة من بقايا النظام الإمامي.
وإذا كانت الثورة اليمنية قد اثمرت التخلص من الاستبداد والظلم ومن الاستعمار وحققت أحد أهم أهداف الثورة الا وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي ظلت ولعقود طويلة حلما يراود كل الوطنيين الشرفاء ورسخت المسار نحو التعددية والديمقراطية، فإن مطالب التغيير جاءت لتعيد للوعي الجمعي الوطني ألق هذه المبادئ وتدفع بقوة نحو تحقيق هذه القيم والاهداف الوطنية العظيمة.
لقد حملت الثورة اليمنية (26سبتمبر و14اكتوبر) اهدافا سامية تخدم الأوطان، وكان الرعيل الأول من الثوار سواء من ثار ضد الحكم الإمامي في شمال الوطن أو من قاد راية التحرير ضد الاستعمار البريطاني في جنوبه كرفاق نضال وتحرير في مواقع مشتركة أو متفرقة تجمعهم نفس الأهداف وإن اختلفت الوسائل وهو ما يؤكد على أن اليمن في مختلف مراحلها القديم والمعاصر والحديث ظلت الاسم الجامع لليمنيين على رغم التقسيم الذي طالها وصارت في دويلات وكيانات ومشيخات صغيرة حيث كان الشعب اليمني على الدوام هو شعب واحد وقد استطاعت الثورة الاكتوبرية توحيد جنوب الوطن في دولة واحدة مما مهد الطريق صوب تحقيق الوحدة اليمنية التي مثلت نقطة ضوء في السماء العربية الملبدة بالوهن والانقسام.
إن أهم الدروس والعبر التي نستخلصها من تاريخ الثورة اليمنية المجيدة هو إن أي حكم يقوم على اساس عصبوي أو قبلي أو مناطقي سواء بواسطة الاحتلال الاجنبي أو غيره فإن استمراره يعد ضربا من ضروب المستحيل ولابد أن تسقطه إرادة الشعب وهو ما تحقق من خلال الثورة اليمنية المجيدة.
الأخوة المواطنون .. الأخوات المواطنات
إننا عازمون على إيصال البلد إلى بر الأمان وتحقيق الاستقرار والتنمية وندرك يقينا بأن الدرب ليس سهلا أو مفروشا بالورود أمام المهام المستقبلية التي يأتي في مقدمتها تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على أرض الواقع وصياغة دستور جديد بناءً على هذه المخرجات .. فليس أمامنا إلا العمل وبكل قوة لرسم معالم المستقبل المزدهر بإذن الله جل شأنه .. وأن نتجاوز استجرار الماضي بكل مآسيه بحيث لا نعود إليه إلا لأخذ العبر والعظة حتى لا تتكرر أخطاء الماضي .
ومن المفترض أن لا يكون هناك أي خلافات جوهرية بين أطياف العمل السياسي والحزبي، فهدف بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والحكم الرشيد، هو هدف تسعى إلى تحقيقه كل القوى الوطنية ويجب أن يتعاون الجميع على تحقيقه على أرض الواقع .
ونحن نتطلع ونعمل على أن يتعاون الجميع على أن تكون مخرجات الحوار بين كافة الأطراف السياسية والمدنية منارة للضمير الوطني الحي وتأكيد الالتزام السياسي بمصالح الوطن العليا .. فكل رؤية ستقدم من أي طرف كان يكون فيها مشروع للانتقال بالوطن إلى وضع أفضل فنحن معها وسنقدم لها الدعم السياسي اللازم وكذلك فإن أية رؤية ضيقة أو مشاريع صغيرة تهدف إلى العودة إلى الوراء وإلى الماضي فلن تجد إلا الصد .. لأن حراك التغيير الذي قاده أبناؤنا الشباب إنما جاء بهدف التغيير إلى الأفضل وليس كما يتوهم ويعمل البعض لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء في مساعي خائبة لن يكتب لها النجاح لأنها تسير باتجاه معاكس لمصالح الشعب الذي نجح بكل قواه الحية في إنقاذ البلد من دمار كان وشيكا وهو ما يحتم علينا جميعا اغتنام هذه اللحظة والعمل على خلق الأرضية الصالحة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني حتى تتسارع عملية التحول الشامل وننتقل بالوطن إلى مر حلة البناء والاستقرار والتنمية وبناء الإنسان وأي تفريط بهذه الفرصة لن يكون مقبولا .. لأن عودتنا إلى الوراء ستكون بمثابة كارثة لن تسامحنا عليها الأجيال القادمة لأن ذلك سيعد تفريطا بحقها في العيش في دولة العدالة والمساواة وفي وطن آمن ومستقر ولا بد لهذا الإنجاز أن يستمر لأنه يقوم على مساندة شعبنا الذي حملنا أمانة الوصول بآماله وأحلامه لكي تكون واقعا معاشا .
ونحن لن نسمح أبدا بعرقلة مسيرة التغيير والإصلاح أو عدم استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. لأن من يعمل على ذلك فإنه يحمل سوء نوايا تجاه الوطن ويريد العودة بالوطن إلى المربع الأول .. مربع الحرب الأهلية الطاحنة وهو أمر غير مقبول من كل القوى الوطنية الشريفة التي تعرف يقينا بأن استكمال تنفيذ المبادرة هو الطريق الوحيد الذي تتحقق فيه آمال شعبنا .. ونحن نعيش اليوم في وضع أحسن بكثير مما عشناه في المراحل الماضية والمستقبل يبشر بمزيد من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي خاصة بعد نجاح مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك وتجديد المانحين التزامهم بتعهداتهم ودعمهم ليمن مستقر ومزدهر وموحد وهذه المنح سوف تساعد بشكل كبير على إعادة التوازن الاقتصادي لحياة المواطن والمستقبل يبشر بالخير .
وبهذا الصدد فإننا نشكر الدول الشقيقة والصديقة التي لم تدخر جهدا في مساعدة اليمن على تخطي المرحلة الصعبة للوصول إلى بر الأمان بما يحقق تطلعات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح وبأقل التكاليف، ولذلك فإن على الحكومة متابعة ما أسفر عنه اجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك بوتيرة عالية وكذا العمل على ترسيخ السلام وتهيئة الأجواء لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بما يحقق كافة الأهداف المنشودة .
الأخوة والأخوات :
لقد توليت مسؤولية قيادة هذا الوطن في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد وفي دولة كانت على وشك الإنهيار سياسيا واقتصاديا وأمنيا وكانت أول المهام الصعبة التي واجهتنا هي إعادة التوازن السياسي والاقتصادي والأمني للبلد وتوفير أبسط الخدمات لشعبنا وبعد ذلك مواجهة خطر القاعدة التي استغلت ظروف عدم الاستقرار السياسي بتوسيع نشاطها الهدام في عدد من المحافظات واستطاع جيشنا البطل في معركة السيوف الذهبية تهديم حصون الإرهاب وأوكاره وسنواصل تطهير كافة أراضي الوطن من هؤلاء القتلة الذين لا دين لهم ولا وطنية من أجل تحقيق استقرار الوطن وأمنه ووحدته وكرامته .
فالإرهاب آفة ابتلي العالم بها ونحن ملتزمون بمكافحته واستئصال شأفته من منطلق قناعتنا الوطنية ونتحمل مسؤولية التصدي لهذا الخطر الذي أضر باقتصادنا الوطني وأساء لسمعة ديننا وبلادنا وأمتنا اليمنية والعربية والإسلامية .. ذلك لأن العناصر المتطرفة والإرهابية الضآلة العدوة لنفسها ودينها ووطنها عملت على الإضرار بمصالح الشعب والوطن وتعطيل التنمية والإضرار بالسياحة والاستثمار وعرقلة التسوية السياسية .. وبالتالي فلا مناص من مواجهتها والتغلب عليها بكل الوسائل إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل وتأمينا للبلاد وحماية للحياة وللمنجزات والمكاسب الوطنية .. وقد بذلنا كل الجهود الممكنة حتى يعود هؤلاء الضآلون عن غيهم وأن يستجيبوا لصوت العقل والمنطق وأحكام الدين الإسلامي الحنيف ونصائح العلماء الأفاضل لكنهم أصروا على إزهاق الأرواح البريئة والإضرار بمصالح الوطن وأمنه وسُكرت أبصارهم واستمروا في طريق الجهل والضلال .. ومارسوا التخريب والقتل لمجرد القتل للنفوس المحرمة والبريئة ولذلك فإن أجهزتنا الأمنية ستواصل جهودها دون هوادة لاستئصال شأفة الإرهاب وترسيخ قواعد الأمن والسكينة العامة والحفاظ على مصالح المواطنين ولن نسمح لأي إرهابي أو خارج عن القانون أن يعبث بأمن الوطن وسكينة أبناءه.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم :
إننا سنولي الشباب في المرحلة المقبلة كل الاهتمام والرعاية بما يحقق أهداف التنمية والرخاء المنشود .. فهم عماد المستقبل وبُناته .. وسنولي المرأة اليمنية اهتماما متزايدا لأنها أثبتت جدارتها كشريك فاعل ومؤثر في بناء المجتمعات والأوطان جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، وإننا عازمون بلا كلل على حل كل المشاكل والصعوبات والمظالم التي لحقت بأبناء الشعب بهدف تعزيز الشراكة ونشر العدالة وتعميق روح المساواة بين كل فئات أبناء الشعب دون تمييز أو مفاضلة، وينبغي على جميع المؤسسات حكومية كانت أو أهلية إدماج المهمشين في الحياة العامة وإيلاء عناية بتأهيلهم وصقل معارفهم ومداركهم كما أثبتوا تفوقهم في امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي .
ولقد حان الوقت أن نولي قطاع الزراعة والثروة السمكية وقطاع السياحة جل الاهتمام لتنويع مصادر الدخل ولإشراك المجتمع بأسره في عملية التنمية المستدامة وإعادة مجد تاريخ اليمن السعيد في قلب خريطة العالم من خلال فتح صفحة جديدة قوامها الشراكة بين الحكومة والرأسمال الوطني وكذا المستثمرين العرب والأجانب لخلق فرص جديدة للتنمية والاستثمار وإعادة تجديد الثقة المتبادلة .
الإخوة والأخوات :
في هذه اللحظات الاحتفالية البهيجة يتطلع كل أبناء شعبنا في الداخل وفي المهجر ومعهم كل الأشقاء والأصدقاء إلى ما ستسفر عنه نتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي ارتضاه شعبنا خيارا حكيما بديلا عن الصراعات والنزاعات .. وقعقعة السلاح ونحن اليوم على مشارف اختتام أعمال المؤتمر الذي بدأت جلساته ومداولاته العامة الثالثة من قبل أعضاء المؤتمر يوم الثلاثاء الثامن من أكتوبر الحالي وستتواصل عقب عطلة عيد الأضحى المبارك لاستكمالها على نحو يضع الجميع بلا استثناء أمام مسؤولياتهم الوطنية الجسيمة تجاه وطنهم وشعبهم .. بل تجاه مستقبل أجيالهم حاضرا ومستقبلا .
ان احتفالاتنا هذا العام بأعياد الثورة اليمنية التي تزامنت مع تضرعات وابتهالات ملايين من حجاج بيت الله الحرام وعيد الاضحى المبارك، هي رسالة بليغة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك .. بان وحدتنا وتماسك جبهتنا الداخلية هما السبيل الوحيد لاستشراف آفاق المستقبل الجديد الواحد والواعد لشعبنا ووطننا، وبدونهما يستحيل ان نحتفظ بآلق الثورة الاكتوبرية توأم الثورة السبتمبرية المجيدتين، واللتين قامتا على انقاض نظامين لفظهما الشعب، كل الشعب جنوبا وشمالا، شرقا وغربا .. بلا تمييز او مصالح ضيفة، وانما بهوية واحدة راسخة رسوخ جبال شمسان وعيبان, هي هوية شعب وانتماء لوطن واحد .. ونسيج اجتماعي واحد، ونسب وسلالة واحدة عنوانها الوطن وقدسيتها اليمن .
يا أبناء الشعب اليمني العظيم
إن المرحلة الجديدة من تاريخ شعبنا وأمتنا تستدعي ان نقف جميعا وقفة رجل واحد لا حاكم ولا محكوم .. لا غالب ولا مغلوب، من اجل اليمن، ومن اجل مستقبل اليمن، ومستقبل كل اجياله، ولن يرحم التاريخ كل الذين يؤثرون مصالحهم الشخصية او الحزبية او القبلية أو العائلية على مصالح الوطن الكبرى.
يا أبناء قواتنا المسلحة والامن البواسل .. يا أحفاد مناضلي ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين الاشاوس، ودعاة وحدة الوطن والمنافحين عن دعائمها وصيرورتها، يا رموز اليمن وايقونتها وصانعي مجد البطولة والفداء والتضحية، بسخاء نادر قل مثيله.. اعلموا جميعا ان استهدافكم هو استهداف لاغتيال وطن، لأنكم الذائدون ببسالة عن حياضه، وامنه ووحدته واستقراره وازدهاره ، فانتم حماة الوطن وبناته ، واعلموا ان عدالة قضيتكم اقدس واشرف عند الله ولدى شعبكم بل وفي عيون العالم الذي يقف صفا واحدا ضد الارهاب والارهابيين الذي يجهلون بغيهم وبلا وازع من ضمير او رادع دين ان زوال الدنيا برمتها اهون عند الله من قتل مسلم مؤمن بالله ورسوله، كما ان هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل نفس مسلما كان او غير مسلم، نعجة كانت او شجرة ، حرم الله الخالق العظيم قتلها تيمنا بقول خاتم الانبياء والمرسلين وهادي البشرية إلى سواء السبيل.
بل ليس هينا او مغتفرا عند الله وعباده، تدمير ابراج الكهرباء وانابيب النفط، والتقطع في الطرقات بما تسببه من ازهاق للارواح من المرضى والمحتاجين والمعسرين، وكذا الامهات والاطفال والرضع وكل المواطنين، وما تخلفه من كارثة انسانية وبيئية خطيرة، بل وما تلحقه من اضرار فادحة على مقدرات البلاد الاقتصادية والتنموية والحياة الراهنة والمستقبلية ,, افلا يتعظون .
إننا لن نتهاون ابدا مع الارهابيين والمخربين، وسيقف شعبنا جنبا إلى جنب ويدا بيد مع قواته المسلحة والامن لاجتثاث هذه الآفة الدخيلة على تقاليد ديننا الاسلامي الحنيف، وتقاليد وسمات شعبنا اليمني العظيم.
وإننا لعازمون وبلا تردد على تطوير قدرات مؤسستنا العسكرية والامنية الرائدتين من اجل الحفاظ على امن الوطن ووحدته واستقراره وحماية كل المكتسبات التي حققها شعبنا اليمني العظيم .
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم :
لتكن احتفالاتنا الوطنية والدينية بأعياد الثورة اليمنية (26سبتمبر و14اكتوبر و30نوفمبر) التي تتزامن مع عيد الاضحى المبارك، اعيادا يستحق في رحابها ابناؤنا، وفلذات أكبادنا فرحتهم البهيجة، وابتسامتهم الجميلة، لتبقى براءة الطفولة في أعينهم ماثلة أمامنا ، تزهر وردا وآلقا، وتنتشر في كل جنبات الوطن ، بردا وسلاما محبة ووئاما..
جعل الله أعيادنا اسعد ، وأيامكم القادمات امجد وأرغد ، وكل عام وانتم بخير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .