أقيمت صباح اليوم بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، الندوة المجتمعية
“النخبة الحضرمية والمجتمع”، والتي نظمتها اللجنة المجتمعية المشكلة من
منظمات المجتمع المدني، ضمن حملة الوعي المجتمعي لإحياء المواقف والبطولات
التي سطرها أبناء حضرموت لمقاومة وطرد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وكذلك
بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت من سيطرة
القاعدة.
حيث تحدث في بداية الندوة مستشار محافظ حضرموت العميد ركن سليمان صالح بن غانم عن الجهود والمساعي التي بُذلت من قبل القيادات العسكرية والمجتمعية بمحافظة حضرموت وقوات التحالف العربي لتشكيل قوات النخبة الحضرمية، والتي كانت مهمتها الرئيسية تحرير مدينة المكلا ومديريات ساحل محافظة حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي، والذي استمر لثلاثة العام الكامل، كذلك لتحل هذه القوة العسكرية التي تتكون من أبناء المحافظة نفسها مكان تلك القوات التي استسلمت وتركت مواقعها لعناصر التنظيم الإرهابي.
كما تحدث العميد ركن “بن غانم” عن معركة تحرير المكلا، والشجاعة والبسالة القتالية التي أظهرتها قوات النخبة الحضرمية، والتضحيات التي بذلها الشهداء من أجل وقف الظلم والاضطهاد عن أهلهم في المكلا والمناطق المجاورة لها.
كذلك الدور الكبير الذي تقوم به تلك القوات في مكافحة الإرهاب، والقضاء عليه من جذوره، وتثبيت دعائم الأمن والسكينة والنظام في مدن وحتى قرى ساحل حضرموت الذي تنتشر فيه. كما ثمن الجهود والأموال والتضحيات التي بذلتها كذلك قوات التحالف العربي لتشكيل قوات النخبة الحضرمية، وضم أفرادها للجيش الشرعي، وتقديم الدعم اللازم لهم من حيث التدريب والسلاح والعتاد العسكري.
من ثم تحدث الدكتور عمر سالم باجرذانة، أحد الشباب السياسيين الذين تضرروا إبان سيطرة التنظيم الإرهابي، ومورس ضدهم العنف والقمع؛ عن مآسي ومظالم تنظيم القاعدة الإرهابي وجرائمه التي كان يمارسها ضد المواطنين في كل لحظة وحين.
كذلك بيّن الدكتور “باجرذانة” مقدار الدمار الذي طال مؤسسات الدولة، كذلك ما طالها من حرق متعمد، ونهب منظم، واستنزاف لإرادات المحافظة وعائداتها خلال سيطرة التنظيم.
واستعرض أيضاً جملة من الأفكار المتطرفة والمتشدده التي كان عناصر القاعدة الإرهابي يحاولون بثها ونشرها بين أوساط المجتمع، وكيف جابههم المجتمع بفكرة الوسطي الذي ورثه الناس هنا عن أجدادهم، ورفض أفكارهم المتشددة، حتى أدخل التنظيم في حالة هستيرية جعلته يحاول تدمير أية رموز دينية أو تاريخية متعلقة بالفكر الوسطي وحملته من أسلاف المجتمع.
كما عرّج الدكتور “باجرذانة” كذلك عن الدور الذي لعبته السلطة بالمحافظة ممثلة في محافظ حضرموت اللواء ركن فرج سالمين البحسني، وما يقوم به من محاولة بناء وتحسين أداء مؤسسات الدولة التي دُمرت خلال تلك الفترة، كذلك تسيير أمور المواطنين في ظل دولة تعاني ويلات الحرب التي أشعلها متمردوا الشمال “الحوثي” وحلفائه.
حضر الندوة الناطق الرسمي باسم قيادة المنطقة العسكرية الثانية، هشام كرامة الجابري، وجمع من السياسيين، والمثقفين، وعدد من أهالي شهداء النخبة الحضرمية، والصحفيين، والناشطين الحقوقيين، وممثلي منظمات المجتمع المدني بحضرموت والمهتمين من أبناء المحافظة، والمقيمين فيها.