تعددت الكلمات اليوم في الاحتفائية التأبينية لمرور أربعين يوماً على رحيل
الشخصية الوطنية الفذة البرلماني والسياسي والاعلامي والثقافي والاجتماعي
المناضل أحمد سعيد الصويل رحمه الله .. فأجمعت جميعها على مكانة الرجل في
وجدان الناس , وسجاياه الحميدة نبله ودماثة خلقه وتواضعه واخلاصه ومثابرته
وعطاءاته واسهاماته الثرية في أكثر من مجال خلد فيها بصمات لها أثر ..
وفي
الفعالية التي حضرها وزير الثروة السمكية المهندس عوض سعد السقطري ومحافظ
حضرموت خالد سعيد الديني وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ووكلاء
المحافظة وأعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي والقيادات التنفيذية
والمؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية وممثلي فروع الأحزاب والتنظيمات
السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقطاعات الشبابية والشخصيات الاجتماعية
والإعلامية وزملاء ومحبي وأسرة الفقيد ألقت كلمة عن مجلس النواب ألقاها عضو
المجلس عبده الحذيفي نقل في مستهلها تعازي ومواساة رئيس مجلس النواب
وأعضاء هيئة رئاسته وكافة زملائه من أعضاء المجلس وأعضاء لجنة الإعلام
والثقافة والسياحة مشيراً بأن رحيل الفقيد أحمد سعيد الصويل مثلت خسارة
فادحة ليس على أسرته وأهله وذويه بل كافة محبيه من زملائه أعضاء البرلمان
الذي كان محبوباً لديهم بسلوكه وأخلاقه ومواقفه الوطنية الوحدوية التي كانت
عنواناً بازراً لمسيرته النضالية في إطار العمل البرلماني الوطني ..
مجلس النواب يشيد بدور الفقيد الصويل
وقال
: لقد أعجبنا كثيراً وتأثرنا بتلك المواقف الوطنية الوحدوية التي جسدها
الفقيد المناضل أحمد الصويل في مسار حياته الكفاحية , ولأنه كذلك ونظراً
لما يتمتع به من أفق واسع ونظرة ثاقبة للقضايا القومية العربية والإسلامية
فقد جرى اختياره مع عدد من البرلمانيين كعضو أساسي في البرلمان العربي فقد
مثل اليمن خير تمثيل في هذه المؤسسة البرلمانية العربية .
وقالت كلمة
مجلس النواب : لقد أمتلك أحمد سعيد الصويل تاريخ طويل حافل بالخبرات على
صعيد الحركة الطلابية والشبابية والحزبية جلعت منه سياسياً محنكاً ومثقفاً
وطنياً وإعلامياً مهنياً مقتدراً, فذلك رصيد جعل منه شخصية اعتبارية تحظى
بكل احترام وتقدير وجعلت مواقفه تتميز بالنضوج والايجابية , لافتة بأن همه
الأكبر كان الحفاظ على الوحدة وترسيخ مداميكها ومعالجة العوائق والأسباب
التي تقف في طريقها بنظرة تفاؤلية عنوانها (يمن ديمقراطي موحد ينعم كافة
أبنائه بالعدالة الاجتماعية والمساواة والشراكة الحقيقية في الثروة وصنع
القرار وإدارة شؤون الدولة) بالإضافة إلى نظرته بإحداث تحول سياسي
وديمقراطي سلمي بإتجاه المستقبل الذي يتضمن التغيير الواقعي والموضوعي
لواقع الحياة من أحسن إلى أحسن ..فكان له ما يريد وبدأت عجلة التغيير تدور
إلى الأمام ..
وأضاف عضو مجلس النواب عبده الحذيفي : لا أستطيع أن أفي
الفقيد الراحل حقه من العرفان والتقدير لتلك المواقف الوطنية والإيجابية
التي اجترحها وتحلى بها خلال مسيرة حياته غير أن التحلي بتلك الصفات
الحميدة التي تميز بها الفقيد ستظل لنا نبراساً يضئ طريق درب كفاحنا الطويل
لمواصلة السير على نهجه ..
تخليد اسمه على مجمع تعليمي للبنات بالغيل
من
جانبه عبر محافظ حضرموت خالد سعيد الديني عن الخسارة الفادحة لرحيل هذه
الشخصية الوطنية البرلمانية التي كانت ماثلاً للمثابرة والصبر والجلد
والنظرة الثاقبة للمستقبل وتبني قضايا وهموم ومشكلات المواطنين.. معدداً
مناقبه وأدواره المتميزة التي أسهم بها في مجال عمله المهني والاعلامي فقد
كان رحمه الله من أوائل المؤسسين لصحيفة المسيلة الأسبوعية ورئيساً
لتحريرها كما شغل منصب المدير العام للإعلام في حضرموت وكذا مدير عام لدار
باكثير للطباعة والنشر ورئيساً لتحرير صحيفة شبام بالإضافة إلى اسهاماته
في الأنشطة الاجتماعية الأخرى فهو عضو بارز في مجلس الأمناء بمؤسسة حضرموت
لمكافحة السرطان ..
وأشار المحافظ الديني بأن الفقيد يعد واحداً من بين
المدافعين عن حضرموت والمنادين وبكل قوة إلى نبذ العنف والتطرف والغلو
وكان مثالاً لإبن حضرموت المنادي دوماً للأمن والأستقرار والسلم والحوار
لحل المشكلات الناشئة عن الاختلاف في الرؤى ووجهات النظر ..
وقال
المحافظ الديني : إننا عندما نحيي أربعينية الفقيد المناضل أحمد سعيد
الصويل كما أحيننا بالأمس أربعينية الشهيد اللواء عمر سالم بارشيد فإننا
بذلك نعكس الوفاء والامتنان تكريماً وتخليداً لروح هاتين الشخصيتين
البارزيتين وغيرهم من أخيار هذه المحافظة الذين فارقوا حياتنا حيث تظل
ذكراهم خالدة في نفوسنا ونفوس الأجيال القادمة لما قدموه من خدمات وعطاءات
وما خلدوه من مأثر .. معلناً عن قرار السلطة المحلية بتخليد أسم الفقيد
أحمد الصويل على المجمع التربوي للبنات في مديرية غيل باوزير .
وفاء لإنسان خلوق ونبيل
بدوره
أشار وزير الثروة السمكية المهندس عوض سعد السقطري في كلمة له عن اللجنة
التحضيرية لأربعينية التأبين بأن إقامة هذا الحفل التأبيني يعد عرفاناً
بالدور الوطني الكبير الذي لعبه الفقيد خلال حياته ووفاءً لهذا الانسان
الخلوق والنبيل الذي غادرنا وهو في أوج عطائه السياسي والفكري والاجتماعي
مضيفاً بأن الفقيد مثل شخصية اجتماعية وقيادية منذ وقت مبكر من عمره وبرز
في الحياة السياسية والفكرية مشيراً بأن الوطن خسر برحيله أحد كوادره
الوطنية الفاعلة.
ونوه المهندس السقطري : بأننا اليوم نقف لنتذكر
المآثر الجميلة التي تركها في نفوسنا الفقيد الراحل أحمد الصويل .. مآثر
الود والمحبة والوفاء والتسامح والتواضع .. مآثر المفكر المبدع والمحاور
البارع والقيادي المسؤول.. معبراً عن شكره وتقديره لكل من أسهم في إنجاح
هذه الفعالية الوفائية وبهذا الموقف الأخوي الصادق الحميم من قبل الجميع ..
مؤكداً بأن الفقيد الراحل أحمد الصويل سيظل ساكناً في الذاكرة كالطيف
الجميل بدماثة أخلاقه وبمآثره الانسانية الجميلة وهو ما يستوجب على الدولة
وأصدقائه الاهتمام برعاية أولاده القصر وتخليد أسم في أحد الأماكن العامة
..
عضو برلماني جاد وفاعل
والقيت في الحفل كلمة عن الكتلة
البرلمانية لمحافظة حضرموت القاها عضو المجلس المهندس محسن علي باصرة قال
فيها : أننا في الكتلة النيابية لحضرموت فقدنا أخاً ومفكراً ومصلحاً
ومتابعاً دؤوباً لقضايا حضرموت .. وأضاف : لقد عرفت الفقيد بداية
التسعينيات من القرن الماضي فكان خلوقاً محباً لحضرموت وأهلها متطلعاً أن
تنهض حضرموت بكل أبنائها تنمية في جوانب الحياة المختلفة متسامحاً مع
مخالفية في الفكر والانتماء بهذا الحزب أو ذاك وكان معياره في كثير من
الاختيارات للمواقع الاعلامية بالمحافظة الكفاءة قبل الحزب رغم الحزبية
الضيقة السائدة في حينها ..
وقال : لقد كان عضواً فاعلاً بالمجلس
النيابي وأن كان قليل الحديث بالميكرفون برئاسته للجنة الإعلام والثقافة
بالمجلس فقد كان عضواً فاعلاً في مراجعة ومتابعة الميزانية العامة للدولة
لكل عام وكان أيضاً غير مجاملاً في تقارير الجهاز المركزي للرقابة
والمحاسبة التي تصل إلى لجنته من وزارات الإعلام والثقافة والسياحة , وكان
أيضاً منافحاً عن حقوق حضرموت في المشاريع الاستثمارية وكذا في المشكلات
الخاصة بأنشطة العمليات البترولية وغيرها من القضايا ..
ونوه المهندس
باصرة بدور الفقيد في أصدار مشاريع القوانين الاستراتيجية ومنها مشروع
قانون الحصول على المعلومة التي أعدته منظمة برلمانيون يمنيون ضد الفساد
وقال : رغم المضايقات التي أعترضت القانون إلا كان متابعاً جاداً في أن
أستعان بخبرات أقليمية ودولية لإعداد هذا المشروع العام وعقدت له عدة ورش
بالأردن الشقيق وغيرها من الدول.
وأشار المهندس باصرة إلى الدور الذي
أسهم به الفقيد الراحل أحمد الصويل في تهدئة الأوضاع بحضرموت أثناء الثورة
أو الأزمة لافتاً بأنه أمتنع عن الانجرار مع الحملات الاعلامية ضد هذه
الشخصية أو تلك أو هذا الكيان أو ذاك حفاظاً على السلم الاجتماعي لحضرموت
والجنوب ..
وكشف المهندس محسن باصرة بأن الفقيد الراحل أحمد الصويل كان
حريصاً رغم مرضه للقاء بعض الرموز لهذه الكيانات في حضرموت أو الجنوب
بالداخل أو الخارج حيث تحقق ذلك بجلوسه مع البعض منهم لينصحهم ويقدم لهم
النصيحة تلو النصيحة ويقولها بملء الفم كفى ما حصل لحضرموت والجنوب من هضم
وظلم خلال الفترات الماضية والتاريخ ينبغي أن لا يعيد نفسه وينبغي أن
نستفيد من سجله ونعمق ايجابياته ونرفض سلبياته ..
سياسي من الطراز الأول
وفي
الاحتفائية ألقى الأخ عوض عبدالله حاتم رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام
كلمة عن فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية عدد فيها أدوار الفقيد في الحياة
السياسية والإعلامية وفي خدمة قضايا المواطنين مشيراً بأنه واحداً من
القلائل الذين وضعوا اللبنات الأولى لتأسيس فرع المؤتمر الشعبي العام ومن
الشخصيات البارزة التي لها عطاء جزيل العمل السياسي والشبابي بالمحافظة
..لافتاً : بأنه سياسي من الطراز الأول لا يحمل أي عدوات أو أحقاد لأحد كان
متسامحاً ودوداً , منوهاً بأنه كان له علاقات واسعة مع جميع الاحزاب في
الساحة يتحاور مع الجميع ويتبني قضايا مجتمعية حقيقية ويتعاطى معها بكل
جدية وأخلاص ..
وقال حاتم : أن الفقيد الراحل له حضور متميز محاوراً
جيداً وانساناً بسيطاً متواضعاً شفافاً واضحاً في تعامله مع الجميع..
منوهاً أنه من الوفاء لهذا الرجل استكمال المشاريع المتعثرة في مديريته
التي له المتابعة في إنجازها وتنفيذها في دائرته الانتخابية .
بصمات واضحة في المشهد الاعلامي
كما
القيت في الاحتفائية كلمة عن فرع نقابة الصحفيين القاها رئيس الفرع سالم
علي الشاحث أستعرض مناقب من حياة الفقيد في الجوانب الإعلامية ودوره في
خدمة النشاط الاعلامي يراً إلى ما يتمتع به من مهنية عالية جعلته يتبوأ
العديد من المسؤوليات في المؤسسات الصحفية والاعلامية وبين من بينها رئاسة
تحرير صحيفتي المسيلة وشبام ومكتب إعلام حضرموت ومدير عام دار باكثير
للطباعة والنشر وبعد انتخابه عضواً في مجلس النواب عام 2003م انتخب رئيساً
للجنة الثقافة والاعلام والسياحة في المجلس وكان له حضور وبصمات واضحة في
المشهد الإعلامي المحلي والوطني..
أسرة الفقيد تشكر من واساها
وعبرت
كلمة عن أسرة الفقيد ألقها الأخ عمر عوض الصويل عن الشكر لمنظمي هذه
الاحتفائية الأربعينية والشكر لكن من عزى وواسى ووقف إلى جانب اسرة الفقيد
مشيراً بأن رحيله كان خسارة على الجميع لما عرف عنه من أخلاق وتواضع وعطاء
وحبه للخير ومواقف انسانية طيبة مع الجميع .. وتخللت الاحتفائية قصائد رثاء
لشعراء محمد بن عبدالقوي الحباني وخليل باحديه وحامد العطاس ومحمد حسن
بابرعوص.