أختتم المجلس المحلي في محافظة حضرموت اليوم أعمال دورته الاعتيادية التي
عقدها بالمكلا برئاسة المحافظ خالد سعيد الديني وبحضور وكيل المحافظة أحمد
جنيد الجنيد .وقد كرس المجلس دورته هذه على مدى يومين للوقوف أمام الحالة
الأمنية بالمحافظة مؤكداً بأن مسألة الحفاظ على الأمن والاستقرار
بالمحافظة هي قضية مجتمعية ويتطلب من مختلف فعاليات المجتمع وقواه السياسية
والاجتماعية الاصطفاف لمنع أي محاولات لتعكير صفو الحياة الآمنة والمستقرة
في المحافظة .
وعبر المجلس المحلي في بيانه الختامي عن إدانته للاعتداءات التي تقوم بها العناصر الخارجة عن النظام والقانون على رجال الأمن المواطنين وكان آخرها اغتيال المواطن صبري بامعيبد مطالباً الأجهزة الأمنية بمتابعة هذه القضايا وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع.
وحيا المجلس المحلي عالياً تفاعل أبناء محافظة حضرموت مع جهود الحفاظ على الأمن والأمان وتحقيق السكينة العامة وعدم انصياعهم وراء الدعوات المشبوهة الهادفة التي زعزعة الأمن الاستقرار واقلاق السكينة العامة مشيراً بأن أبناء المحافظة يرفضون العنف والفوضى والاعتداء على المصالح العامة والخاصة أو أن تتحول محافظتهم إلى ساحة لتأجيج الصراعات السياسية وتصفية الحسابات أياً كان نوعها وشكلها، منوهاً بأن هذه الأساليب والأفعال العدوانية ليس من طبع أبناء حضرموت ولا من أخلاقياتهم وعاداتهم وتقاليدهم الحضارية والثقافية والإنسانية فأبناء حضرموت معروفون بحبهم للاستقرار والتعايش ودعوتهم إلى المحبة والإخاء ويستمدون قوتهم في ذلك من إيمانهم بالله وسنة سيدنا محمد رسول الله ومن سماحة ديننا الإسلامي الحنيف.
وحيا المجلس المحلي كافة القوى السياسية من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني ومشائخ وأعيان وعلماء و أبناء المحافظة الشرفاء الذين وقفوا ولازالوا يقفون وبكل قوة إلى جانب أمن واستقرار المحافظة ويدعمون جهود السلطة المحلية في خلق استقرار في جوانب الخدمات المقدمة للمواطنين. داعية الجميع الى العمل بتفان واخلاص للتخفيف من وطأة معاناة المواطنين من آثار الأزمة السياسية الراهنة في الوطن وانعكاساتها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والنفسية . داعيا غرفة تجارة وصناعة حضرموت الى مواصلة جهودها وحثها للأخوة التجارة على الاستمرار في توفير المواد الغذائية والاستهلاكية الأساسية والحفاظ على ثبات اسعارها وعدم استغلال الأزمة الراهنة في التلاعب بها أو رفع اسعارها .
وبخصوص التوظيفات الجديدة للشباب وجه المجلس كافة الجهات ذات العلاقة بالمحافظة وعلى وجه الخصوص مكاتب الخدمة المدنية والتربية والتعليم والصحة والسكان بسرعة اتخاذ الاجراءات العملية لتنفيذ توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية باستيعاب التوظيفات الجديدة واستكمال اجراءاتها داعية وزارة المالية بسرعة إرسال التعزيزات المالية للوظائف الجديدة إلى المحافظة .
ووقف المجلس أمام حالات سرقة كيبلات الكهرباء وكثرة شكاوي المواطنين حول ذلك وأقر إغلاق المحلات الخاصة ببيع الخردة ومواد التشليح الغير مرخصة, ووضع الرقابة الصارمة على باقي الأماكن والمحلات التي تقوم بمزاولة هذا النشاط واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من يقومون بشراء الكابلات المسروقة أو بيعها.
وجدد المجلس المحلي بالمحافظة تأكيده على أن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة السياسية الراهنة داعياً كافة القوى السياسية إلى الجلوس على طاولة الحوار وتغليب المصلحة العليا للوطن وتجنيب شعبنا ويلات المآسي والمحن وحقناً لدمائه.
وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
برئاسة الأخ / خالد سعيد الديني محافظ محافظة حضرموت رئيس المجلس عقد المجلس المحلي بالمحافظة دورته الاعتيادية يوم الأحد 2 أكتوبر 2011م وتأتي هذه الدورة بالتزامن مع احتفالات جماهير شعبنا اليمني بمناسبة أعياد الثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر) وكذا بمناسبة عودة فخامة الأخ رئيس الجمهورية من رحلته العلاجية بالعاصمة السعودية الرياض بعد حادثة مسجد النهدين بدار الرئاسة والذي استهدف حياة فخامته وكوكبة من قيادات الدولة البارزين.
وإلى جانب ذلك فإن الدورة الاعتيادية لمحلي حضرموت تأتي في ظل تلك الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن عموماً ومحافظتنا خصوصاً والمتمثلة في اشتداد الهجمة الشرسة التي تستهدف أمن واستقرار محافظتنا وإقلاق سكينة وهدوء أبنائها وعرقلة أي مسار أو جهد نحو التنمية وتنفيذ المشاريع التي تعود بالنفع والفائدة على مواطني هذه المحافظة الباسلة.
إن المجلس المحلي بمحافظة حضرموت وإيماناً منه بالمصالح العليا للوطن وبأهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر والوفاء لتلك المبادئ والأهداف التي ناضل شعبنا اليمني لعقود طويلة من الزمن وقدم من أجل تحقيقها وانتصارها قوافل من الشهداء وأنهارا من الدماء سالت في مختلف مدن وقرى وسهول ووديان اليمن من أجل أن يعيش هذا الجيل والأجيال القادمة في ظل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة التي حرم منها أبان حكم الأنظمة البائدة.
إن ما تحقق للوطن ما بعد انتصار الثورة اليمنية كثير وفي مختلف ميادين الحياة ولعل من بين أنبل وأسمى هذه المكاسب هو إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً تلك الوحدة التي ظلت ولا زالت الأمل في نقل شعبنا من تلك الظروف التي عانى منها زمن التشطير بكل مشكلاتها وصراعاتها وحروبها إلى ظروف أكثر أمناً واستقراراً وازدهارا ورخاء.
إن المجلس المحلي بمحافظة حضرموت وبعد وقوفه أمام الحالة الأمنية بالمحافظة ومستوى استقرارها واستتبابها فإنه يرى بأن مسؤوليات جسام تقع على الأجهزة الأمنية وبمختلف وحداتها وأقسامها في العمل الجاد والمثابر على ممارسة مهامها القانونية التي كفلتها الأنظمة والتشريعات واستخدام نفوذها في إحباط وإفشال تلك المخالفات والجرائم التي ترتكب هنا وهناك والخارجة عن النظام والقانون والتي تسيء بهذا الشكل أو ذاك إلى سمعة محافظتنا ونظامنا الديمقراطي.. وعلى وجه الخصوص تلك التحركات التي تستهدف محافظتنا من قبل العناصر التي تدخل إلى المحافظة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها .. ويدين المجلس المحلي وبشدة حوادث الاغتيال بالمحافظة والتي كانت آخرها الشاب صبري بامعيبد ويعتبرها ظاهرة خطيرة ويطالب المجلس الأجهزة الأمنية بمتابعة القضية وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم .
ومع تقدير المجلس المحلي بالمحافظة لحق التعبير عن الرأي والموقف السلمي لكافة أطراف العملية السياسية وهو حق كفله الدستور لكننا في نفس الوقت لا نريد بل ونرفض رفضاً قاطعاً أن تتحول محافظة حضرموت إلى ساحة لتأجيج الصراعات السياسية وتصفية الحسابات أياً كان نوعها وشكلها وستقف جماهير المحافظة صفاً واحداً تجاه أي مظهر من مظاهر تأليب ظاهرة العنف على تحكيم العقل والمنطق من أجل تثبيت الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المحافظة وهذه هي مسؤوليتنا جميعاً وعلى مختلف اتجاهاتنا وانتماءاتنا وميولنا في أن لا نسمح بسفك الدماء وتمرير المخططات التي تستهدف أمن واستقرار محافظة حضرموت وندعو جماهير المحافظة لأن تشكل سياجا منيعا لصد هذا المخطط وردع من يتوقون ويدفعون باتجاه العنف لحل المشكلات السياسية وسد منافذ الحوار الذي يمكن به فقط حل ما تختلف عليه .. وأن ننبذ العنف بكل صوره لأن أبناء محافظة حضرموت لا يؤمنون بالتطرف والغلو ويعتبرونها سلوكيات شاذة لا تنتمي ولا ترتبط بأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم الحضارية والثقافية والإنسانية الداعية إلى المحبة والإخاء ويستمدون قوتهم في ذلك من إيمانهم بالله وسنة سيدنا محمد رسول الله ومن سماحة ديننا الإسلامي الحنيف.
إن المجلس المحلي بمحافظة حضرموت يرى بأن الحفاظ على الأمن والاستقرار بالمحافظة قضية الجميع ولذلك فإنه من الضرورة بمكان أن تكون نقطة التقاء الطيف السياسي بمحافظتنا ولابد من الاصطفاف حولها.. فحضرموت ملك لأبنائها ووحدتهم والتفافهم حول مصلحتها يعني التخلي عن تلك المصالح الذاتية الأنانية سواء الشخصية أو الحزبية والتي لا ترتقي إلى مستوى حب الوطن وعلى مختلف ميولهم واتجاهاتهم..
ولا يفوتنا هنا أن نجدد تقدير المجلس المحلي البالغ لكافة القوى السياسية من أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني ومشائخ وأعيان وعلماء وكل أبناء المحافظة الشرفاء الذين وقفوا ولازالوا يقفون وبكل قوة إلى جانب أمن واستقرار حضرموت ويتحملون أعباء ما نشأ عن هذه الأزمة من مشكلات ومصاعب اقتصادية واجتماعية ونفسية ..
كما وقف المجلس المحلي أمام جملة من القضايا التي تهم المواطنين ومنها :
- ما يتعلق بالمشتقات النفطية التي أثقلت كاهل المواطنين في عموم محافظات الوطن اليمني وأمام هذه الوضعية فإن المجلس المحلي يطالب وبشدة شركة النفط اليمنية بضرورة إعادة النظر في سياستها الاستيرادية والتركيز فيها على استجلاب المشتقات النفطية وفقاً والتسعيرة السابقة للتخفيف على المواطنين جور الأسعار الحالية .. ويطالب المجلس المحلي بالمحافظة الأخوة في غرفة تجارة وصناعة حضرموت حث التجار على استمرارية توفير المواد الأساسية والحفاظ على أسعارها وعدم استغلال الأزمة السياسية بغرض رفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وفرض الرقابة على من يقومون برفع هذه الأسعار ومحاسبتهم.
- أما فيما يتعلق بالتوظيفات الجديدة للشباب فإن المجلس يوجه كافة الجهات ذات العلاقة بالمحافظة وعلى وجه الخصوص مكاتب الخدمة المدنية والتربية والتعليم والصحة والسكان والمكاتب الأخرى بسرعة اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتنفيذ توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالتوظيفات واستكمال إجراءاتها وبالمقابل فإن المجلس المحلي بالمحافظة يوصي وزارة المالية بسرعة إرسال التعزيزات المالية للوظائف الجديدة إلى المحافظة.
وناقش المجلس المحلي الاعتداءات المتكررة على الصيادين اليمنيين من قبل البوارج الأجنبية في عرض المحيط وأوصى الحكومة باتخاذ الإجراءات القانونية وبما لا يسمح بتكرار مثل هذه الظواهر مستقبلاً .
وبالنظر لما يعانيه أبناء المحافظة من صعوبات بالنسبة لسفرهم إلى الخارج وخاصة لغرض العلاج وبالذات إلى جمهورية مصر العربية فإن المجلس المحلي يكلف الأخ محافظ المحافظة رئيس المجلس بالتخاطب مع شركة الطيران اليمنية بإعادة تشغيل خط الريان – القاهرة والعودة.
وأكد المجلس المحلي بالمحافظة متابعة تنفيذ قراراته السابقة فيما يتعلق بإعادة تنظيم أسواق القات على مستوى مختلف مواقعها .
أما بصدد ما تتعرض له المحافظة من حالات سرقة لكابلات الكهرباء فإن المجلس المحلي يقر إغلاق المحلات الخاصة ببيع الخردة ومواد التشليح غير المرخصة , ووضع الرقابة الصارمة على باقي الأماكن والمحلات التي تقوم بمزاولة هذا النشاط واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من يقومون بشراء الكابلات وبيعها.
وجدد المجلس المحلي بالمحافظة تأكيده على أن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة السياسية الراهنة داعياً كافة القوى السياسية إلى الجلوس على طاولة الحوار وتغليب المصلحة العليا للوطن وتجنيب شعبنا ويلات المآسي والمحن وحقناً لدمائه.
إن المجلس المحلي بالمحافظة وهو يختتم أعمال دورته الاعتيادية هذه فإنه يود أن ينتهز الفرصة ليهنئ أبناء المحافظة بمناسبة ذكرى أعياد الثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ويجدد المجلس تأكيده على أن أبناء محافظة حضرموت سيظلون على العهد أوفياء متمسكين بأمنهم واستقرارهم وأمانهم ومدافعين عن مصلحة المحافظة والوطن عموماً.
ويقدر المجلس تقديراً عالياً الدور الذي تلعبه قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالأخ خالد سعيد الديني والهيئة الإدارية للمجلس في حل ومتابعة قضايا المحافظة والنجاحات المحققة خلال الفترة الماضية ويؤكد المجلس وقوفه المطلق إلى جانب الأخ المحافظ في كل خطواته وتحركاته الهادفة الارتقاء بوضع هذه المحافظة نحو الأفضل.
ختاماً نأمل للجميع التوفيق والنجاح .. ولحضرموت الأمن والاستقرار ولوطننا وشعبنا النصر والعزة.
صادر عن الدورة الاعتيادية للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت