وجه محافظ حضرموت خالد سعيد الديني اليوم كلمة إلى أبناء محافظة حضرموت
بمناسبة العيد الـ 49 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة. .فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الأخوة المواطنون .. يا أبناء محافظة حضرموت جميعاً ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونحن
نحتفل بالذكرى التاسعة والأربعين لعيد ثورة 14 أكتوبر المجيدة أسمحوا لي
أن أرفع إليكم أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة وباسمكم جميعاً
نزف هذه التهاني إلى قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ المشير عبدربه
منصور هادي رئيس الجمهورية وإلى كل أبناء شعبنا اليمني على طول وعرض الساحة
.. مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والنجاح ولوطننا الحبيب وأمتنا العزة
والتقدم والرخاء ..
أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م المجيدة كانت
ودون أدنى شك قد مثلت التعبير الصادق عن تطلعات وآمال شعبنا المقهور الذي
ظل يرزح تحت نير الاستعمار البريطاني المحتل طوال 129 عاماً ذاق خلالها كل
ويلات وعذابات وصنوف القهر والاضطهاد والاستبداد والظلم والقمع وظل محكوماً
تحت طائلة الثالوث البغيض الفقر والجهل والمرض.
أن قيام ثورة 14 أكتوبر
1963م لم تك ناتجة عن تحقيق رغبات وأهواء ذاتية بقدر ما كانت بحق تعبيراً
حياً لنصرة القوى والطبقات المضطهدة والقضاء على ذلك الموروث المتخلف
البائد وتجسيداً لإرادة القوى الوطنية الحية والفاعلة المتطلعة إلى تحقيق
الحرية والديمقراطية وهي التي حملت على عاتقها هذه المسؤولية التاريخية
بحملها مشعل الثورة والكفاح المسلح ضد الاستعمار الدخيل وأعوانه من العملاء
وذلك بتفجير أول رصاصة من على قمم جبال ردفان الشماء لتمثل الشرارة الأولى
التي غطت كل مساحة الوطن بمختلف مناطقه في جنوب اليمن وأصبحت عدن معقل
تمركز قوات الأحتلال هي المنطقة الأكثر سخونة وضراوة وعلى أمتداد الأربع
السنوات من الكفاح المسلح خسر فيها الاستعمار البريطاني وأعوانه وانتصرت
إرادة الشعب .. ولا ننسى في هذا المقام الدعم اللا محدود الذي قدمه الأشقاء
والأصدقاء من أجل صناعة هذا الانتصار , وتحقيق أهداف الثورة .
إن
إحتفالنا اليوم بهذا الحدث التاريخي العظيم عظمة هذا الشعب المكافح والشامخ
شموخ ردفان وشمسان والراسخ رسوخ نقم وعيبان إنما يعني فيما يعنيه إننا
نحتفل لنحني رؤوسنا إكباراً وتقديراً لدماء الشهداء الأبرار وإحتراماً
لذلك الرعيل من الأباء والأجداد الذين خاضوا معركة الشرف والكرامة من أجل
إنتصار قضية وطنهم وشعبهم في الثلاثين من نوفمبر 1967م بعد ملحمة بطولية
تاريخية دامت 4 أعوام شهد لها العالم من أقصاه إلى أقصاه .. وأعترف بقدرتها
وتفوقها وصلابتها العدو قبل الصديق .. ومن هذا المنطلق فإنه وان جاز لنا
التعبير فأن هذه الثورة قد مثلت مدرسة حقيقية في الكفاح وتجربة متفردة في
الثورات المنتصرة في عدد من الدول العربية ودول العالم الثالث في آسيا
وإفريقيا وامريكا اللاتينية خلال تلك الحقبة من الزمن وتحديداً في النصف
الثاني من القرن العشرين .
أيها الأخوة .. أيها الأخوات .. يا أبناء محافظة حضرموت الأوفياء..
كما
أن إحتفالنا اليوم يأتي ونحن قد حققنا أحد أهم أهداف الثورة وهو الوحدة
اليمنية التي ناضل شعبنا من أجلها عقود طويلة من الزمن وكانت الشعار الذي
ظلينا نردده في كل إحتفالاتنا ومهرجاناتنا واجتماعاتنا ومؤتمراتنا حتى
تحقيق في 22 مايو 1990م وهو المنجز الذي يجب أن نحافظ عليه إكراماً لدماء
الشهداء الذين ضحوا من أجل تحقيقه , فالوحدة التي ناضلنا من أجلها ليست
المسؤولة عن الأخطاء التي أرتكبت بحقها وفي ظلها .
كما يأتي إحتفالنا
اليوم في ظل ظروف غاية في الأهمية والتعقيد بحيث تقف أمام تحد كبير يترتب
عليه مستقبل الوطن والنظام السياسي في بلادنا وما تستوجبه المرحلة من موقف
شجاع وجرئ ونكران للذات لتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح والاعتبارات أي
كانت حزبية أو شخصية والتي لا ترقى إلى مستوى ما ينبغي أن نقدمه لهذا الوطن
الذي يقدم لنا أكثر مما نعطيه .. علينا أن ندرك جميعاً حجم هذه المسؤولية
وبأننا نبحر على ظهر سفينة واحدة . وأن نقف موقف موحد في المؤتمر الوطني
للحوار الشامل الذي سيعالج كافة المشكلات والاختلالات ومختلف القضايا
والملفات العالقة وعلى وجه الخصوص الخلافية منها والاتفاق على صيغ محددة
يرضى بها الجميع والتي لم ولن يكن فيها غالب أو مغلوب.
علينا
أن نستفيد من تجربة خلافاتنا الماضية والتي وفرت المناخات والظروف الملائمة
لبروز حالة الانفلات الأمني والتخبط والتدهور الاقتصادي والتي هيأت بدورها
لظهور ذلك الطابور من القوى والعناصر الارهابية التي عاثت في الوطن ودمرت
منجزاته واستباحت دم أبنائه وزعزعة أمنه واستقراره .. لذلك فأننا مدعوون
اليوم وأكثر من أي وقت مضى في أن نراجع حساباتنا ونلملم جراحاتنا وإعادة
ترتيب أوراقنا ونركن جانباً كل خلافاتنا ونتجه في طابور وخط مستقيم صوب
الهدف الاسمى وهو بناء الوطن وإعادة صياغة نظامنا السياسي بما يلبي طموحات
هذا الشعب ويضمن تحقيق بناء دولة يمنية موحدة قوية أساسها العدل والمساواة
.. دولة النظام والقانون , ودولة المؤسسات .. وهنا يبرز دور ومسؤولية كافة
القوى السياسية والوطنية المجتمعية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل لأن
الوطن ملك الجميع ومسؤولية بناءه وتطوره وازدهاره وتصويب اختلالاته أيضاً
مسؤولية الجميع وذلك للوصول إلى وطن آمن ومستقر وإلى يمن القرن الحادي
والعشرين يكون فيه الجميع متساوين أمام النظام والقانون وإزالة كافة
العوائق والعراقيل التي يمكن أن تحول دون تحقيق مؤتمر الحوار الوطني الشامل
لأهدافه وغاياته وهو المؤتمر الذي سيرسم معالم الدولة اليمنية الحديثة
ومستقبل اليمن الجديد..
وبهذه المناسبة فأننا نود أن نعبر عن ثقتنا بأن
كافة القوى السياسية والوطنية ومختلف الفعاليات ستدخل هذا المؤتمر وهي
حاملة راية النصر والنجاح .
مرة أخرى نهنئ أبناء محافظتنا والوطن عموماً
بالذكرى الــ 49 لعيد الثورة المجيدة 14 أكتوبر 1963م , متمنين أن يهل
علينا في يويبلها الذهبي العام القادم 2013م ووطننا قد تعافى من جميع
الاختلالات والاختلافات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.