بسم الله الرحمن الرحيم البيان الختامي الصادر عن اللقاء الموسع لعلماء
ودعاة بحضرموت المنعقد بمدينة المكلا يوم السبت بتاريخ ٢١ ربيع الآخر
١٤٤٣هـ الموافق ل ٢٧ نوفمبر ٢٠٢١م
الحمد لله القائل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[سورة آل عمران: 103]. والصلاة والسلام على رسول الله القائل: "فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ"، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن حضرموت وأهلها قد منَّ الله عز وجل عليهم بلزوم منهج أهل السُنَّة و الجماعة والبراءة من الرفض وأهله، وميزهم بالدعوة، وجعلهم قدوة في التدين والاستقامة، وحمل رسالة الإسلام والسلام إلا على من اعتدى عليهم، أو رام الاعتداء على عقيدتهم ودينهم، فقد تحطمت على صخرة حضرموت الصلدة كل الاعتداءات المتعاقبة والأفكار الدخيلة، واليوم تقف حضرموت الإباء شامخة أبية بكل علمائها وقادتها، وقبائلها وكياناتها، ومثقفيها وعامتها أمام المد الرافضي الذي تتبناه المليشيات الحوثية في اليمن.
إن حضرموت و على مر العصور تمثل حالة تكامل و تعاون و انسجام بين علمائها و حكامها كسمة من سمات المجتمع الحضرمي ، وقد اجتمع اليوم كوكبة من علماء حضرموت ودعاتها ليقولوا كلمتهم ويعلنوا موقفهم من هذا العدو الرافضي المعتدي على اليمن كله في دينه وإنسانه وسياسته واقتصاده، ويقفوا يدا بيد مع القيادة السياسية الشرعية، والعلماء هم ورثة الأنبياء، والمرجع للناس عند الأمن والخوف، قال الله عز وجل : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)[سورة النساء: 83].
ويؤكد العلماء والدعاة المجتمعون على الآتي:
أولا: يعلن المجتمعون في هذا الملتقى من العلماء والدعاة رفضهم التام لمشروع الحوثي الرافضي، وكل ما يترتب عليه.
ثانيا: يؤكد المجتمعون من العلماء والدعاة على وجوب التصدي لهذا المشروع فكريا وسياسيا وعسكريا ، كلاً من موقعه و منطلق مسؤوليته.
ثالثا :يؤكد المجتمعون من العلماء والدعاة على ضرورة توعية المجتمع والنشء من الفكر الرافضي الذي يستهدف النيل من الصحابة وتفسيقهم ونبذ السنة و الثبات على المبادئ و القيم التي عاش عليها الناس و توارثوها .
رابعا :يعلن المجتمعون من العلماء والدعاة عن تأييدهم ووقوفهم مع القيادة الشرعية لليمن وعلى رأسها الأخ المشير رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، والسلطة المحلية بالمحافظة.
خامسا : يعرب المجتمعون من العلماء والدعاة عن شكرهم وامتنانهم للتحالف العربي الذي يقف في وجه المد الرافضي، ويشارك أهل اليمن في الدفاع عن دينهم وأرضهم، ويطالب المجتمعون التحالف العربي ببذل مزيد من الجهد في مواجهة هذا العدو والوقوف بقوة مع الشعب اليمني المنهوك والمساعدة الكاملة في رفع معاناته.
سادسا :يشيد المجتمعون بوضع المحافظة بشكل عام مقارنة ببقية المحافظات ويطالبون بمزيد من العناية وخصوصاً دعم الأمن بوادي حضرموت.
سابعا : يدعو المجتمعون كافة أبناء حضرموت أفرادا وكيانات إلى جمع الكلمة، ورص الصف، ونبذ الخلافات، واستشعار خطر المرحلة، للوقوف صفا واحدا لمصلحة دينهم وبلدهم.
ثامنا : ينوه المجتمعون إلى محاربة المظاهر والسلوكيات المشينة والدخيلة على سلوكنا وهويتنا كالمخدرات، والفساد الاخلاقي .
تاسعا : يطالب المجتمعون الأخ رئيس الجمهورية وحكومة الشرعية والسلطات المحلية بالالتفات التام لمعاناة المواطنين، والتدخل السريع لإيقاف إنهيار الريال اليمني وغلاء الأسعار.
عاشراً : يؤكد المجتمعون على نشر روح التفاؤل والمحبة و الألفة بين كافة شرائح المجتمع و نبذ كافة العصبيات الحزبية أو الطائفية و عدم التهاون مع كل من تسول له نفسه الايقاع بين أفراد المجتمع الواحد .
وفي الختام، نضرع إلى الله عز وجل أن يجنب اليمن الحروب والفتن وسائر بلاد المسلمين، وأن يكسر شوكة الحوثي، ويزيل فتنته، وأن يعجل سبحانه برفع المعاناة عن هذا الشعب الأبي، وأن يجمع القلوب على دينه وسنة نبيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.