أكد خطباء مساجد المكلا وحضرموت في خطبتي الجمعة لهذا اليوم أن أعظم نعم
الله علينا بعد نعمة الإيمان نعمة الأمن والطمأنينة في الأوطان والديار،
الأمن على الدين وعلى العرض والمال والأمن في الحل والترحال، يقول الله عز
وجل (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ
النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ
اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، وبدون الأمن والعياذ بالله فشا الجهل، وشاع الظلم،
وسلبت الممتلكات، وأكل القوي الضعيف.
وقال خطباء المساجد في فضل الأمن وأهميته “بالأمن تصلح الحياة وتزدهر، وتتيسر الأرزاق، وتزيد التجارات، وبالأمن تتقدم التنمية وينتشر العلم والتعليم ويعز فيه الدين والعدل، ويظهر فيه الأخيار على الأشرار، والأمن سبب من أسباب الاستقرار، فبه توظف الأموال للفرد والمجتمع، وتتوفر فرص العمل، وتحقن الدماء، وتصان الأموال والأعراض، وبالأمن تنام العيون وتطمئن في المضاجع”.
وأضاف خطباء المساجد “الأمن نعمة من نعم الله العظيمة وآلائه الكبيرة، لا تصلح الحياة إلا به، ولا يطيب العيش إلا باستتبابه، ولذلك جعله الله من نعيم أهل الجنة الدائم قال تعالى: (ادْخُلُوْهَا بِسَلامٍ آمِنِيْنَ) وقال أيضاً (وَهُمْ فِيْ الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ)، وضد الأمن الخوف الذي تضيع به الدماء والأموال، ويضعف الدين، وتتقطع في الخوف السبل والتجارات، وتتعطل المصالح والتنمية، ويسطوا الأشرار والفجار، وتنتشر الفوضى.
وأكد الخطباء ان شريعة الإسلام صانت الدين وحفظت العقول، وطهرت الأموال، وصانت الأعراض، وأمنت النفوس، وأمرت المسلم بإلقاء كلمة السلام والأمن والرحمة والاطمئنان على أخيه المسلم، في إشارة منها لنشر الأمن بين الناس، وأوجبت حفظ النفس، وحذرت من إظهار أسباب الروع بين صفوف المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم (لا يُشِرْ أَحَدُكُمْ إِلَىَ أَخِيْهِ بِالسِّلاحِ فَإِنَّهُ لا يَدْرِيَ لَعَلَّ الْشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِيْ يَدِهِ فَيَقَعُ فِيْ حُفْرَةٍ مِنْ الْنَّارِ).
وقد دعا الإسلام إلى كل عمل يبعث على الاطمئنان بين صفوف أفراده، وأمر بإخفاء أسباب الفزع في المجتمع، فقال عليه والصلاة والسلام (لا يَحِلُ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِماً)، وما شرعت الحدود العادلة الحازمة في الإسلام على تنوعها إلا لتحقيق الأمن في المجتمعات، وإذا أختل الأمن تبدل الحال، ولم يهنأ أحد براحة بال.
وأشادت خطب الجمعة بمساجد حضرموت بنعمة الأمن في المحافظة بفضل الله تعالى ثم بيقظة رجال النخبة الحضرمية والأمن، مؤيدة عملية “ميزان العدل” لتطهير حضرموت من الخارجين عن النظام والقانون وممارسي التقطع والحرابة، داعية المجتمع الى الحفاظ على أمنهم ومساندة قوات الأمن والجيش في حملاتهم لإزالة أسباب الفتن والإخلال بأمن المجتمع.