لم تقف وعورة الطريق، وعدم جاهزيتها، لعبور السيارات حائلاً دون أن تؤدي
هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مهمتها، في إيصال المساعدات الإغاثية إلى
مستحقيها في عدد من المديريات والمناطق النائية بمحافظة حضرموت.
حيث لجأت
الهيئة لأستخدم الجمال في إيصال المساعدات الإنسانية والخيم الأيوائية إلى
البدو الرحل من سكان منطقتي حنور وراس محل بمديرية ارياف المكلا،
المترامية الاطراف بعد ان عجزت شاحنات الإغاثة عن الوصول إليها لوعورة
الطرق لاسيما الجبلية منها.
وبعد ان علم فرق التوزيع بوجود مواطنين يسكنون في مناطق جبلية لا تستطيع الشاحنات الوصول إليها، أصروا على إيجاد وسيلة أخرى تمكنهم من الوصول إلى أولئك المواطنين الذين يقطنون بعيداً، فما كان منهم إلى أن استعانوا بالجمال وسيلة النقل القديمة وسفينة الصحراء وشاحنة المهمات الصعبة، لينقلوا على ظهرها تلك المساعدات الاغاثية والأيوائية.
وانتقلت قافلة الجمال وأمامها وخلفها وإلى جانبها شباب فرق الهلال الأحمر يقطعون المسافات البعيدة، ويتحملون حرارة الشمس الحارقة، لا لشيء سوى للوصول إلى آخر محتاج في تلك الأرض الشاسعة، وما إن تقترب القافلة حتى يبادر الساكنون هناك بالخروج إليها والترحيب بأصحابها، وتقديم الماء والتمر لهم والقسم بألا يبرحوا مكانهم حتى يتناولوا قهوتهم.
وكان الوقت قصيراً والطريق طويل والرحلة شاقة، لكن ذلك كله يُنسى في لحظة واحدة، تلك اللحظة التي ترى فيها ابتسامة مشرقة من كهل كبير وطفل صغير ورجل أرهقته متاعب الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي.