حضر محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، اليوم الندوة العلمية التي نظمتها المؤسسة العامة لكهرباء حضرموت بعنوان "كهرباء حضرموت الماضي والحاضر والمستقبل- الواقع والمأمول" .
وجاء تنظيم هذه الندوة في ظل اهتمام قيادة السلطة المحلية بالمحافظة جراء معاناة المواطن في هذا القطاع الحيوي، وما يصاحب ذلك من حدة واختناق في قطاعات التوليد والنقل والتوزيع .
وفي الجلسة الافتتاحية للندوة، أكد محافظ حضرموت على أهمية قطاع الكهرباء واهتمام قيادة السلطة المحلية بالمحافظة بالوقوف أمام هذا التحدي الكبير الذي يؤرق المواطن في حضرموت التي لم تشهد أي مشروع تطويري حديث خلال العشرين عاماً الماضية في هذا القطاع.
وقال إن السلطة المحلية نجحت في انجاز مشاريع أسهمت في الحد من التدهور والاختناقات منها انشاء المحطة الكهروغازية بالوادي بطاقة 70 ميجاواط بتوجيه من فخامة الرئيس، وسير العمل لانجاز محطة جديدة بقدرة 40 ميقاط واط بمديرية الشحر سترى النور في صيف العام القادم باذن الله بتمويل من السلطة المحلية بالمحافظة ، بالاضافة الى أهمية مشروع محطة 100 ميجاواط التي وعد بها الرئيس لساحل حصرموت، وذلك في اطار سياسة عامة لاعتماد محطات حكومية، والبحث عن مخارج للاستغناء تدريجياً عن الطاقة المشتراه.
وتطرق المحافظ الى الصعوبات التي تتجاوز امكانيات السلطة المحلية في هذا القطاع ومنها التكلفة الكبيرة للوقود وضعف التوليد، مؤكداً حرص السلطة المحلية على تجاوز المشاريع الترقيعية وانجاز دراسة استراتيجية لكل حضرموت لعشرين عام قادمة على يد شركة المانية عالمية، ويجري البحث الآن عن تمويل لهذه الدراسة الشاملة وتنفيذها على الواقع.
ودعا المحافظ المواطنين الى ترشيد الكهرباء والتعاون مع عمال الكهرباء ومساندة جهود التطوير من خلال تسديد الفواتير ومنع الربط العشوائي .
وأكد المحافظ أهمية الندوة، وما سيتمخض عن أوراق عملها من قرارات وتوصيات من شأنها الإسهام في وضع معالجات عاجلة لوضع الكهرباء، والبحث عن تمويل للمشروع الاستراتيجي القادم.
وأعلن مدير عام المؤسسة العامة لكهرباء ساحل حضرموت رئيس اللجنة التحصيرية للندوة، م.عبدالله فرج حمران، الانتهاء من الدراسة العامة لوضع الكهرباء في حضرموت بشكل عام والتي نفذتها شركة "فشتنر" الألمانية الاستشارية العالمية ، وبدء التفكير والترويج لتنفيذ مخرجات هذه الدراسة، مشيراً الى ان الدراسة التي تميزت وحظيت باهتمام كبير من المحافظ البحسني، استغرقت فترة طويلة في جمع المعلومات والتمحيص والنزول الميداني لجميع المواقع ومحطات الكهرباء في الساحل والوادي، وتأهيل أبرز الكوادر المحلية في القاهرة .
وقال إن الدراسة تعد خارطة طريق ومخطط استراتيجي لقطاع الكهرباء، للاستغناء عن مشاريع شراء الطاقة وفتح آفاق لمشاريع تعتمد على بدائل لوقود الديزل الذي يستنزف الكثير ويشكل عبئاً على السلطة المحلية والمؤسسة .
واكد ان الندوة تأتي لمعالجة العجز في التوليد ونقص الوقود وعدم توفر قطع الغيار وغياب التمويل الحكومي، وقال ان حضرموت منذ العام 1998م ولأكثر من 21 سنة لم تشهد أي مشروع استراتيجي للكهرباء، مشيداً بالتدخلات والاهتمام المتزايد لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة التي تسهم بشكل متواصل في الحد من الاختناقات في قطاع الكهرباء، ومساهمة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة في تلبية الاحتياجات من الوقود.
وأشار حمران الى أهمية الترشيد في استخدام الكهرباء وتقليل الفاقد بسبب الربط العشوائي الذي وصلت نسبته في الساحل الى 45%، وفي الوادي 30% .
وقدمت في الندوة أوراق عمل، بعنوان "كهرباء حضرموت - الواقع والمأمول" للمهندس عبدالقادر الجنيد مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بوادي حضرموت، و"أهمية دراسة تطوير الكهرباء" للمهندس حسن العمودي، و"أهم المؤثرات الطبيعية والمجتمعية لاستخدامات الطاقة الكهروحرارية الشمسية في نجاح استراتيجية مشروع كهرباء حضرموت 2040-2020م" للدكتور عبدالله بارعدي .
استعرضت هذه الأوراق الوضع الراهن لمحطات الكهرباء، والرؤى المستقبلية، والمعالجات السريعة لمواجهة الكلفة الكبيرة للتشغيل بمادة الديزل، والحلول المقترحة .
حضر افتتاح الندوة، وكيل المحافظة المساعد لشؤون الوادي والصحراء م. هشام السعيدي، ووكيل المحافظة لشؤون الجرحى والشهداء حسن الجيلاني، ورئيس جامعة حضرموت د.محمد خنبش، ومديرو عدد من المرافق والمؤسسات الحكومية، ومهندسو وفنيو المؤسسة العامة للكهرباء.