اختتمت أمس بمدينة المكلا فعاليات الدورة الثالثة لخطباء المساجد في
الجمهورية التي نظمتها الهيئة الوطنية للتوعية تحت شعار ( نحو خطيب جامعٍ)
بمشاركة (116) خطيبا من (11) محافظة من محافظات الجمهورية.. حيث أشار
الأمين العام للمجلس المحلي في محافظة حضرموت خالد سعيد الديني إلى أن هذه
الدورة اكتسبت أهمية من حيث أنها انعقدت في مرحلة مهمة يمر بها الوطن وما
يواجهه من تحديات ودعوات مشبوهة للنيل من مكتسباته وتفريق الجماعة وخلق
الفتنة وتمزيق وحدة الصف والإضرار بالنسيج والسلام الاجتماعي .
وهو الأمر الذي يتعاظم فيه دور العلماء والخطباء والمرشدين في تبصير الناس وتوعيتهم بأمور دينهم ودنياهم وتنبيهم إلى المخاطر التي تهدد مجتمعاتهم وأمنهم وأستقرارهم والعمل على نشر المحبة والتسامح والاخاء ونبذ العنف والإرهاب والغلو والتطرف. وثمن الديني باسم السلطة المحلية بالمحافظة جهود الهيئة الوطنية للتوعية في إقامة مثل هذه الملتقيات في اكتساب الكثير من المعلومات والمهارات للخطباء بما يمكنهم من أداء رسالته العظيمة وخطابهم الإرشادي الواعي .. معبراً عن أمله في أن يسهم الخطباء والمرشدون المشاركون في تنفيذ مخرجاتها على واقع مجتمعاتهم والعمل على درء الفتنة ونبذ التعصب والكراهية والتطرف والعنف والإرهاب بكافة أشكاله ومحاربة الفساد والقيام بواجباتهم الوطنية والشرعية في بث ثقافة الانتماء والولاء للوطن وترسيخ نهج الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش السلمي الذي تحثنا عليه قيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
كما القيت في الحفل الذي حضره عدد من المسؤولين في السلطة المحلية وقيادات منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية كلمة عن المشاركين في الدورة القاها الشيخ أمين هاشم الحبشي عبر فيها عن الشكر للهيئة الوطنية للتوعية والقائمين عليها على قيامهم بمثل هذه الدورات واشراك فيها أكثر من مائة خطيب من مختلف المحافظات والتقائهم وتعارفهم على الحب والمودة وتبادل الخبرات والتناصح فيما بينهم البين موضحاً بأن رسالة الخطيب كانت ولا زالت رسالة عظيمة وذلك لأن الإمامة والخطابة من وظائف معلم الأمة محمد صلى الله عليه وسلم داعياً الخطباء والمرشدين إلى تحمل هذه المسئولية بما يرضي الله ورسوله وبما يعمل على جمع شمل الأمة والحفاظ على وحدتها ونبذ التفرق والتعصب والغلو، مشيراً إلى أن ديننا هو دين الوسطية والاعتدال والرحمة والمحبة والتسامح وما أحوجنا إلى نشر مثل هذه المفاهيم خاصة في مثل هذه الأوقات، ويجب على كل فرد في المجتمع أن يكون له دوره الفعال في نشرها والخطباء والدعاة من أولى الناس بذلك.
وتلي في حفل الاختتام
البيان الختامي تضمن توصيات بضرورة الارتقاء بالخطاب الديني والارشادي الى مستوى الأحداث والمستجدات في كافة مناحي الحياة وقيام وزارة الاوقاف والإرشاد بمسئوليتها تجاه المساجد والخطباء والإشراف على ذلك بما يضمن تجنيب المساجد الصراعات المذهبية والفكرية والسياسية.
كما أوصى المشاركون في الدورة الهيئة الوطنية للتوعية بتكثيف الدورات التدريبية والتأهيلية للخطباء والمرشدين في عموم محافظات الجمهورية وإعداد البرامج التوعوية الدينية والوطنية الممنهجة والمدروسة للشباب خاصة وللمجتمع عامة وغرس مفاهيم الولاء لله تعالى ولرسوله وللوطن وبما يكفل تحصين الشباب والمجتمع من الأفكار الهدامة والمتطرفة وتبادل الزيارات والقوافل الإرشادية بين الخطباء على مستوى المحافظات داعيين جميع الخطباء والمرشدين في عموم محافظات الجمهورية إلى تبني منهج الوسطية والاعتدال في خطابهم الإرشادي وضرورة تبني قضايا الوحدة الوطنية وتعزيز هذا المبدأ في أوساط المجتمع وتفعيل الشراكة بين دور الخطيب وبين المجالس المحلية وبأن تكون رسالة المسجد هي رسالة رحمة بالاضافة الى الاهتمام بتحسين الأوضاع المعيشية للخطباء.
كما تلي في حفل الاختتام
البرقية المرفوعة من المشاركين في الدورة إلى فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله أكدوا فيها الولاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللوطن ولولي الأمر ، والتمسك بمنهج الوسطية والاعتدال وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على طريقة الصحابة الكرام ، ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب والتمرد المقيت ، كما أكدوا وقوفهم ومباركتهم للمبادرة التي تقدم بها فخامته درءً للمفاسد وحرصاً على المصلحة العامة للوطن ولمّاً للشمل داعيين كافة القوى السياسية للأخذ بالمبادرة. وعبر الخطباء في برقيتهم عن التأكيد بأنهم مع الحوار الوطني الجاد والبناء لتجنيب بلادنا المخاطر والاسهام الفاعل في حل كافة المشاكل والخلافات بعيداً عن إثارة الفتن والنعرات والزج بالوطن الى ما لا يحمد عقباه وان يعمل الجميع بصدق وإخلاص لاستحضار الحكمة اليمانية انتصاراً لوطننا الغالي وشعبنا الكريم. مثمنين ما تقوم به الهيئة الوطنية للتوعية ممثلة برئيسها الأستاذ/ طارق محمد عبدالله صالح ، للارتقاء بمكانة الخطباء ومستوى الخطاب الديني من خلال هذه الدورات والفعاليات.
وتم في ختام الحفل توزيع الشهادات على المشاركين في الدورة وتكريم الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت في إنجاحها .
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة التي انعقدت خلال الفترة من (19-24) فبراير الجاري تحت شعار "نحو خطيب جامع" قد تناولت عدة محاور منها أثر الفتن على تمزيق أواصر الأخوة الإسلامية والوطنية وتطوير رسالة المساجد لما يحقق غاياتها ومقاصدها المرجوة بالاضافة الى دور الخطيب في دعم جهود التنمية والتطرق الى ظاهرة الإرهاب ومخاطره وأضراره وسبل مواجهته وأهمية الحفاظ على أمن المجتمع حيث شارك في لقاء مقررات الدورة عدد من علماء ومشائخ حضرموت والمختصين من أساتذة الجامعة.