عُقد في مدينة المكلا، صباح اليوم، اللقاء الموسّع للمشايخ والأعيان
والشخصيات الاجتماعية بمحافظة حضرموت، برئاسة عضوا مجلس القيادة الرئاسي
اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، واللواء الركن
فرج سالمين البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، واللواء أحمد سعيد
بن بريك نائب رئيس المجلس.
وألقى اللواء الركن البحسني كلمة في اللقاء، رحّب فيها بقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي الوافدين إلى حضرموت، متمنياً لهم إقامة سعيدة ومفيدة في المحافظة.. وقال: "إنَّ نجاح انعقاد الحوار والمشاورات في عدن وانضمامنا إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي سيمثل إن شاء الله إضافة نوعية لعمل المجلس ولتوسيع الحوار بين القوى والشخصيات الجنوبية كافة.
وأشار عضو مجلس القيادة الرئاسي نائب رئيس المجلس الانتقالي إلى أن الجنوب أكثر حاجة لوحدة صف أبنائه ولتحالف قوي بين كل القوى السياسية والاجتماعية والشخصيات العامة بروح وطنية جديدة متخلصين من كل ترسبات الماضي، مؤكدًا أن التحاقه بالمجلس الانتقالي الجنوبي جاء بعد مشاورات مع الأخ/ المناضل عيدروس الزبيدي حول خطورة هذه المرحلة وتطابق وجهات النظر حول ضرورة وحدة صف أبناء الجنوب، وأن الانتصار للقضية العادلة لن يكون إلا بوحدة جميعِ الجنوبيين حول الهدف السامي المراد تحقيقه في هذه المرحلة، مستعرضًا الحوارات والمشاورات التي تمت مؤخرًا بشكل فردي وجماعي مع العديد من الأطراف السياسية والشخصيات، وأن الكل مجمع على الالتفاف حول القضية الجنوبية والاستعداد التام لحوار بنّاء مع قيادة المجلس الانتقالي.
وطمأن البحسني الجميع أنَّ القيادة الجنوبية ليس من أهدافها العداء لأي طرف، وإنَّ الأخوة الشماليين الذين تربطنا بهم علاقة وطنية ويوحِّدنا معهم هدف التصدي لمشروع الحوثي والذي ينبذون سياسته ويناضِلون من أجل تحرير مناطقهم من احتلاله وسيطرته سيحضون بدعمنا حتى يتم تحقيق ذلك الهدف النبيل.. حاثًا على ضرورة نبذ حوار العنف والاقصاء وخطاب الكراهية والعدائية، واستبداله بخطاب التصالح والتسامح والمحبة والسلام، وأضاف أن الصوت العالي ليس الوسيلة لإيصال رسالتنا إلى العالم وإلى الأشقاء والأصدقاء وإلى شعبنا في الداخل، بل أنَّ الحكمة ووحدة الصف هي الكفيلة بتوصيل رسالة الجنوب للجميع.
ونوّه اللواء البحسني بجهود دولِ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحِدة، الذين أوصلوا القضية الجنوبية إلى المستوى الدولي والإقليمي والمحلِّي، مستذكرًا القرار التاريخي والشجاع الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإطلاق عاصفة الحزم، والتي وضعت حدّاً سريعاً لعبث الحوثي في اليمن، وخدمت القضية الجنوبية وأظهر الجنوبيون روحاً وطنية عالية وشجاعة نادرة في عملية تصديهم للمشروع الحوثي وتمكنوا من تحرير عدن والمحافظات الأُخرى الجنوبية التي اجتاحها الحوثي في بداية الحرب.
وأوضح أن حضرموت ستأخذ مكانتها اللائقة بها في شكل الدولة القادمة، تقديرًا لمكانتها ودورها الوطني والاقتصادي والثقافي والعلمي، وستحصل على حقها في التمثيل في مراكز السلطة المركزية وحقها في الثروة، فلا خوف على مستقبل حضرموت أبداً وهذا سينطبق على بقية المحافظات الأخرى.. داعيًا الجميع إلى منح القيادة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة المناضل عيدروس الزبيدي كل الثقة في سبيل إنجاح المساعي لتحقيق هدف الجنوب في هذه المرحلة.. فليس المطلوب من الجميع وعلى كافة المستويات الحديث عن مصير الجنوب وكيفية تحقيقه.. حاثًا جميع القيادات بتوحيد جهودهم نحو تلمس حاجات ومتطلبات المواطنين كلًا من موقعه، للمساهمة في الوصول إلى الحلول الناجحة وبالتعاون مع السلطات المحلية في المحافظات.
ولفت البحسني إلى إن مجلس القيادة الرئاسي هو القيادة الشرعية في هذه المرحلة ولذلك فإننا كأعضاء في هذا المجلس وجميع أعضاء المجلس الانتقالي يجب أن ندعم سياساتِ وتوجهاتِ المجلسِ الرئاسي.. وعلى المجلسِ أن يتحمّل مسؤوليته بأمانة وإخلاص وأن يبتّ بصورة مباشرة في القضايا التي تهم المواطنين والبحث عن رؤية واضحة لمسألة الحرب والسلام.. وجدد دعم المجلس لجهود السلام التي تقودها المملكة العربية السعودية.
وطمأن البحسني الدول الشقيقة والصديقة أن إدارة هذه القضية سوف تتم عملاً بمبدأ سياسة فنّ الممكن لكي يتفهم العالم قضية شعبنا العادلة.. وقال: "أمامنا عمل عظيم وكبير لإسعاد شعبنا بعد أن عانى ولسنوات طويلة من سياسات تناحرية وتجارب فاشلة، آن الأوان لكي نستفيد من ذلك وأن نؤسس لنظام يتسم بروح القانون والمؤسسات والشفافية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا متى ما قدّمنا أفضل الكوادر والمختصين لشغل مواقع عسكرية وأمنية ومدنية قياديه، وليس بالضرورة أن يكونوا أعضاء في الحزب الذي ننتمي إليه، فهناك كوادر على مستوى عالي من الكفاءة وتحب أن تخدم وطنها يجب أن نفسح لها المجال للعمل، كما يجب أن نفسح مجالاً أوسع للشباب والمرأة فهم عماد الحاضر والمستقبل".