استقبل محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج
سالمين البحسني، اليوم بمدينة المكلا، وفد مركز الحوار الإنساني برئاسة
مدير مشروع اليمن وبلدان الخليج بالمركز فرانسس وارد.
وكرّس اللقاء لمناقشة الجهود التي تبذل في مسار عملية إحلال السلام في اليمن، في ظل المستجدات والتطورات العسكرية الأخيرة، خصوصًا جبهتي مأرب وشبوة، والتحديات التي تواجه مسار الحل السياسي وفي مقدمتها عدم انصياع مليشيا الحوثي لكافة خطوات السلام، وما سيقدمه مركز الحوار الإنساني من جهود لوضع مقاربات عملية لحل الأزمة في اليمن، وإيقاف الصراعات.
وأعطى محافظ حضرموت شرحًا وافيًا عن تاريخ حضرموت وعاداتها وتقاليدها وإرثها، وإسهام أبنائها في نشر الإسلام في شرق آسيا ومختلف دول العالم، والمساحة الجغرافية للمحافظة الشاسعة التي تمثّل ثلث اليمن، وما تتميز به من ثروات معدنية ونفطية وزراعية وبحرية، مستعرضًا الدور المهم الذي لعبته المحافظة خلال الأزمة التي يمر بها الوطن، وفي مقدمتها تصدير النفط ومد الدولة بالإيرادات، واستمرار العمل في المنفذين ميناء المكلا البحري الذي قدّم خدمات كثيرة لمعظم المحافظات من خلال استيراد البضائع والمواد الأساسية والسلعية، ومطار سيئون الدولي المنفذ الجوي الوحيد الذي لجأ إليه عامة المواطنين في سفرهم للخارج للعلاج والدراسة والسياحة وغيرها، إلى جانب احتضان المحافظة للنازحين من مناطق الحروب والصراعات وحصولهم على كافة الخدمات الأساسية.
وتطرق المحافظ البحسني إلى النجاح الأمني الكبير الذي تحقق لمحافظة حضرموت، بعد تخليصها من عناصر الشر والإرهاب في الـ24 من ابريل 2016، بعد أن تم تشكيل قوات النخبة الحضرمية وتدريبها وتأهيلها وإعداد خطة محكمة وبمساندة من طيران التحالف العربي الذي كان له دور في دك معاقل الإرهاب، ما أدى إلى نجاح خطة تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب، موضحًا أن هذه العملية عقبها انتشار أمني واسع، وعمليات عسكرية في مختلف المناطق التي لجأ إليها بعض عناصر الإرهاب، حتى تم تطهير مديريات الساحل من كافة عناصر تنظيم القاعدة ودحرهم من كافة المواقع التي كانت تشكل خطرًا أمام المواطنين القاطنين في تلك الأماكن.
وأشار المحافظ إلى توجّهات قيادة السلطة المحلية بحضرموت عقب عملية التحرير في جوانب التنمية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، معطيًا أمثلة في مجالات التربية والتعليم والصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحي، وفقًا وإمكانياتها المتوفرة ومن مواردها التي تعمل على تحصيلها، وتطلّع قيادة السلطة إلى الكثير من الإنجازات خصوصًا في قطاع الكهرباء، معرّجًا على الإنجازات التي تحققت في الجانب العسكري والأمني وفي مقدمتها كلية الشرطة التي تخدم محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.
كما استعرض الزيارات الأخيرة للألوية والوحدات العسكرية التي قامت بها قيادتي السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثانية، بهدف الإطلاع على جاهزيتها وقدرتها على تنفيذ المهام العسكرية، للتصدي لأي مخاطر تهدد أمن واستقرار حضرموت، خصوصًا وأن مليشيات الحوثي الانقلابية تحاول التقدم في جبهتي مأرب وشبوة.
وأبدى محافظ حضرموت استعداد قيادة السلطة المحلية بحضرموت في تقديم المساعدة لكافة المبادرات والمقاربات العملية الرامية لإحلال السلام، وإيقاف الحرب العبثية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء والأطفال والنساء، حاثًا مركز الحوار الإنساني إلى إيجاد حلول ناجعة لإحلال السلام في اليمن.
من جانبه عبّر فرانسس وارد عن خالص شكره وتقديره للسلطة المحلية بحضرموت على تسهيلها لكافة الإجراءات الأمنية للوصول إلى مدينة المكلا، وأعطى شرحًا مقتضبًا حول نشاط مركز الحوار الإنساني ودوره في فض الكثير من النزاعات وإحلال السلام على مستوى بلدان كثيرة في العالم، كما قدّم خطة المركز في اليمن والتواصل مع كافة الأطراف ذات العلاقة، وفتح قنوات للحوار بهدف تخفيض وتيرة التصعيد.
وفي ختام اللقاء أهدى محافظ حضرموت مدير مشروع اليمن وبلدان الخليج بمركز الحوار الإنساني والوفد المرافق له كتاب بعنوان بلاد الحضارم الذي يضم أبرز معالم حضرموت الأثرية والسياحية، وميدالية تحرير المكلا وساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي.
حضر اللقاء، مدير عام مكتب وزارة الخارجية بحضرموت السفير سالم بلفقيه، ومسؤولة مشاريع اليمن في مركز الحوار الإنساني سارة البخاري، والمستشار السياسي للمركز محمد القاضي، والمستشار السياسي للمركز آدم بارون.