في لحظات وفاء امتزجت فيها ملامح السعادة مع دموع الفرح، وتحت شعار "أعطوا
.. فأبدعوا .. فاستحقوا التكريم" ، كرّمت قيادة السلطة المحلية بمحافظة
حضرموت اليوم كوكبة من رواد الفن الغنائي الحضرمي في عصرها الذهبي عرفاناً
بعطائهم المتميز لأكثر من 40 عاماً .
التكريم شمل 19 رائداً من رواد الفن الحضرمي في مجالات الشعر والغناء والتلحين والإدارة، في حفل تكريمي وخطابي وفني وفائي أقيم بالمكلا .
وفي الاحتفائية، أشاد المحافظ بالأدوار البارزة لأعلام حضرموت في مجال الفن الغنائي الأصيل الذي ذاع صيته على مستوى الوطن وخارجه، والذين حملوا رسالة الفن وأطربوا عامة الناس، وصدحت حناجرهم وأبدعت قريحتهم بجميل الأداء واللحن والكلمات لتتجاوز الأغنية الحضرمية الحدود ولتطرب الآذان، ولتؤكد أن اللون الغنائي الحضرمي من أجمل وأرقى ألوان الغناء الطربي .
وقال المحافظ : "إن ما قدّمه فنانونا من الجنسين، خلال أكثر من 40 عاماً أمراً يدعو للفخر والاعتزاز، حيث جسّد عطائهم قيم المحبة وواصلوا به جسور رسالة الفن الأصيل الذي دعا بالكلمة الهادفة المعبّرة إلى تجسيد قيم التسامح والمحبة ومعالجة قضايا المجتمع .
وأشار المحافظ الى أن الأغنية الحضرمية امتزج فيها روح الإبداع والموسيقى مع عذوبة الكلمة واللحن وصدق الأداء ، لتمتع الجمهور بأداء موسيقي عالٍ، نفذت من خلاله إلى عمق المتلقي بما تحمله من أحاسيس وعواطف إنسانية نبيلة .
وقال المحافظ : "إن تكريم الفنانين والمبدعين يعدّ عرفاً فنياً وتقليداً سنوياً اعتمدته السلطة المحلية يراد له أن يكون لحظة اعتراف وطني يخلّد سيرة جيل رواد الأغنية الحضرمية، ويسهم في اكتشاف مواهب شبابية جديدة تحمل مشعل الطرب الأصيل .
وأوضح أن للأغنية رسالة بثّ من خلالها الفنانون آمالهم وأفراحهم وأوجاعهم، وعبروا من خلالها عن صدق مشاعرهم ، مستشعرين دلالات إيصالها لذائقة الجمهور" .
وأضاف المحافظ : "ان الأغنية الحضرمية تتميز بأصالتها ومحافظتها على القيم التي تربى عليها الجيل الأول من الفنانين، والتي تعطي للفن طابعه وسماته الخاصة" ،
معتبراً أن دعم الثقافة والفنون جزءً لا يتجزأ من رؤية التنمية الشاملة، مؤكداً أن الأغنية الحضرمية بما تتضمنه من قيم ومشاعر نبيلة ووجدانيات متأصلة في عمق تراثنا، كانت حاضرة بعمق في صلب مناصرة القضايا الوطنية.
ودعا المحافظ إلى مواصلة ذلك الدور الريادي للأغنية الحضرمية لمساندة جهود التنمية والحفاظ على نعمة الأمن وما تحققت من نماذج مشرّفة في هذه المساحة المعطاءة من الوطن بفعل إرادة أبنائها الذين يقفون على خلفية إرث ثقافي وتاريخي وفني كبير.
وأكد المحافظ أن الاهتمام سيتواصل على خط متوازنٍ بجميع المجالات، وأن للثقافة والفن نصيب كبير من هذا الاهتمام لأن الشعوب تقاس بثقافتها وفنها، معلناً عن التوجه لإنشاء معهد موسيقي متخصص يسهم في تخريج الكفاءات الفنية وفق دراسة ومنهجية حديثة، كما أعلن عن مسابقة سنوية لأفضل عمل فني .
وقال المحافظ : "سنتدخل للوقوف إلى جانب المبدعين في جميع المجالات، وسنعتمد هذا التكريم بشكل سنوي لتكريم كوادر ورواد آخرين في مجالات الإبداع الثقافي والأدبي" ، موجهاً السلطات المحلية في المديريات بإعتماد إقامة حفلات فنية للمواطنين في المناسبات والأعياد بمشاركة نجوم الفن ومبدعي الطرب .
وأضاف المحافظ : "وانطلاقاً من رسالة الفن العظيمة، وتقديراً لعطاءات رواد حضرموت الذين قدّموا عصارة جهدهم بإخلاص وتفانٍ ، قرّرنا في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة تكريمهم، عرفاناً بذلك العطاء وتقديراً لسنوات الإبداع والكلمة الجميلة .
وفي هذا السياق، ثمّن مدير عام مكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت خالد أحمد القحوم، ورئيس جمعية فناني حضرموت للموسيقى والتراث الغنائي محمد أنور عبدالعزيز، هذه اللفتة من السيد المحافظ والتي تحمل دلالات الوفاء والعرفان لجيل خدم الأغنية والفن ، شاكرين دعمه المتواصل للإرتقاء بالواقع الفني والثقافي، مشيرين الى وجود أصوات غنائية جديدة أعطت للأغنية الحضرمية وهجاً إضافياً وحملت مشعل مواصلة مسيرة الرواد.
وفي كلمته نيابة عن المكرّمين، أعرب الفنان القدير عبدالله مخرّج عن خالص الشكر للسيد محافظ حضرموت لهذه اللفتة لوفائية الكريمة تجاه الفنانين، مؤكداً ارتياح الجميع لهذه اللفتة وهذا الاهتمام الذي سينعكس ايجاباً على معنويات أهل الفن وعشاق الطرب .
وفي كلمات لهم ، مصحوبة بمشاعر الفرح ، ودلالات التكريم، أعرب عدد من الرواد من الفنانين والفنانات عن عظيم شكرهم وامتنانهم للأخ المحافظ، لدعمه وتكريمه وتشجيعه للمبدعين في شتى المجالات، ومن بينها المجال الفني، مؤكدين أن هذا اللقاء الجميل جمع شملهم منذ سنوات وأضفا على معنوياتهم كثير من البهجة والسعادة .
وعلى أنغام الموسيقى والطرب الأصيل، أبدع الفنانون : علي العطاس ومحمد سالم باحمران، ومفتاح سبيت كندارة، وسعيد نصيب، ومحمد صالح بن حميد، وأمّون باعكيم، وعبدالله مخرّج، بتقديم وصلات غنائية نالت الإعجاب وتفاعل الحضور، وأعادت للأذهان إبداعاتهم وجودة إتقان أداء الأغنيات الطربية، كما ألقيت قصيدتين للشاعرين عمر عبدالرحمن العيدروس والإعلامي سعيد علي الحاج، أثنت على تكريم المحافظ ودعمه للفنانين .
وجرى في ختام الحفل، تكريم رواد الغناء الحضرمي، وهم :
١- مفتاح سبيت كندارة
٢- علي أبوبكر العطاس
٣- علي سعيد الخنبشي
٤- عمر عبدالرحمن العيدروس
٥- أحمد مفتاح النوبي
٦- محمد أحمد باعباد
٧- محفوظ محمد بن بريك
٨- خديجة يسلم باعشن
٩- أمّون محمد دعكيك
١٠- أنور عبدالله عبدالعزيز
١١- عمر محمد غيثان
١٢- أبوبكر محسن بن الشيخ ابوبكر
١٣- محمد سالم باحمران
١٤- سعيد نصيب بن نصيب
١٥- عبدالله عوض بابرعوص
١٦- عبدالله سالم مخرّج
١٧- محمد محفوظ سكران "الكالف" .
١٨- سعيد سالم باشريف
١٩- وعازف الناي الشهير الفنان "حسن سوّاد" .
وتم تكريم المحافظ من قبل مكتب الثقافة وإذاعة المكلا وجمعية فناني حضرموت ومن الفنان علي العطاس، لدعمه ومساندته للمبدعين، وجرى منح المحافظ البحسني شهادة اختياره رئيساً فخرياً لجمعية فناني حضرموت للموسيقى والتراث الغنائي، وتسليمه البطاقة الذهبية للرئاسة الفخرية للجمعية والتي تصرف لأول مرة .
حضر التكريم، وكيل المحافظة المساعد لشؤون الشباب فهمي باضاوي، ومستشار المحافظ د. عبود العبل، ومدير عام مديرية مدينة المكلا م. عوض بن هامل، ومدير عام مديرية الشحر م. أمين بارزيق، ومدير إذاعة المكلا أفراح محمد جمعة خان، ورئيس اتحاد الأدباء د.عبدالقادر باعيسى، ورئيس مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر د.عبدالله الجعيدي، ومديرو إدارات مكتب الثقافة بالمحافظة ومديرو مكاتب الثقافة بالمكلا والشحر وغيل باوزير، وعدد كبير من فناني وفنانات وشعراء الزمن الجميل.