أصدر الأخ/ خالد سعيد الديني محافظ محافظة حضرموت بيانا مهما حول تطورات
الأوضاع الراهنة في حضرموت وانعكاساتها السلبية وتأثيراتها ..
إليكم نصه :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الأخوة والأخوات أبناء محافظة حضرموت
في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد نجد أنفسنا هنا في حضرموت محط الأنظار من جميع التوجهات والأطماع ، الكل يتكلم باسمنا ويتخذ المواقف نيابة عنا ويريد أن يتخذنا سلما لمصالحه ودعامة لتوجهاته، حتى إذا انتهت الأزمة وجدنا أنفسنا مثل كل مرة وقد عدنا إلى المربع الأول دون أن نحقق لحضرموت شيئا وقد حققنا للآخرين كل شيء .
إن الأمن هو الطلب الأول في مراحل الاضطراب وأهل حضرموت الذين تعرضوا للسلب والنهب في نهاية حرب صيف 94 لا يريدون أن ينهبوا مرة أخرى ولا يريدون أن تكون ممتلكاتهم ومكاسبهم ومؤسساتهم الخاصة والعامة غنيمة لأحد كائنا من كان ولهذا أجد من واجبي أن أدافع عن أمن حضرموت وسلامة أبنائها وبناتها وأدعو قبائل حضرموت إلى تحمل مسئولياتها التاريخية في حفظ أمن حضرموت كما فعل آباؤهم وأجدادهم وأن ينبذوا الخلافات التي مزقتهم وأضعفتهم . كما أدعو الشباب في المدن إلى مساعدتنا بتنظيم أنفسهم للدفاع عن منازلهم وأسرهم في حال حدوث أي حوادث طارئة لا سمح الله .كما نطلب من صاحب كل خبرة أمنية أو عسكرية تقديم خبرته ومشورته للمساهمة في تكوين منظومة طوارئ لمواجهة تطورات الأوضاع وأبوابنا وقلوبنا مفتوحة للجميع وواجبنا جميعا أن نقدم ما نستطيع وهو كثير وكاف إذا اتحدت جهودنا واجتمعت . وليس هذا وقت التفرق إلى موالاة ومعارضة بل وقت الواجب . والحمد لله فإن جهودنا في بناء خطة الطوارئ تتقدم بخطى حثيثة بمؤازرة الرجال المخلصين من أبناء المحافظة.
إنني أطمئن الأخوة المواطنين إلى أن الأوضاع الأمنية والمدنية في حضرموت مستقرة والإدارة المحلية تقوم بعملها المعتاد والمخزون التمويني متوافر بشكل آمن وقد أعددنا الخطط لمواجهة أي نقص غير عادي في التموين والمحروقات وغيرها من الاحتياجات اليومية للمواطنين.ويجب أن نتضامن جميعا لاستكمال عودتنا إلى الحياة الطبيعية وأن ننظم النشاطات السياسية المؤيدة والمعارضة بطريقة لا تعيق حياتنا اليومية .
أيها الأخوة والأخوات : إن مؤامرة خطيرة تحاك لحضرموت أساسها إيجاد فراغ في السلطة المحلية تنتج منه فوضى في الحياة اليومية ، ويتم تشجيع الوهم بانهيار النظام بغرض تهميش السلطة المحلية والتقدم لسد الفراغ والاستفادة من الفوضى في تحقيق أغراض اتجاهات من خارج المحافظة وهي خطة بائسة رأسمالها الخوف وثمرتها الفوضى ونحن نعلم جميعا من الذي سيستفيد من الفوضى ، ومن المؤسف أن يقوم بعض أبناء حضرموت ببيع أمنها واستقرارها مقابل ظهور اسمائهم في المحطات الفضائية ليعلن الواحد منهم انضمامه إلى هذا أو ذاك أو ليسجل موقفا يجامل به أو يستفيد منه في المستقبل، ونحن نقول لهؤلاء إنكم بهذا الموقف تديرون ظهوركم لواجبكم الأساسي وهو أمن ومصالح حضرموت.
إن وجود سلطة محلية ضرورة لازمة والبديل عنها الفوضى وأساس وجود الإدارة المحلية المشروعية الدستورية ويمثلها فخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبد الله صالح وهو الرئيس الشرعي للبلاد حتى انتهاء مدته الدستورية أو تخليه عن بعض أو كل صلاحياته قبل انتهاء هذه المدة وكذلك الحكومة وما يتفرع عنها من جيش وأمن وقضاء وأجهزة مختلفة. هذه هي الدولة سواءا أيدنا أشخاص القائمين عليها أو عارضناهم ومن استقال من منصبة فهذا حقه المكفول له في نظام ديمقراطي ولكنه يضع نفسه خارج السلطة ، وأية ممارسة لها تعتبر تمردا واغتصابا وذريعة للفوضى وفرض موقف على الشعب ودكتاتورية مرفوضة . وإن ما يحصل في المحافظة من انضمام هذا أو ذاك لا يغير في الحقيقة شيئا وهو أن السلطة المحلية هي سلطة المحافظ والوكلاء ومدراء العموم ومدراء المديريات والمجالس المحلية في المحافظة والمديريات وهي السلطة التنفيذية وإننا جميعا مصممون على ممارسة واجباتنا المعتادة ولن نقبل أي تعد على اختصاصاتنا من أي شخص كائنا من كان وسيكون مصيره الفشل المحتوم.ومن استقال أو انضم فسيتم استبداله ولن نسمح بالفراغ أو ممارسة السلطة خارج إطارها الدستوري.
أيها الأخوة والأخوات : لقد استلمت المحافظة في هذه الظروف العصيبة وأنا أضع نصب عيني أن من واجبي أن أخدم بلدي وأهلي أهل حضرموت وأن أدافع عن حقوقهم وأن أنقل المحافظة من حال التهميش ووصاية المتنفذين وانتهاك الحقوق إلى حالة تحقيق المطالب المشروعة وأجد أن الوقت قد حان لتحديد هذه الحقوق والمطالبة بها والدولة ممثلة في فخامة رئيس الجمهورية منفتحة ومتحمسة للاستجابة لها ومبادرة فخامة الأخ الرئيس تقدم إطارا قويا لهذه المطالبة فلماذا نحرم حضرموت من الاستفادة منها وتحديد قائمة مطالبها ولماذا نتوقف وننتظر بل يجب أن نطالب ويجب أن نُحمِّل كل طرف في الموالاة والمعارضة مسئوليته في تحديد موقفه من مطالبنا ومن هنا نكون قد رسمنا لأنفسنا هدفا واضحا نسعى جميعا لتحقيقه.
أيها الإخوة والأخوات من الضيق يأتي الفرج ومن المعاناة تولد الإنجازات إنجازات نصنعها بعزائمنا وتضامننا وحرصنا على مصالحنا المشروعة . فليكن يومنا خيرا من أمسنا وغدنا مشرقا جميلا مليئا بالأمل . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .