تناول العلماء والخطباء وأئمة المساجد في محافظة حضرموت في خطبتي صلاة جمعة
المحبة والتسامح اليوم في جوامع ومساجد المحافظة الأوضاع والتداعيات
الراهنة التي تمر بها بلادنا داعين إلى تحكيم العقل والحكمة في تجاوز هذه
الأزمة والوقوف صفا واحدا خلف ولي الأمر والشرعية الدستورية والحفاظ على
امن واستقرار الوطن وسكينة المواطنين ورفض كافة دعوات الفتنة والانقلاب على
الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية والنظام الجمهوري الديمقراطي .
وقد أدى محافظ حضرموت خالد سعيد الديني صلاة الجمعة مع جموع المصلين في مسجد الشهداء بمدينة المكلا .. حيث تناول فضيلة العلامة الشيخ أحمد بن حسن المعلم في خطبتي الجمعة الأوضاع الراهنة والظروف الصعبة والحرجة التي تمر بها بلادنا والتي تتطلب من الجميع كل ما في وسعه إلى دفع هذه المخاطر والتخفيف من آثارها وذلك من خلال التوبة إلى الله والرجوع إليه.. داعياً إلى إشاعة روح العفو والتسامح وتطهير النفوس والصدور من الضغائن والأحقاد والتخلي عن العصبية الجاهلية ..وأضاف : لقد ذم النبي صلى الله وعليه وسلم دعوى الجاهلية المبنية على تقسيم الناس على أساس النسب أو الطائفة أو نحو ذلك فقال : (دعوها فإنها منتنة).
وقال فضيلة العلامة المعلم : وهنا أمر لا خلاف عليه بين أحد من العقلاء من جميع الأديان والأجناس البشرية ألا وهو حرمة الدماء والأعراض والأموال كما قال صلى الله عليه وسلم : (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه مسلم , وقال عليه الصلاة والسلام (كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه) رواه مسلم .. وأضاف : فيجب على المسلم الحذر كل الحذر من الوقوع في شيء من ذلك أو أن ينتهك حرمة مسلم فقد شدد القرآن الكريم في ذلك فقال تعالى ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جنهم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، ونبه خطيب الجمعة إلى خطورة ما يجرى في الوطن من نذر الفتنة والفوضى مناشداً كل القوى ومن بيدهم القرار أن يتقوا الله وأن يجنبوا البلاد والعباد الوقوع في الفتنة والاقتتال وتعريض أرواح الناس وأعراضهم وأموالهم للانتهاك.
وأشاد فضيلة الشيخ المعلم بتشكيل لجان حفظ الأمن والحفاظ على أنفس الناس وأعراضهم وأموالهم وتوفير السكينة والطمأنينة التي تم تشكيلها على مستوى محافظة حضرموت وعلى مستوى الأحياء والوحدات السكنية، مشيراً إلى أن هذا العمل جليل وجهد مشكور يجب أن يلتف ويتعاون حوله الجميع كل بقدر جهده وطاقته وفي حدود تخصصه وإمكانياته.. داعياً القائمين به وعليه أن يخلصوا لله رب العالمين وأن يتجردوا من الأهواء والعصبيات والمطامع والأنانيات ليكتب لهم الأجر فإنما الأعمال بالنيات ولينجح العمل ويحقق ثماره المرجوة.
وتوجه فضيلة الشيخ المعلم للأخوة التجار بأن يتنبهوا بأنهم في امتحان صعب وتتنازعهم عدة دواعي فليستجيبوا لداعي الرفق والشفقة والبذل والعطاء والأجر والثواب والذكر الجميل والتاريخ المشرف لتقديم ما يقدرون عليه لإخوانهم المحتاجين.. داعياً إياهم إلى عدم استغلال الأوضاع الراهنة في الاحتكار والطمع والكسب السريع الذي سيكون امتصاصاً لدماء الناس وعرقهم وسيخلف آثاراً سيئة وجراحا عميقة في النفوس .. كما دعا خطيب الجمعة الجميع إلى خوف الله ومراقبته وتقواه ويقظة الضمير والى استلهام أخلاقنا والاقتداء بآبائنا وأجدادنا الذين شاع عنهم واشتهر أمانتهم وعفتهم وتورعهم عن الدنايا.. سائلاً الله العلي القدير أن يجنب اليمن وأهله الفتنة والانزلاق إلى المخاطر إنه سميع مجيب.