الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على سيد الورى الذي شرف الله به المدينة وام
القرى ثم اما بعد : الى اهلنا في حضرموت الطيب والوفاء والمحبة والاخاء
لايخفى عليكم ما يمر به العالم اجمع من خطر الاصابة بفيروس كرونا الذي
انهارت امامه كبريات الدول وعجزت عن مواجهته في رسالة للجميع مفادها : انها
لن تقف اي قوة امام قوة الخالق سبحانه وماقدروا الله حق قدره ..
هذا الفيروس الذي ينتشر انتشارا رهيبا في دول العالم بأمر مولاه لابهواه ربما قد حط رحاله في ربوع بلادنا وهذا امر متوقع حسب بعض التوقعات الطبية لعدة اسباب معروفة من اهمها كون البلاد منافذها البرية والبحرية والجوية مفتوحة لكل غاد ورائح
وعليه فالذي انصح به اهلنا في حضرموت في هذ الظرف الرهيب والوقت العصيب بأن يكونوا اهل ثبات في مواجهة الازمات والا يدب فيهم اليأس والقنوط من رحمة الله فالذي رفع البلاء عن الانبياء قادر على ان يرفع عنا هذا التعب والعناء من صير النار بردا وسلاما على ابراهيم عليه السلام قادر ان يصير كرونا بردا وسلاماعلى المسلمين ومن نجى يونس من بطن الحوت حين ناداه ودعاه في ظلمات ثلاث وفرج كرب يوسف عليه السلام من غيابات الجب وظلماته ومن نفس كرب نوح عليه السلام من الطوفان ومن أغاث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم يوم بدر والاحزاب حين زلزل المؤمنون زلزالا عظيما قادر على ان يفرج وينفس كروبنا وخطوبنا فلاداعي للقلق والارق ولا للفزع والهلع فلانهول ولانهون لاافراط ولاتفريط في التعامل معه نتوكل على الله رب الارباب ونأخذ بالاسباب الوقائية شرعية كانت ام حسية طبية فاعتبروا ياولي الالباب
فالمسلم عنوانه الصبر في الضراء والشكر في السراء وهذه علامة الخيرية للامة الوسطية
ابائي واخواني واهلي في حضرموت ان الواجب علينا في مثل هذه النوازل والجوائح الرجوع الى الله ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ظهر الزنا والربا والغنا والتبرج والسفور والعدوان والعصيان وقطع الصلوات وشرب الخمور والمسكرات وغيرها فهذه الذنوب سبب المصائب فمانزل بلاء الا بذنب ولارفع الابتوبة فعلينا بالتوبة النصوح والاقلاع عن الذنوب توبة صادقة يمحو بها ربنا كل حوبة فهي من اعظم الطاعات واجل القربات نترك ظلم العباد فبئس الزاد يوم المعاد ظلم العباد نكثر من التضرع والانطراح والانكسار بين يدي الله سبحانه فهوالسامع لكل شكوى والكاشف لكل بلوى أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء وان يمسسك الله بسوء فلاكاشف له الاهو فالدعاء عبادة المخلصين وطاعة الصادقين
اوصي اهلنا بالالتفاف والاصطفاف حول الاخ القائد البحسني حفظه الله الذي توالت عليه الملمات والمهمات والاختبارات من كل جانب وهو لايمل ولا يكل من كبر سنه حتى ظهر عليه الارهاق الكبير عليه فنسأل الله ان يعينه ويهىيء له الناس الصادقين حوله لاعانته ومساعدته وقد كان حفظه الله في وقت سابق قد وجه باعادة فتح الجوامع لاقامة الجمعة مع عدم اقتناعه بذلك ؛كونه مدركا لخطر الفيروس لكنه وجه باقامة الجمعة ؛ استجابة لرغبة جماعة من اهل العلم حتى يقطع الطريق على المحرضين عليه الزاعمين انه يريد يميت الشعائر الاسلامية في المساجد وها هو الخطر قد ضرب بناقوسه في حضرموت فماذا عسى ان يقول المنادون بفتح المساجد اعتلالا بقولهم : انه لم توجد حالة حتى تغلق المساجد !! فقد وجدت الحالة وربما حالات وقد خالط صاحبها مئات من الاشخاص هل سيتغير رأيهم ام سيبحثون عن حجة اخرى للتحريض والتأليب ؟! ادعو ابناء المحافظة جميعا بالالتفاف حول المحافظ حتى تتجتمع الكلمة وتوحد الصفوف فالجماعة رحمة والفرقة عذاب .
كما اوصيهم بالابتعاد عن النكايات والنزاعات وكثرة الاختلافات فهي سبب الفشل والوهن ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم فالوقت ليس وقت انتقادات ولاانتقامات واسقاطات وتشهيرات بهذا او ذا لحظوظ نفسية او أراء شخصية الوقت وقت تعاون على البر والتقوى في سبيل المحافظة على سلامة ارواح اهلنا في حضرموت
كما انصح جنودنا البواسل في كل المحاور العسكرية والامنية بالقيام بواجبهم بدون تواني او تراخي فالامر جد خطير
وكذا اوصي اخواني الاطباء والممرضين في حضرموت ان يصبروا ويصابروا ويرابطوا في اماكن عملهم اذا طلب منهم ذلك وهم في جهاد عظيم لانقاذ اهلهم وسيسجل لهم التأريخ هذه المواقف المشرفة مع غيرهم من الاخيار وان يستعينوا بالله الواحد الاحد وان يعلموا ان الموت بيد الله سبحانه فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها عقيدة يجب ان ترسخ في قلوبنا وعقولنا وادرك الحمل الذي عليهم في ظل شحة الامكانيات والخدمات وان شاء الله ونحن في لجنة التبرعات لن نقصر معهم في توفير مانستطيع توفيره لهم من الوسائل والاجهزة الطبية والعلاجية وهم أهل لهذه المهمة في ظل هذه الملمة
كما انصح اخواني في وسائل الاعلام المرئي والمسموع بترك تشغيل الاغاني والرقص وجميع المنكرات فالنوازل لاتستقبل بالمعاصي والمجاهرة بها وانما تستقبل بالطاعات والعبادات وان يكثروا من النشرات التوعوية في سبيل تعريف الناس بمخاطر هذا الفيروس.
كما اناشد اهل الخير من التجار في الداخل والخارج والجمعيات والمؤسسات الخيرية بمساعدة اهلنا المحتاجين والفقراء المساكين وعملهم مدخر لهم عند الله فالحمل ثقيل لن يقوم به شخص واحد او جماعة او حزب هذه نازلة تحتاج الى تكاثف الجهود من قبل الجميع هناك اسر ربما تتضرر بسبب بحظر التجوال هناك عالقون في الخارج تقطعت بهم السبل هناك مرضى محتاجون للدواء فلابد تظافر الجهود كل في مجاله واختصاصه حتى نتجاوز هذه الازمة ان شاء الله واملنا في الله عظيم وحسن ظننا بالله لامنتهى له .
وفي الاخير ابتهل لله العلي القدير والسميع البصير ان يحفظ اهلنا في حضرموت وسائر بلاد المسلمين من هذه الامراض والاوبئة اللهم انا نشكوا اليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا اللهم لاحول ولاقوة الابك اللهم ياسميع الدعاء ياعظيم الرجاء يامن بيده خزائن كل شيء ارفع عنا البلاء والغلاء والوباء اللهم استودعناك اهلنا في حضرموت اللهم اجعلهم في حفظك وكنفك يارب العالمين ويااكرم الأكرمين.
*كتبه على عجالة*: فضيلة الشيخ / صالح بن عمر الشرفي - إمام وخطيب جامع عمر المكلا ظهر هذه الجمعة