أعضاء المجلس المحلي :
من غير المعقول أن تتحول حضرموت الرافدة للميزانية العامة للدولة بما نسبته نحو 70 % إلى متسولة !
مشروع شراء الطاقة عبث وفساد ولابد من استئصال هذا السرطان وإزالته خلال عام
ألغى أعضاء المجلس المحلي بمحافظة حضرموت جدول أعمال دورتهم الأولى لعام 2012م الذي شمل تقارير ومواضيع مختلفة تتعلق بسير نشاط العديد من المرافق والمؤسسات وتخصيص مداولات الدورة إلى قضايا أكثر حيوية وخاصة فيما يتعلق بالانقطاعات المستمرة في التيار الكهرباء ومناطق ساحل ووادي حضرموت وما يهددها من شبح أن تعيش في ظلام دامس بالإضافة إلى القضية الأمنية وما يثار حولها من تساؤلات وكذا التدوير الوظيفي والتدخلات المركز الحادة ..
جلسة اليوم التي رأسها محافظ المحافظة خالد سعيد الديني كرست معظمها للوقوف أمام أوضاع الكهرباء في مناطق الساحل والوادي والصحراء في ظل تفاقم العجز في توليد الطاقة الكهربائية وعدم قدرة محطات التوليد التابعة للمؤسسة في كل من الساحل والوادي من توفير الطاقة الكهربائية المطلوبة إضافة إلى عدم صرف الجهات الحكومية المختصة مستحقات مستثمري الطاقة المشتراة في ساحل حضرموت بموجب الاتفاقيات الموقعة بين المستثمرين والمؤسسة العامة للكهرباء, وهو الأمر الذي زاد من حدة الانطفاءات والانقطاعات المستمرة للتيار الكهرباء على مختلف المناطق وبشكل لافت.. وفي مستهل الجلسة طلب المحافظ الديني من أعضاء المجلس قراءة الفاتحة على روح الفقيد محمود عبدالله عراسي عضو مجلس الشورى المحافظ الأسبق للمحافظة مترحماً على كافة شهداء الواجب سائلاً الله العلي القدير أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.. ثم أطلع أعضاء المجلس على متابعاته ونتائج زيارته للعاصمة صنعاء خلال الفترة من 23 مارس إلى 27 ابريل الماضي ولقاءاته بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ودولة رئيس مجلس الوزراء وكذا عدد من الوزراء للوقوف أمام مختلف القضايا الاساسية التي تهم العملية التنموية في المحافظة وتحسين جوانب الخدمات المقدمة للمواطنين..
وأكد المحافظ الديني حرص القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي على معالجة كافة قضايا المحافظة الخدمية والتنموية وما لمسناه منه من اهتمام وتعاون كبيرين من خلال توجيهاته إلى الحكومة والوزارات والجهات المعنية لإنجاز تلك القضايا والموضوعات.. ونوه المحافظ الديني إلى المشكلة الرئيسة التي تعاني منها المحافظة هذه الأيام والمتمثلة في العجز في توليد الطاقة الكهربائية مشدداً على أهمية تكاتف جهود الجميع من أجل تحسين مستوى خدمات الكهرباء المقدمة للمواطنين .. كما دعا المؤسسات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها ووضع المعالجات الآنية التي تضمن خلق استقرار في إمدادات الكهرباء خلال الصيف الحالي .. مشيراً إلى ضرورة تغليب المصلحة العامة والاتجاه بشكل مباشر لمواجهة استحقاقات التنمية في المحافظة وتحسين جوانب الخدمات فيها..
ولفت المحافظ الديني إلى المشاريع المستقبلية لتعزيز الطاقة الكهربائية في المحافظة ومن بينها إعادة تأهيل محطة الريان 70 ميجاوات وزيادة القدرة التوليدية لمؤسستي الطاقة بساحل ووادي حضرموت إضافة إلى تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تصريف الطاقة في مناطق الساحل وربط بقية المناطق بشبكة الكهرباء وخاصة في مناطق امتياز الشركات النفطية. وعبر المحافظ الديني عن شكره وتقديره لكافة مكونات العمل السياسي والاجتماعي والثقافي في حضرموت على تعاونهم مع السلطة المحلية ومساعدتها على الإيفاء بمتطلبات الخدمات خلال العام الماضي وتجنيب المحافظة أي تأثيرات من الأزمة الطاحنة مشيراً بأن أبناء حضرموت وقفوا موقفاً مشرفاً ومسؤولاً في الحفاظ على الأمن والاستقرار ودعم جهود السلطة المحلية وإنجاحها في تأمين وأنتظام ووصول الخدمات الأساسية للمواطنين والإيفاء بمتطلبات واستحقاقات عملية التنمية ..لافتاً بأن أبناء المحافظة يستحقون بهذا الموقف الواعي التكريم والوفاء ..
وكشف المحافظ الديني بأن مديونية شركة حضرموت لتوليد الطاقة الكهرباء وهي أحد الشركات الاستثمارية التي تزود ساحل حضرموت بالكهرباء قد بلغ نحو 14 مليون دولار فيما بلغت مديونية شركة المحضار بلحامض نحو 600 مليون ريال..
وتحدث في جلسة اليوم المسئولون في مؤسستي الكهرباء والتوليد حول الوضعية الحالية لمحطات التوليد ومشكلة تفاقم عجزها في إنتاج الطاقة الكهربائية , مشيرين إلى أن الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي التي شهدتها مناطق الساحل والوادي خلال الأيام الماضية كانت بسبب عدم قدرة محطات التوليد على توفير الطاقة المطلوبة مشددين على ضرورة وضع معالجات سريعة تسهم في تلبية استقرار خدمات الكهرباء ومتطلبات الصيف الحالي..
بعد ذلك شهدت الجلسة نقاشات ومداخلات جادة من أعضاء المجلس الذين أكدوا على أهمية الوقوف بجدية أمام الأوضاع الراهنة التي تعاني منها الكهرباء وإيجاد معالجات سريعة لمواجهة عجزها في توليد الطاقة الكهربائية .. مشيرين إلى أنه من غير المعقول أن تتحول حضرموت الرافدة للميزانية العامة للدولة بما نسبته نحو 70 % إلى متسولة ! وتساءل أعضاء المجلس عن سر تأخير صرف مستحقات الشركات المستثمرة التي تغطي فارق عجز الطاقة .. داعين إلى احترام الاتفاقيات والمساواة بين مختلف الشركات الاستثمارية في شراء الطاقة ..
وأشار أحد أعضاء المجلس إلى عدم جدوى عملية شراء الطاقة مشيراً بأن ذلك عبارة عن عبث وفساد و"لابد من استئصال هذا السرطان وإزالته خلال عام" وتطرق أعضاء المجلس إلى الوضع الأمني بالمحافظة مشددين على أهمية شد كافة الجهود من اجل ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق السكينة العامة في المجتمع..وداعيين إلى ضرورة رفد الأجهزة الأمنية بالاحتياجات والمعدات اللازمة التي تمكنها من أداء مهامها على وجه المطلوب ومحاربة الجريمة بمختلف أنواعها.
وقد رفع المجلس جلسة أعماله اليوم على أن يعقد يوم غد جلسة موسعة مشتركة تضم أعضاء مجلسي النواب والشورى والجهات ذات العلاقة للوقوف أمام قضية الكهرباء وتدارس الآثار السلبية الناجمة عن تفاقم العجز في توليد الطاقة الكهربائية والبحث عن المخارج والحلول العملية التي تسهم في خلق استقرار في أمدادات الكهرباء بمناطق حضرموت ساحلاً ووادياً .