التقى محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين
البحسني، بالمكلا، أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ والدعاة، لمناقشة
الأوضاع الأخيرة التي شهدتها مدينة المكلا وبعض مدن المحافظة، وإطلاعهم على
الإجراءات التي اتخذتها السلطة في هذا الجانب.
وألقى المحافظ البحسني كلمة في اللقاء الذي حضره المدير العام لمكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بساحل حضرموت الشيخ أحمد السعدي، ومستشار المحافظ الشيخ صالح الشرفي، تطرق في مستهلها إلى معاناة المواطنين في حضرموت جراء الأزمة الاقتصادية والانهيار المستمر للعملة المحلية، والتي قد تؤدي إلى انتشار المجاعة بين أوساط المواطنين بشكل أكبر.
مؤكدًا أهمية توحيد الكلمة للعلماء والدعاة ورجال الخير من التجار والقبائل والشيوخ ووجهاء المجتمع والإعلاميين وتفسير الوضع الراهن الذي تمر به حضرموت، والحفاظ على مكانتها وتحقيق ما يمكن تحقيقه من معالجات ناجعة للتخفيف عن المواطنين أعباء الحياة المعيشية.
وتطرق محافظ حضرموت إلى الدور المحوري والمهم الذي لعبته المحافظة منذ اندلاع الحرب، مستشهدًا بالمنفذين الجوي والبحري (مطار سيئون – ميناء المكلا) اللذان قدّما خدمات في إيصال المؤن الغذائية والإيوائية وكافة المواد الأساسية والسلعية إلى محافظات الجمهورية، والرحلات الجوية للمواطنين المرضى والطلاب وعامة المواطنين، إلى جانب تأمين تصدير النفط الخام، ولفت إلى ضرورة أن تقدّر الحكومة الشرعية المواقف المهمة التي قدمتها حضرموت خلال المنعطفات والأزمات التي تعصف بالوطن جراء الحرب العبثية التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وأشار المحافظ إلى المستوى المتقدم الذي حظيت به حضرموت، وتفرّدها بزيارات من قبل قيادات في الدولة، وفي التحالف العربي، ولمسؤولين في دول الاتحاد الأوروبي، ودول أجنبية أخرى، وإجماعهم بالإشادة لما تحقق للمحافظة من تأسيس راسخ في البناء العسكري والأمني، الأمر الذي جعل حضرموت تمثّل المنفذ الآمن المستقر على مستوى محافظات الوطن، مشددًا على ضرورة تكاتف الجميع والوقوف في مقدمة الصفوف للدفاع عن الإنجازات المحققة للمحافظة.
وجدد محافظ حضرموت وقوفه التام مع حقوق ومطالب المواطنين، ومقدرًا الضائقة التي يمرون بها نتيجة للتدهور المستمر للعملة المحلية، مؤكدًا أحقيّة المواطنين في التظاهر والتعبير عن آرائهم بطرق قانونية وسلمية، وأن قيادتي السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثانية ستعمل على تأمين التظاهرات السلمية، معبرًا عن حرصه الشديد لخدمة حضرموت وأبنائها.
واستعرض المحافظ جهود قيادة السلطة المحلية وخططها الاستراتيجية لتحسين خدمة التيار الكهربائي، من خلال إعتزام السلطة لإنشاء محطة عبر الطاقة الشمسية بقدرة 60 ميقا بمنطقة الريان، والوصول إلى مراحل متقدمة مع البنك الدولي لمنح حضرموت من بين كافة المحافظات قرضًا يساعد السلطة على إنشاء محطة كهربائية لا تقل قدرتها عن 200 ميقا واط، وكذا إنشاء صندوق حضرموت الخيري الذي سيقدّم مساعدات للأسر الأشد فقرًا في مرحلته الأولى عبر تقديم المساعدات وتمكين الأسر من الإعتماد والاكتفاء الذاتي، وإنشاء 5 مخابز موزعة على مديريات المكلا والشحر وغيل باوزير، لتوفير الخبز المجاني للأسر المعدمة، وللأسر المحتاجة بخصم 50% من قيمة الخبز، على أن يباع للمواطنين المقتدرين بقيمته الأساسية، موضحًا أنه سيتم التعامل في القريب العاجل مع بعض المخابز القائمة من خلال تقديم الدعم والتسهيلات لها لبيع الخبز والروتي بأسعار مناسبة وتطرق إلى المساعي المبذولة لبيع السمك في مفارش التجزئة بأسعار معقولة وفي متناول الجميع.
وأكد محافظ حضرموت أنه سيبذل كل ما بوسعه من خلال التواصل مع قيادة الحكومة الشرعية وطرق أبواب دول التحالف العربي، في سبيل إيلاء حضرموت مزيد من الاهتمام، والاستماع إلى مطالب أبنائها والاستجابة لتلك المطالب للتخفيف عنهم معاناتهم التي نتجت بسبب الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الوطن.
داعيًا أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ والدعاة إلى أهمية توضيح كل ما اعتمل ويعتمل في حضرموت لعامة المواطنين، والتحدث معهم حول أهمية استتباب الأمن واستقراره والحفاظ على السلم المجتمعي، موجهًا مكتب الأوقاف والإرشاد بتنظيم لقاءات دورية كل شهرين مع العلماء والمشائخ والدعاة، لمناقشة أحوال المواطنين والبلد، والإستماع إلى نصائحهم وإرشاداتهم المهمة، مبديًا استعداده بالجلوس مع المواطنين العقلاء والاستماع منهم إلى معاناتهم، وشرح لهم ما تحقق لحضرموت من منجزات وأهمية الحفاظ عليها.
واستمع محافظ حضرموت من العلماء والمشائخ والدعاة الذين عبّروا عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللقاء الذي دعا إليه السيد المحافظ، إلى الأوضاع والمعاناة التي تعصف بأحوال المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الوطن، وتأكيدهم على وقوفهم إلى جانب أبناء حضرموت في نيل مطالبهم وحقوقهم المشروعة بطرق قانونية سلمية حضارية، بعيدًا عن الإضرار والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وأهمية الحفاظ على ما تحقق للمحافظة من أمن واستقرار.
وطالب العلماء قيادة الحكومة الشرعية بإعادة النظر في مطالب أبناء حضرموت وإيلائهم مزيد من الاهتمام، آملين من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التدخّل العاجل والسريع لإنقاذ هذه المحافظة الآمنة المستقرة.