بيان هام للشيخ صالح بن عمر الشرفي امام وخطيب جامع عمر بالمكلا
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. ثم اما بعد:

استجابة لقوله سبحانه وتعالى  (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامرمنكم)
وقول النبي- صلى الله عليه وسلم- :" على المرء السمع والطاعة فيماأحب وكره الاأن يؤمر بمعصية "
وانطلاقا من قواعد اهل السنة والجماعة المبنية على دلائل الكتاب والسنة وتقرير سلف الامة الصالح والذي تضمنته كتب عقائدهم  من وجوب طاعة  السلطان في امره ونهيه الا اذا امر بمعصية
وحرصا منا على جمع الكلمة وعدم التنازع في الاراء والاهواء ،واستشعارا منا بخطورة نازلة وجائحة كورنا الخطيرة التي حلت بمعظم دول العالم والتي ادت الى وفاة اعداد كبيرة من المصابين به  شاهدهم العالم أجمع  وهم يتساقطون في الشوراع والطرقات  حتى  عجزت كثير من هذه الدول الكبرى عن مواجهته واحتوائه مع ماعندها امكانيات وقدرات على كافة الاصعدة ماليا واقتصاديا وصحيا وعسكريا
الا انها ظلت عاجزة عن مواجهته، ونظرا لانتشار هذا الوباء  في بعض دول الجوار  وحرصا من السلطة المحلية في المحافظة لمنع احتمال انتقال العدوى الى المواطنين في محافظتنا  وسعيها الجاد للحيلولة دون وقوع أي ماساة أو كارثة في البلاد لاتحمد عقباها
فاننا نؤيد قرار الاخ المحافظ حفظه الله  المبني على مراعاة  المصحلة الكبرى في حفظ ارواح المواطنين وسلامتهم من الاخطار والاضرار
وذلك بتعميم قرار وزير الاوقاف  بتعليق الجمع والجماعات في الجوامع والمساجد الى اشعار اخر
وعليه :   فاني أهيب بأهلنا في حضرموت الخير حضرموت الحكمة للاستجابة الفورية لقرار الاخ  المحافظ حفظه الله ؛ سدا لباب الخلاف  التنازع بالاراء والاهواء ، وحرصا على جمع الكلمة و سلامة ارواح المواطنين.
وهذا القرار ليس حرمانا للناس من الخير كما يظنه ويتصوره بعض الناس لعدم ادراكهم لدقة  باب المصالح والمفاسد ومراتب الاحكام في مثل هذه الحوادث والنوازل فهناك علماء كبار قد أفتوا بذلك.
فإن الفقهاء الشافعية والحنابلة وغيرهم من اهل المذاهب  قد نصوا على جواز عدم شهود الجمع والجماعات لاعذار دون هذا الوباء .
ايضا مما ينبغي التنبيه والتذكيربه في هذا المقام :
ان الشارع الحكيم قد حرم كل وسيلة او طريق تؤدي الى اتلاف النفس او الاضرار بها قال سبحانه: ( ولاتلقوا بأيدكم الى التهلكة)
 وقال سبحانه : (ولاتقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما)
فالله الله ياأهل حضرموت  في اجتماع كلمتكم  وسلامة ارواحكم وصحتكم من هذه الامراض التي اصيب بها غيرنا فنحن الان في عافية والخطر محيط بنا ومحدق،
فالامر بتعليق الصلوات في الجوامع ليس اسقاطا لها
وانما اسقاط لحضورها في مواضعها فقط ؛ خشية انتقال العدوى التي تقرر طبيا انتقالها بسبب المخالطة والجوامع مظنة انتقال العدوى
نظرا لازدحامها بالمصلين . فالامر جد خطير وقد جاءنا النذير فلنكن خير نصير لبعضنا البعض في مواجهة تداعيات هذا المرض الذي ارعب العلم وافزعه
كما طلبت من أخينا القائد المحافظ- حفظه الله - اخراج وحدات من الجيش والامن  ؛ لتثبيت قرار حظر التجوال مع تزمينه صباحا ومساء
ومنع التجول لغير حاجة  في الاماكن العامة كما هو مشاهد  في هذه الايام
فالبدء بحظر التجول في هذه الاماكن صار ضرورة ملحة قبل غيرها
وعلينا الأخذ بالاسباب الحسية والشرعية من الحجر الصحي والابتعاد عن موطن الاصابة وعدم المخالطة الا في حدود الضرورة  كماانصح الناس بالرجوع الى  الله  والتوبة الصادقة اليه سبحانه فمانزل بلاء الابذنب ولارفع الابتوبة وعلى المسلم ان يصبر على قضاء الله وقدره وان يتوكل عليه ويفوض امره اليه فحسبنا الله ونعم الوكيل
كما أنصح اخواني  المسلمين  المحافظة  على الادعية الشرعية والاوراد الصباحية والمسائية فهي الجند الذي لايهزم ان شاء الله
وختاما اسأل الله ان يرفع الغمة عن الامة
لااله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين
اللهم ياودود يارحيم
ارفع عنا البلاء والوباء والغلاء  ياسميع الدعاء ياعظيم الرجاء
حفظ الله حضرموت وسائر بلاد المسلمين من هذه الامراض والاوبئة ان ربي سميع الدعاء
وصلى وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين
كتبه:
صالح بن عمر الشرفي
امام وخطيب جامع عمر بالمكلا
الخميس تاريخ 2 شعبان 1441 هجري