المحافظ الديني : أبناء حضرموت لا يقبلون التآمر على محافظتهم ووطنهم مهما كانت الظروف والمسببات
وجه الأستاذ خالد سعيد الديني محافظ محافظة حضرموت عبر أثير إذاعتي المكلا وسيئون أمس كلمة إلى أبناء المحافظة  (الموقع الالكتروني لمحافظة حضرموت ) ينشر التص الكامل لها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ..
 
آبائي وأخواني وأبنائي ...
أمهاتي وأخواتي وبناتي في محافظة حضرموت
 
إن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت وكل أبناء المحافظة يتابعون بقلق شديد تداعيات الأزمة السياسية التي يمر بها وطننا الحبيب وما آلت إليه هذه الأزمة من احتدام في المواقف المتشددة لبعض عناصر هذه الأزمة التي لا تريد أن يرسى مركب الوطن في بر الأمان بل تريد لهذا المركب أن يغرق بمن فيه في بحر تتلاطمه الأمواج العاتية لا يسلم من نتائجها الكارثية أياً من كان سواء ارتبط بهذه الأزمة أم لم يرتبط وسواء تعامل معها أم لم يتعامل .. ولأن استمرت الأزمة على هذا النحو من الحدة والتعصب فلن يجني الوطن والشعب اليمني غير الخراب والدمار والمزيد من إراقة الدماء الطاهرة الزكية .
إن التعامل مع هذه الأزمة ومن ذلك المنظور الحزبي أو القبلي الضيق الأفق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصل إلى حل يقتنع به الشعب اليمني عموماً وخاصة مع اتساع الهوة بين مواقف طرفي الأزمة .
إننا اليوم ونحن نتابع ما يجري من أحداث متسارعة في العاصمة صنعاء وفي تعز وفي أبين من سفك للدماء اليمنية ودون أدنى مبرر وفي حرب خاسرة لن يستفيد منها سوى أعداء الشعب اليمني والذين لا يريدون له الخير ويتلذذون حين يروا الأرواح تزهق ودماء اليمنيين تسفك .
إن أبناء محافظة حضرموت في الوقت الذي يؤكدون فيه بأن لا طريق لحل هذه الأزمة غير تحكيم العقل والمنطق وخلق مزيد من الثقة بين أطراف الأزمة والتحاور والتشاور فيما بينهم لما يرضي الله ويرضي الأمة التي أصبحت اليوم لا تفكر في شيء حتى في قوت يومها أكثر مما تفكر وتدعو الله أن يوفق جميع الأطراف إلى بلوغ الأهداف الرامية إلى مزيد من التآخي والوئام والوفاء لأننا جميعاً يمنيين ومن أبناء جلدة واحدة ويربطنا هدف ومصير مشترك هو أن ينعم شعبنا اليمني بالأمن والاستقرار والرخاء والإزدهار .
إن ما شهدته العاصمة صنعاء في يوم الجمعة الماضية من اعتداء وحشي على المصلين في جامع النهدين بقصر الرئاسة واستشهاد عدد من الضباط وأفراد الحراسة التابعين لفخامة الأخ الرئيس وإصابة كوكبة من قيادات الشعب اليمني التاريخية والمجربة وفي مقدمتهم الأخوة :
1- فخامة الأخ علي عبدالله صالح   رئيس الجمهورية .
2- يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب .
3- د. علي محمد مجور  رئيس مجلس الوزراء.
4- د.رشاد محمد العليمي  نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة المحلية .
5- صادق أمين أبو راس  نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية  .. وآخرون
وذلك في عدوان لم يراع حتى حدود الله في ضرب وتوجيه قذائف المدفعية إلى مصلين في بيت الله .
إننا نرى نحن أبناء محافظة حضرموت بأن مثل تلك الأفعال لا تعبر عن موقف سياسي أو أخلاقي أو حتى قبلي ولن تعود إلى حل للأزمة لتجنيب أبناء شعبنا اليمني ويلات الدمار بقدر ما تزيد الحده وتقرب الوضع بشكل عام من الإنهيار الكامل والتطاحن والتناحر بين أبناء هذا الوطن ولن يصبح الصراع فيما بعد بين طرفين لكنه سيصبح عام وتتسع رقعته ليشمل كل الوطن وأبناءه والدخول في أتون صراعات دموية لا تحمد عقباها وستأتي على الجميع ودون استثناء وستحرق الأخضر واليابس ودون تمييز ولن يسلم من آذائها ونتائجها الكارثية أحد.
وأمام هذا الوضع فإن أبناء محافظة حضرموت أولاً يستنكرون وبشده مثل هذه الأعمال الوحشية ومن أي طرف كان وبالتالي فإننا ندعو مجدداً إلى تحكيم العقل والمنطق وعدم الاحتكام للقوة والعنف في الوصول إلى النتائج المرجوة لأن العنف لا يولد إلا العنف والدم لا يجر إلا الدم ونحن في وقت أحوج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى حقن الدماء اليمنية الغالية ، كما أننا في وقت أحوج ما نكون فيه إلى تحقيق وبناء الإنسان اليمني كأغلى ثروة وتطوير المجتمع الذي هو بحاجة ماسة إلى تحسين مستوى معيشته من خلال إقامة المشاريع التنموية الاستثمارية والإستراتيجية وتوفير له فرص عمل للعيش بأمان وسلام واستقرار ، فشعبنا لم يعد بحاجة إلى مزيد من الدماء ولم يعد بحاجة إلى تخريب وتدمير ما قد بناه بعرقه وجده واجتهاده وأنفق عليه المليارات من الدولارات والريالات  ليؤمن به حياته ومستقبل أبناءه .
ونتوجه ختاماً إلى الجميع في أن يتقوا الله في وطنهم وفي دم أبناء شعبهم الذي يراق وبشكل شبه يومي .. فجميعنا أبناء وطن واحد وعلينا أن نضع مصلحة هذا الوطن فوق كل المصالح والإعتبارات يكفينا - ونكرر يكفينا - من تناحر فيما بيننا فالمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه .
إن أبناء محافظة حضرموت سلطة محلية وأحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة والمواطنين بشكل عام يعبرون بأسف بالغ بل ويستنكرون ويدينون ذلك الإعتداء الإرهابي الغاشم الذي لم يكن في حد ذاته اعتداء على رأس السلطة السياسية وقيادة الدولة والنظام  السياسي في اليمن بقدر ما كان اعتداء وحشي وسافر على حرمة بيت الله (مسجد النهدين) بالقصر الرئاسي وبتوقيت يوم مبارك .. يوم الجمعة .. وفي ميقات الصلاة .
ولم يكن ذلك الإعتداء الإرهابي الفج إلا من صنع أيادي خبيرة في هذا النوع من الأعمال الإجرامية ، وهي التي لم تتورع في تنفيذ مخططات مشبوهة تهدف إلى النيل في نظامنا السياسي الديمقراطي وقد شكلت هذه العملية في حد ذاتها بروفة لسيناريو إنقلاب عسكري مكشوف للإطاحة بنظام الجمهورية اليمنية ولم يكتب له النجاح ونحن على يقين من أنها ستكرر مثل هذه السيناريوهات .
وفي هذا المقام فإننا ندعو كل أبناء محافظة حضرموت أن يراعوا الله في محافظتهم وأن يكونوا عين ساهرة على ما تحقق لهم من إنجازات ومكتسبات في عهد الوحدة المباركة .. وأن يكونوا أيضاً على قدر ومستوى كبيرين من اليقظة والحذر وأحذ الحيطة الكاملة ومراقبة تلك التحركات الغير طبيعية لتلك العناصر المشبوهة سواءً من داخل المحافظة أو من خارجها والذين يضمرون الشر لهذه المحافظة ولا يريدون لها الخير والتطور ولأبنائها الرخاء والإزدهار والإبلاغ عن أياً من هذه التحركات المشبوهة مهما كانت صغرت أم كبرت إلى السلطات المحلية والأجهزة الأمنية واللجان الشعبية والمجالس الأهلية لأن في ذلك تجنب المخاطر عن محافظتنا وأبناء محافظتنا بشكل عام ، والمشهود لهم بحب محافظتهم ووطنهم اليمني ولا يقبلون التآمر عليهما مهما كانت الظروف والمسببات .
إننا نتمنى أن يخرج شعبنا اليمني منتصراً من هذه الأزمة وهذا لن يتم إلا بتظافر الجهود وتوحيد الطاقات وإعلاء كلمة الحق والتخلي عن تلك المصالح الأنانية الضيقة التي تمليها علينا أحزابنا وتنظيماتنا السياسية ... دعونا جميعاً نحكم الضمير ونرعى مصالح هذا الشعب الذي ينتظر منا توفير له سبل الحياة الكريمة والعيش الهني وبعيداً عن التنظيرات والمزايدات والمكايدات السياسية التي لا تخدم الوطن في شيء  لكنها توفر الظروف والمناخات المناسبة للإنقضاض على الوطن ووحدته .
وفق الله الجميع إلى ما فيه خير هذا الشعب والوطن ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .